تلاميذ «رابعة»: «هنلبس جديد ونروح المدرسة علشان نتعلم»
بوابة حديدية صغيرة، فاقع لونها، تسر الأطفال المترددين عليها، لاستلام الكتاب المدرسى، تعلوها لافتة بيضاء اللون، تعلن عن هوية المكان، مدون على خلفيتها المرسومة بعلم مصر، مدرسة عبدالعزيز جاويش للتعليم الأساسى، على فترات متقاربة يمر من البوابة أطفال فى عمر الزهور بصحبة أحد ذويهم، البراءة تكسو ملامحهم، ابتسامتهم الرقيقة يتبادلونها مع كل من يحاول مداعبتهم، فرحون باقتراب موعد دخولهم المدرسة، يتباهون بزيهم المدرسى وحقائبهم الجديدة وأدواتهم المتراصة فى المقلمة، فى انتظار صباح الأحد المقبل، للذهاب إلى المدرسة فى يومها الأول، لم يرهبهم العنف والتهديدات والاعتداءات التى استمرت على مدار 48 يوما داخل أروقة مدرستهم، والتفجيرات التى استهدفت موكب وزير الداخلية على بعد مئات الأمتار من مدرستهم، التى تشهد عملية ترميم مكثفة، يسابق العاملون بها الزمن للانتهاء من إصلاح التلفيات التى تسبب فيها اعتصام الإخوان.
«جنة» ذات الـ7 سنوات، تقيم فى أحد العقارات المطلة على ميدان رابعة العدوية، تتشابك أناملها الصغيرة فى يد والدها أثناء ذهابها لاستلام الكتب المدرسية، الطفلة الصغيرة شاهدة على جميع الأحداث التى شهدتها المدرسة التى سوف تنضم إليها مجددا، أصعب اللقطات لم تمح من ذاكرتها «ضرب النار والناس اللى كانت متعورة، بس دلوقتى الحمد الله مفيش حد متعور ولا ضرب نار، الدنيا بقت زى زمان مفيهاش خناقات أو حد بيزعق»، عن ذهابها إلى المدرسة يوم الأحد تقول: «هلبس لبس المدرسة الجديد والشنطة بتاعتى اللى بابا اشترها لى، هروح المدرسة، علشان أتعلم وأبقى دكتورة ولما بابا وماما يتعبوا أكشف عليهم»، بينما فرحة محمد حسن، الذى يعمل بوابا للعقار الذى يقيم فيه، سببها سرعة إعادة ترميم المدرسة وحتى لا يذهب ابنه إلى مدرسة أخرى بعيدة عن مقر إقامتهم، موجها الشكر لجميع المسئولين بسبب إعفاء ابنته من المصروفات المدرسية، متمنيا أن يكون الإعفاء من المصروفات كل عام «مش السنة دى وخلاص». بابتسامتها الهادئة، وحركتها الخفيفة، تلهو آمال عبدالله، الطالبة بالصف السادس الابتدائى، فى إحدى طرقات المدرسة، أثناء انتظار دورها لاستلام الكتب المدرسية، الطالبة بمدرسة عبدالعزيز جاويش تعرب عن سعاتها بعودة المدرسة، خاصة أنها فى السنة الأخيرة وبعد نجاحها سوف تنتقل إلى المرحلة الإعدادية، لكى ترى زميلاتها اللاتى لم ترهن منذ نهاية امتحانات آخر العام، حيث كان يقتصر التواصل بينهم على الاتصال التليفونى «إيمان صاحبتى وحشتنى أوى ونفسى نرجع نذاكر ونلعب تانى تانى مع بعض».
«المدرسة ملهاش دعوة بالمظاهرات، حتى لو لسه المظاهرات شغالة هروح المدرسة برضو يوم الأحد» هكذا تحدثت أمانى أحمد، الطالبة بالصف الخامس الابتدائى، بنفس المدرسة، قائلة: «إحنا كطلبة ملناش دعوة بالمظاهرات التى تحدث فى الشارع والمدرسة برضو مابيكونش فيها حاجة، لأننا رايحين المدرسة نتعلم، كل الطلبة عارفين كده، إحنا فى المدرسة كلنا بنحب بعض ولما نكبر مش هنتظاهر فى الشارع».
محمد عبدالنبى، زميل أمانى فى الصف الخامس، المقيم بجوار المدرسة فى ميدان رابعة، أعرب عن خوفه أثناء الاعتصام وما كان يحدث قائلا: «أنا كنت خايف ودلوقتى برضو خايف بس مش أوى زى الأول، وأنا مع أصحابى فى الفصل مش هنخاف خالص لأننا هنكون كتير مع بعض»، بينما إسلام نادى وصديقه جلال عبدالمنعم اللذان حضرا إلى المدرسة برفقة والدتيهما لاستلام الكتب المدرسية ومعرفة الفصل المدرج عليه ابناهما، الصديقان قالا: «إحنا هنروح المدرسة علشان نتعلم ونكون ضباط شرطة ونقبض على اللى بيخرب البلد».
باهى محمد طفل يبلغ من العمر 11 سنة، يلتحق هذا العام بالصف السادس الابتدائى، يقطن فى مدينة نصر بالقرب من مكان حادث محاولة اغتيال وزير الداخلية، باهى رأى أثناء مروره بالسيارة مع والديه أمام العقار الواقع عنده الانفجار، ورغم ذلك لا يوجد لدى الطفل الصغير أى تخوف من الذهاب إلى المدرسة. يقول الطفل الذى يدرس فى مدرسة سانت فاتيما بمدينة نصر، ويمر يومياً أثناء ذهابه إلى المدرسة على موقع الانفجار الذى حاول اغتيال وزير الداخلية: «أنا مش خايف إنى أروح المدرسة، أنا مهم إنى أروح المدرسة وأتعلم، وأنا شفت اللى حصل عند بيت وزير الداخلية ولكن أنا مش خايف، أنا ماشفتش مظاهرات قبل كده ولا انفجارات قدامى، وعلشان كده مش هخاف من أن يحصل حاجة، كمان ده لو حصل تانى مع الوزير، فأنا هكون بقيت فى المدرسة لأن أنا بروح المدرسة الساعة 8 وأكيد الوزير وقتها ميكونش لسه خرج».
اخبار متعلقة
«الوطن» ترصد مشاعر تلاميذ مصر.. ورسائلهم لـ«الكبار» استعداداً لأول يوم دراسة: مش خايفين
طلبة المدارس يتحدون إرهاب «الإخوان وشركائهم»: «هانروح مدارسنا.. ومعانا ربنا»
أبناء شهداء الإرهاب: «مفيش حاجة اسمها خوف»
الطلبة لـ«الإرهاب»: «يا أهلاً بالمدارس»
«حبيبة» صاحبة قصيدة الخروف: «أخشى إرهاب المدرسين أكثر من إرهاب الإخوان.. ومصر هتعدى من محنتها»
تلاميذ المحافظات: «لو حسينا بخوف هنغنى تسلم الأيادى»
تربويون: «2013» سيكون أنجح الأعوام الدراسية
وزير التعليم: أفدى طلاب مصر برقبتى
94 ألف مجند أمن مركزى و«دوريات» لتأمين المدارس
«فارس» ضحية الإرهاب: «أنا مش خايف وراجع مدرستى»