انطلاق الاجتماع الثلاثى غداً بالخرطوم لاستئناف مفاوضات «النهضة»
رئيس وزراء إثيوبيا يؤدى اليمين الدستورية أمام البرلمان
تنطلق غداً فعاليات الاجتماع الثلاثى بين مصر والسودان وإثيوبيا بمدينة الخرطوم لاستئناف المفاوضات المتعلقة بسد النهضة، فى وقت صادق فيه مجلس النواب الإثيوبى، خلال جلسة استثنائية عقدها أمس، على تعيين «أبى أحمد على»، رئيساً للوزراء، خلفاً لـ«هايلى ماريام ديسالين» الذى استقال فى 15 فبراير الماضى من رئاسة الائتلاف الحاكم والحكومة.
وقال الدكتور محمد عبدالعاطى، وزير الرى والموارد المائية، إن مصر تهدف إلى التنسيق بين كافة الأطراف فى ملف المياه.
وأكد، خلال اجتماعه مع أعضاء غرفة التجارة الأمريكية بالقاهرة أمس، أن هناك جزءاً كبيراً من الأزمات فى أفريقيا سببه ملف المياه والفقر المائى، وأن ظهور جماعات مثل «بوكو حرام» فى نيجيريا وغيرها من الأزمات فى مناطق مثل دارفور كان له علاقة بهذا الأمر.
وأضاف أن كل مليار متر مكعب تراجعاً فى المياه يؤدى إلى فقدان نحو 200 ألف وظيفة فى مصر، ما يعنى بالتبعية تشريد نحو مليون أسرة مصرية. وأكد أن مصر تساند كافة مشروعات التنمية فى دول حوض النيل بما لا يضر بالمصالح المائية للدول، مشيراً إلى أن مصر تخطط لإقامة خط ملاحى يمتد حتى بحيرة فيكتوريا لربط حركة التجارة بين مصر وأوغندا وجنوب السودان ورواندا وبوروندى وتسهيل عمل المستثمرين فى القارة الأفريقية، ولفت إلى أن مصر فى انتظار تشكيل حكومة جديدة فى إثيوبيا حتى تستكمل مباحثات سد النهضة.
«عبدالعاطى»: فقدان مليار متر مياه يعنى ضياع 200 ألف وظيفة والقاهرة تساند مشروعات إثيوبيا التنموية
وحول مشروع المليون ونصف مليون فدان قال الوزير إن هناك لجنة مشكّلة لبحث احتياجات المشروع من المياه والمقدّرة بنحو مليار متر مكعب وإن اللجنة انتهت إلى وجود مياه جوفية صالحة، إلا أن هناك اختلافات علمية حول عمق تلك المياه، موضحاً أن الوزارة تعمل على خطة استراتيجية للحفاظ على الموارد المائية عبر تطوير طرق وأساليب الرى والزراعة وتحلية المياه.
وأشار إلى أن مصر تواجه ثلاثة تحديات فيما يخص المياه خلال الفترة المقبلة، أولها تحدى التنمية، وثانيها الزيادة السكانية، ثم التغيرات المناخية. وأوضح أن هناك استراتيجية للدولة فى هذا المجال، مضيفاً أن مصر تخصص نحو 900 مليار جنيه لمشروعات المياه بالتعاون مع الاتحاد الأوروبى حتى سنة 2037.
وقال مصدر مسئول بوزارة الرى لـ«الوطن» إن الوزارة تبحث إيجاد آليات تمويل مع البنك المركزى لمنظومة الرى الحديث التى تعتزم الوزارة تطبيقها وتعميمها بالأراضى الزراعية على مستوى الجمهورية.
وأضاف أن وزير الرى ناقش، خلال اجتماع مساء أمس الأول مع طارق عامر محافظ البنك المركزى، آليات تمويل البنك لهذه المنظومة وإيجاد آلية تحفيزية لتجميع المساحات الصغيرة من الأراضى للفلاحين للتمكن من تطبيق المنظومة، وذلك للحفاظ على وحدة المياه وتعظيم الاستفادة منها، وأشار المصدر إلى أن الوزارة تُجرى حالياً تحديد المناطق التجريبية التى سيتم تطبيق الرى الحديث بها كمرحلة أولى بمحافظتَى القليوبية والفيوم.
