تجار يغيرون أنشطتهم: إيه اللى جاب «الكريب» لـ«الرنجة».. والبصل جنب الفاكهة
بائعة فاكهة غيرت بضاعتها للبصل الأخضر
لا علاقة بين اسم المحل على اللافتة وما يستقر تحتها من بضاعة، فما دخل «الكريب» بصناديق الرنجة المكومة؟ وما علاقة الفسيخ بالدقيق الذى يستقر على بُعد خطوات منه؟ سوى السبوبة التى يبحث عنها أصحاب المحال المختلفة فى المواسم، وإن كان محل الكريب قد مال لبيع الرنجة والفسيخ، فإن فرش الفاكهة أصبح يبيع هو الآخر البصل.
يملك عادل صبرى، محلاً لبيع الكريب وبعض الشطائر الجاهزة، لم يمضِ على محله أكثر من شهور معدودة، والبيع فيه متوسط، لكن رغبته فى الزيادة، حرّكت مخيلته قليلاً تجاه الرنجة، فمحله يقع على ناصية شارع رئيسى، ومن المؤكد أن البعض سيمر من أمامه ويفكر فى الشراء، وبالتالى فإنه لم يأخذ وقتاً طويلاً حتى قرّر بيع الرنجة والفسيخ: «إيه المشكلة لما يبقى ده محل كريب ويبيع رنجة، أنا هاطلع بمصلحة»، يحكى الشاب وهو يشير إلى صناديق الرنجة: «الرنجة دلوقتى بـ35 جنيه، وفيه بـ50 حسب الزبون ما هو عايز، والفسيخ بـ100 و130، وكل واحد ليه مزاج فى حاجة بيشيل». منطق الشاب كان قريباً إلى «أم محمود»، التى تبيع الفاكهة بشكل يومى، على فرشة صغيرة، لا تبيع فيها غير الفاكهة، لكنها فى تلك الأيام وجدت نفسها مدفوعة بحكم «الرزق يحب تشغيل الدماغ» كما تصف، إلى بيع البصل إلى جانب الفاكهة، ورغم المفارقة التى أضحكت زبائنها، فإن السيدة ترد بابتسامة: «كله زرع ربنا، لا الفاكهة هتاخد طعم البصل ولا البصل هياخد طعم الفاكهة، وكله بيع وشراء»، تحكى السيدة التى تبيع ربطة البصل بجنيه واحد: «اللى بياكل رنجة وفسيخ لازمه بصل وشوية خيار يرطبوا».
على بُعد أمتار منها كانت نجوان عبدالرحيم تبيع التوت الذى تأتى به من القناطر، لكن الثمرة حلوة الطعم، جاورت البصل، ولم يكن أمام السيدة سوى تلك السلعتين فحسب: «اللى عايز توت ياخد واللى عايز بصل بالهناء والشفاء».