تلاميذ المحافظات: «لو حسينا بخوف هنغنى تسلم الأيادى»
ساعات قليلة وتدق أجراس المدارس معلنة بدء عام دراسى جديد، يختلف عن سابقيه بسبب الظروف الأمنية التى تعيشها البلاد ومحاولات إرهاب المواطنين بعد عزل الرئيس محمد مرسى. ورغم انتشار العديد من التساؤلات حول قدرة الدولة على تأمين المدارس والطلاب والمعلمين، ضد أى أعمال إرهابية محتملة، أكد العديد من أولياء الأمور والطلاب فى المحافظات عدم خوفهم من أى عمليات إرهابية، معربين عن ثقتهم فى قدرة الجيش والشرطة على تأمينهم وصد أى اعتداءات. وقال الطلاب إنهم سيذهبون إلى مدارسهم بانتظام لإعلان تصديهم للإرهاب والمشاركة فى دفع مصر خطوة للأمام.
وأكد عدد من طلاب الإسكندرية أنهم لا يخشون إرهاب الإخوان، وأنهم سيتصدون لأى محاولة إرهابية تمنعهم من استكمال دراستهم واستمرار حياتهم. وقالت الطالبة نور نبيل، بالصف الثالث الإعدادى، إدارة المنتزه التعليمية بالإسكندرية، إنها لا تخشى ما يحدث فى البلاد من تظاهرات، خاصة أن مدرستها تقع فى شارع «جمال عبدالناصر»، الذى يتظاهر فيه أنصار المعزول دائماً، وتندلع فيه الاشتباكات، لأنها تريد بعد الثورة أن تحصل على مجموع عالٍ لتصبح متفوقة دراسياً. وأضافت أن حبها لمصر وإصرارها على التفوق زاد بعد ثورة 30 يونيو، لأنها شعرت أن عليها واجبا لا بد من أدائه تجاه البلد.
وأشارت الطالبة فرح نبيل، بالصف الخامس الابتدائى مدرسة المدينة المنورة التجريبية، إلى أنها وأصدقاءها سيذهبون إلى المدرسة ولن يتغيبوا يوماً واحداً. وتابعت: «أنا مش خايفة من حد، وواثقة إن عمو السيسى هيحافظ علينا ويحمينا زى ما حمانا وإحنا فى الثورة».
من جانبه، قال أحمد صادق، طالب بالصف الثالث الثانوى مدرسة طوسون الثانوية بنين، وعضو بحركة كفاية، إنهم سيواجهون الإرهاب فى الشوارع ولن يخشوا أحدا ولن يتركوا البلد تضيع بسبب مجموعات إرهابية هدفها الوحيد زعزعه أمن مصر.
وأضاف «صادق» أن طلاب الثانوية العامة اتفقوا على مساندة الدولة والالتزام فى المدارس هذا العام، للتأكيد على أنهم سيتصدون لأى محاولة إرهابية تمنعهم من استكمال دراستهم واستمرار حياتهم أو تهديد الطلاب الآمنين وبالأخص طلاب المرحلة الابتدائية.
وعلى الرغم من أن كفر الشيخ من المحافظات الهادئة نسبيا، فإنه خلال الفترة اﻷخيرة وقعت بعض اﻷحداث التى بثت الخوف فى نفوس اﻷسر، خصوصا اﻷطفال، بعد أن جرى الكشف عن متفجرات بالقرب من مديرية الأمن وبعض المصالح الحكومية الحيوية مثل مجمع المحاكم وفرع شركة عمر أفندى، وبنك التنمية والائتمان الزراعى وبنك اﻹسكان والتعمير.
ومع قرب بدء العام الدراسى أبدى بعض أولياء أمور الطلاب من مراحل تعليمية مختلفة، تخوفهم من وقوع انفجارات مثلما يحدث فى بعض اﻷماكن، فكان رد أبنائهم: «مش بنخاف وهنروح مدارسنا».
