أزمة كل سنة.. السلفيون يحرمون شم النسيم.. و«الإفتاء»: مباح شرعاً
صورة أرشيفية
دشنت قواعد «الدعوة السلفية»، عبر مواقع التواصل الاجتماعى، حملة لمقاطعة الاحتفال بـ«شم النسيم» واصفين إياه بـ«البدعة»، مستعينين فى ذلك بفتاوى وفيديوهات لشيوخهم، فيما أباحت دار الإفتاء وقيادات أزهرية الاحتفال به، مؤكدة أن تحريمه غير صحيح شرعاً.
وتداول قواعد السلفية فتوى منشورة على موقع «صوت السلف»، تحرم فيها «الدعوة السلفية» بيع الرنجة فى «شم النسيم»، معتبرة أن «الاحتفال به مشابهة للكفار فى أعيادهم»، كما تداولوا فتوى أخرى للشيخ أحمد يحيى الشيخ، عبر موقع «أنا السلفى»، يقول فيها: «لا يجوز تخصيص يوم من أيام السنة لإقامة عيد مبتدع فيه، فالأعياد فى الإسلام من العبادات التى لا تشرع إلا بدليل».
ونشرت القواعد فيديوهات لقيادات السلفية تحرم المشاركة. وقال ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، فى فيديو: «شم النسيم عيد موروث عن الفراعنة، ولا يجوز للمسلمين اتخاذه عيداً، خاصة أنه يعقب يوم عيد النصارى، المسمى بعيد القيامة». وقال أبوإسحاق الحوينى، القيادى السلفى: «شم النسيم من الأعياد الوثنية البدعية، ويجب تحذير الناس من الابتداع فى دين الله، وكما قال ابن مسعود، رضى الله عنه: «اتبعوا ولا تبتدعوا، فقد كفيتم عليكم بالأمر العتيق».
«برهامى»: موروث فرعونى.. و«الحوينى»: وثنى وبدعة.. و«آمنة»: لا علاقة له بالدين
فى المقابل، أكدت دار الإفتاء أن دعوات تحريم الاحتفال بشم النسيم أمر غير صحيح من الناحية الشرعية. وأضافت الدار عبر صفحتها الرسمية: «شم النسيم عادة مصرية ومناسبة اجتماعية ليس فيها شىء من الطقوس المخالفة للشرع، ولا ترتبط بأى معتقدٍ ينافى الثوابت الإسلامية، وإنما يحتفل المصريون جميعاً فى هذا الموسم بإهلال فصل الربيع؛ بالترويح عن النفوس، وصلة الأرحام، وزيارة المتنزهات، وممارسة بعض العادات المصرية القومية، كتلوين البيض، وأكل السمك، وكلها أمور مباحة شرعاً، فبعضها مما حث عليه الشرع الشريف، كصلة الأرحام، وبعضها من المباحات التى يثاب الإنسان على النية الصالحة فيها، كالتمتع بالطيبات، والتوسعة على العيال، والاستعانة على العمل بالاستجمام». وأضافت: «الأصل فى موسم شم النسيم أنه احتفال بدخول الربيع، والاحتفال بالربيع شأن إنسانى اجتماعى لا علاقة له بالأديان، ولما كان الاعتدال الربيعى يوافق صوم المسيحيين، جرت عادة المصريين على أن يكون الاحتفال به فور انتهاء المسيحيين من صومهم؛ وذلك ترسيخ لمعنى مهم يتلخص فى أن هذه المناسبة الاجتماعية إنما تكتمل فرحة الاحتفال بها بروح الجماعة الوطنية الواحدة.
وقالت الدار فى فتواها: «أما ما يقال من أن مناسبة «شم النسيم» لها أصولٌ مخالفةٌ للإسلام، فهذا كلامٌ غير صحيح ولا واقع له، إذ لا علاقة لهذه المناسبة بأى مبادئ أو عقائد دينية، لا فى أصل الاحتفال ولا فى مظاهره ولا فى وسائله، والسلوكيات المحرمة إنما هى فيما قد يحدث فى هذه المناسبة أو غيرها من سلوكيات يتجاوز بها أصحابها حدود الشرع أو يخرجون بها عن الآداب العامة. وقالت الدكتورة آمنة نصير، أستاذ الفلسفة الإسلامية بالأزهر: «إن الفتاوى الداعية لتحريم الاحتفال بشم النسيم، غير صحيحة»، مشيرة إلى أنه عيد فرعونى لا علاقة له بالدين، وهو احتفال بدخول الربيع إلى مصر.