رئيس وزراء إثيوبيا الجديد بعد أداء اليمين أمام البرلمان: السد وحّد الشعوب الإثيوبية ونرحب بانتهاء الخلاف مع إرتريا
وفى أديس أبابا، أدى رئيس وزراء إثيوبيا الجديد «أبى أحمد» اليمين أمام البرلمان، ووصف خلال كلمته أمام البرلمان مشروع «سد النهضة» بأنه «الموحِّد للشعوب الإثيوبية»، داعياً الجميع للاستفادة من «الروح الوحدوية» التى شكّلها هذا المشروع فى بناء النمو الاقتصادى فى البلاد. وتعهّد بالعمل من أجل تحقيق تنمية شاملة والتكاتف لمحاربة الفساد وتوسيع نطاق البيئة الديمقراطية فى إثيوبيا. وأعلن عن رغبته فى إنهاء الخلاف مع إريتريا، مشيراً إلى أنه على استعداد للجلوس مع الحكومة الإريترية لإنهاء الخلاف عبر الحوار، ودعاها لمبادلته نفس الرغبة.
من جانبه، أعرب نائب رئيس الوزراء ورئيس حركة «أمهرا» الوطنية الديمقراطية «دمقى مكونن» عن استعداده والتزامه بدعم الرئيس المنتخب الذى تم ترشيحه من قبَل حزب «الجبهة الديمقراطية الثورية للشعوب الإثيوبية»، مضيفاً أنه سيدعمه من أجل حل المشاكل التى تم تحديدها من قبَل مجلس الجبهة.
فى سياق متصل، احتفلت إثيوبيا، أمس، بالذكرى السنوية السابعة لبدء إنشاء «سد النهضة» فى إقليم بنى شانجول جوموز. وقال مكتب المجلس الوطنى لتنسيق المشاركة العامة لبناء السد إنه سيتم إعداد برامج جمع الأموال فى جميع أنحاء البلاد. وأوضح نائب المدير العام للمكتب «فكرتى تامير» أن المكتب يعتزم جمع 1.4 مليار «بر» هذا العام كجزء من الجهود المبذولة لجمع الأموال من أجل السد، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الإثيوبية. وكشف «المجلس الوطنى لتنسيق المشاركة العامة فى بناء السد» أنه تم الانتهاء من الإعداد لعقد مؤتمر للمستثمرين الوطنيين يهدف إلى حشد وخلق صورة واضحة عن بناء السد، وقال: «ساهم المستثمرون الإثيوبيون بما يقارب 2 مليار بر فى بناء السد حتى الآن».
وأشار مدير الإعلام والاتصالات «هايلو أبراهام»، فى مقابلة مع وكالة الأنباء الإثيوبية، إلى أن المستثمرين المحليين ساهموا فى تمويل المشروع منذ انطلاقته، مضيفاً: «لقد بذلنا العديد من الجهود لتعبئة المستثمرين والبقاء على اتصال معهم، ونلتقى بهم من خلال وزارة الثقافة والسياحة ومن خلال وزارة التربية والتعليم ومجتمع الأعمال فى وزارة التجارة وغيرها».
وقام ما يقرب من 400 مستثمر بزيارة إلى السد خلال الشهر الماضى، وأشار «أبراهام» إلى أنه بخلاف الجهود السابقة فقد تم الانتهاء من الإعداد لعقد مؤتمر وطنى للمستثمرين سيقوده «أبى أحمد»، مضيفاً أن خلق صورة واضحة عن السد وإطلاع المستثمرين على المرحلة الأخيرة من بنائه يُعد من بين القضايا التى سيتم تحديد أولوياتها خلال المؤتمر. وذكرت وكالة الأنباء الإثيوبية أنه تم حتى الآن جمع نحو 12 مليار بر من قبَل الإثيوبيين فى الداخل والخارج، مشيرة إلى اكتمال مراحل بناء السد حتى الآن بنحو أكثر من 64%.