وقال أحمد حميدة، بالصف الثالث اﻹعدادى بمدرسة الحامول، ليس عندنا عمليات إرهابية، لكن خوفنا من البلطجة هو ما يهددنا، ونرجو تكثيف الوجود اﻷمنى أمام المدارس. وأضافت ثريا محمد مسعود، بالصف الثانى التجارى بمدرسة الحامول الثانوية التجارية، أنها لا تخشى إﻻ البلطجية الموجودين دوما أمام أبواب المدرسة، ويرهبون الطالبات ويصرون على المعاكسات، والتلفظ بألفاظ قبيحة.
أما الطفل وليد محمد، بمدرسة كفر الشيخ التجريبية للغات، فقال أنا بحب المدرسة «علشان أطلع ظابط وأمسك الحرامية».
فيما أبدى عدد من أولياء الأمور والطلاب بمحافظة الدقهلية قلقهم على أولادهم مع بداية العام الدراسى، بسبب الظروف التى تمر بها البلاد حاليا، مؤكدين فى الوقت ذاته إصرارهم على ذهاب أولادهم للمدارس بانتظام.
وقال عبدالله محمد ناصر، بالصف الثانى الثانوى: نحن كطلاب لم ننفصل أبدا عما يحدث فى مصر، فقد شاركت فى حملة تمرد ونزلت للشارع وجمعت توقيعات من أقاربى وجيرانى، وكنت وزملائى من أوائل المشاركين فى 30 يونيو، حتى نجحنا وحققنا الانتصار ولا يمكن أن نترك عددا قليلا يتحكم فى الشعب. وأضاف أن «نزولنا للمدارس مثل نزولنا ليوم الثورة، ففى الحالتين تحدٍ، فى الأول تحدينا مرسى والإخوان، والآن نتحدى الإرهاب، ولا أظنهم يستطيعون فعل شىء لأنهم جبناء».
وقالت مروة عيسى، بالصف الأول الثانوى: اتصلت بزميلاتى فى المدرسة واتفقت معهن أن نتقابل يوم الأحد فى المدرسة وهو أول يوم دراسة عندنا، فلا يمكن أن نخاف من الإرهاب بل إن زميلاتى اقترحن أن نطلب من مديرة المدرسة جعل أول يوم لنظافة مدرستنا وتزيينها.
ودعا طلاب الشرقية لتأمين المدارس خوفا من وقوع أى إعمال إرهابية، وقال عبدالله كمال، طالب بالصف السادس الابتدائى بمدرسة كفر الغنيمى الابتدائية إدارة منيا القمح التعليمية: «عمرى ما أخاف لأنى واثق فى ربنا وفى الجيش المصرى والشرطة، أما بالنسبة للإرهابيين فهم جبناء ومش هيقدروا يعملوا حاجة لأى طفل لأنهم فى الوقت ده هيكونوا بيعادوا مصر كلها».
وقال عبدالله شحات محمد، طالب بالصف السادس الابتدائى بمدرسة الفردوس الابتدائية ببلبيس: أنا هروح المدرسة ومش خايف ولا حاسس بأى قلق، والإرهابيين والبلطجية مش هيقدروا يعملوا حاجة للطلبة. وقالت حبيبة أشرف، طالبة بمدرسة أبوبكر الصديق الإعدادية المشتركة بالإبراهمية: «لو مكتوب لينا نموت هنموت حتى لو فى بيتنا ووسط أهلنا وحتى لو ماشيين فى الشارع، فمش معنى إن حد يقول إن الإرهابيين ممكن يفجروا المدارس إن إحنا نقعد فى البيت بالعكس إحنا لازم نثبت إننا مش بنخاف من الإرهاب».
وقالت يوستينا عاطف بديع، طالبة بالصف الأول الإعدادى بمدرسة بهنباى الإعدادية المشتركة: «ربنا يهدى الأحوال فى البلد ويكون فيه استقرار ومصر تكون آمنة زى ما تعودنا عليها وأنا هروح المدرسة ومش هخاف من الإرهاب عشان لازم أتعلم».
