لأنه يعادى الأقباط، وسبق أن كفّرهم على الهواء دون أن يحاسبه أحد، فإنه أراد إفساد احتفالات «عيد القيامة»، وقرر أنه ليس فقط حامى حمى الأزهر، والوصى الوحيد على الإسلام، لكنه أيضاً يحتكر «صكوك الوطنية»، ويوزعها كيفما يشاء.. لأن من خلفه «مؤسسة رسمية» تابعة للدولة بحكم الدستور، لكنها تحولت إلى «دولة موازية» تتحكم فى البلاد والعباد.. وتحبس الصحفيين، وهى «الأزهر»!.
أتحدث عن الدكتور عبدالمنعم فؤاد، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، الذى كتبت عنه هنا فى جريدة «الوطن» بعنوان: (بلاغ إلى النائب العام: «عالم أزهرى يكفّر الأقباط»، فلم يتحرك أحد، فعاد مجدداً وشن حرباً «كلامية» كعادته على المستشار «نجيب جبرائيل»، مستشار الكنيسة، رئيس الاتحاد المصرى لحقوق الإنسان، بسبب خلافهما على زيارة «القدس» واعتبارها تطبيعاً من عدمه.. ما اضطر المذيعة «دينا يحيى» لإنهاء برنامج «آخر الأسبوع»، المذاع عبر فضائية «المحور».
بداية، أنا ضد التطبيع مع الكيان الصهيونى، ولن أطبّع حتى لو طبّع شعب مصر بالكامل، كتبت هذا مئات المرات ومواقفى مسجله ومعلنة.. ثانياً: ليس من حق «فؤاد» ولا غيره أن يطبق قاعدة: «لنا غفور رحيم ولكم شديد العقاب» على أحد، لا فى الدين ولا فى السياسة.. فحين يتحدث «جبرائيل» عن السفر إلى المسجد الأقصى بغرض «التقديس» لا بد أن نضع فى أذهاننا أولاً أن مصر على المستوى «الرسمى» تربطها اتفاقية «كامب ديفيد» بإسرائيل وتمثيل دبلوماسى، بل وتبادل تجارى وأحياناً استخباراتى، علاوة على سماح إسرائيل بالوجود المصرى - العسكرى فى المساحة «منزوعة السلاح» فى سيناء ما دامت حربنا على الإرهاب مستمرة!.
ثم إن «الحج الممنوع» لم يمنعه «فؤاد» ولا مشيخة الأزهر ولا أجهزة الأمن، (التى تمنح أو تمنع التصاريح للراغبين فى الحج)، وقد كتبت هذا مسبقاً.. لكن البابا «شنودة» الثالث، رحمه الله، ومجمعه المقدس هو الذى منع زيارة مدينة «القدس»، وقال فى عام 1980، عقب اتفاقية «كامب ديفيد» إن المسيحيين لن يدخلوا القدس إلا يداً بيد مع أشقائهم المسلمين.. فلا داعى للمزايدة السياسية، لأن القرار كان للكنيسة لا للأزهر ولا للدولة!.
وإذا كان «الأزهرى» الغيور على بلده ودينه شديد البأس على أقباط مصر، فلماذا لا يبحث عن المسلمين، ممن ذهبوا إلى «تل أبيب»، وتزوجوا من «يهوديات»، وهو يعلم أن الديانة اليهودية تنسب الابن لدين الأم، وهو ما يقطع نسل أسرة مسلمة، وقد واجهته بهذا على قناة «دريم»؟!.
أما إن كان أحرص الناس على «الوطن»، فلماذا يصر على إشعال «الفتنة الطائفية»، ونهش لحم الأقباط بالتكفير مرة، والطعن فى وطنيتهم مرة أخرى؟
وأين كان «فؤاد» عندما ذهب الدكتور «على جمعة»، مفتى مصر سابقاً، لزيارة القدس عام 2012، وهى الزيارة التى أثارت مشاعر الغضب على الساحة السياسية، وتصاعدت المطالبات بإقالته من منصبه آنذاك.
واعتبر البعض تصرفه اعترافاً من مرجعية دينية عليا بولاية الاحتلال على الأماكن المقدسة فى فلسطين.. واتهمه طلاب جامعة الأزهر فى تظاهرة بالخيانة، لأنه صلى فى المسجد «الأقصى الأسير».. فهل ختم المولى عز وجل على سمع العالم الأزهرى، فلم يسمع بتلك الزيارة.. أم كان صوته «مبحوحاً» فلم يعترض، أم كان قلمه شحيح الحبر فلم يكتب.. أم أن «مصالحه» كانت تقتضى أن يصمت آنذاك؟!.
هل يعبر عبدالمنعم فؤاد، فى هجومه الشرس على «الحجاج الأقباط»، عن موقف شيخ الأزهر الدكتور «أحمد الطيب» أم عن نفسه؟.. لقد التبس علينا الأمر، فلم نعد نعرف لا نوع ولا قيمة «العباءة» التى يتحصن تحتها «فؤاد»؟.
لقد كتبت مراراً أن «فخ التطبيع» لم يسلم منه أحد، ورغم ذلك فلا يحق لأحد الحكم بالإعدام الأدبى على من تهفو روحه للصلاة فى «كنيسة القيامة».. فلا تشعلها حرباً طائفية يا دكتور «فؤاد»: رفقاً بالوطن!.