وأكد عدد كبير من طلاب المدارس فى محافظة أسوان أنهم سيذهبون لمدارسهم دون خوف، وأعربوا عن تفاؤلهم بأن بلد السد العالى ستظل آمنة بالرغم من الأحداث التى تعرضت لها فى أغسطس الماضى عقب فض اعتصامى رابعة والنهضة.
وقالت عهد حاتم راشد، طالبة فى الصف السادس بمدرسة هميمى الجبلاوى: أنا مبسوطة جداً إنى هروح المدرسة، وأنا مش خايفة لأن والدى قالى انتوا اللى هتبنوا مصر.
وقال محمود محمد عبداللطيف، طالب بالصف الأول بالمدرسة الثانوية بنين: أنا مش خايف أروح المدرسة، أنا مصرى وابن مصرى وهروح المدرسة وهكون طالب مجتهد مع انتهاء عهد الإخوان وبداية عهد بدأه الفريق السيسى واللواء محمد إبراهيم وشيخ الأزهر وقساوسة الكنيسة ضد اللى شفناه فى سنة فاتت، رجعت مصر فيها للخلف، أنا هروح وهحافظ على بلدى.
واتفق طلاب الغربية على أنه لن يستطيع أحد إرهابهم ومنعهم من الذهاب إلى مدارسهم، وقال الطالب محمد مسعد، بالصف الأول الثانوى: «هروح المدرسة يوم السبت مرتديا الملابس الجديدة حاملا كتبى، ولن تخيفنى التهديدات بأعمال إرهابية بهدف تعطيل بداية الدراسة»، متسائلا ما ذنب الطلاب بإقحامهم فى الحياة السياسية وتهديد مستقبلهم التعليمى؟.
ويضيف الطالب معاذ أسامة، بالصف الثالث الثانوى، أن من يهدف إلى تعطيل الدراسة بتنفيذ عمل إرهابى، هو شخص عديم الإنسانية والوطنية. وأوضح أن مثل هذه العمليات الإرهابية هدفها تدمير الجيل الجديد الذى إذا صلح تعليمه ارتفع شأنه، قائلا: «إن أعضاء جماعة الإخوان وتنظيمها الإرهابى يعلمون جيدا أن مصر لن يرتفع شأنها إلا بيد شبابها ولذا فهدفهم تدميرها كما تم تدمير جماعتهم التى لا تعترف بكلمة وطن».
كما أوضح الطالب عمرو صبحى، بالصف الثالث الإعدادى، أن تهديدات الإخوان بتنفيذ أعمال إرهابية من خلال زرع قنابل فى الجامعات والمدارس والمعاهد، إضافة إلى الأتوبيسات التى تنقل الأطفال إلى المدارس والحضانات، «مجرد إشاعات» هدفها تعطيل الدراسة.
وأخيراً رفض طلاب مدارس قنا، فى مختلف المراحل التعليمية، كافة أشكال العنف التى تحدث فى البلاد، مؤكدين أنهم سيذهبون إلى المدارس، ولن يتخلوا عن دورهم. وقال عبدالله محمد السيد، طالب بالصف الثانوى بمدرسة نجع حمادى الثانوية: «لن نخشى الإرهاب وسنذهب إلى المدرسة.
أما معتز علاء الدين، طالب بمدرسة الصنايع بدشنا، فقال إنه سيذهب إلى المدرس. وأضاف: إذا لم نذهب إلى المدرسة سوف نعطى فرصة لنجاح الإرهابيين فى تحقيق هدفهم، وإحنا رجالة ونقدر نواجه أى حد يريد وقف التنمية. وختم عبدالرحمن ريان محمد، طالب بالصف الرابع بمدرسة السلام، قائلاً: «أنا مش خايف من الإرهاب وهروح المدرسة، وإحنا منعرفش إيه هو الإرهاب وملهوش مكان عندنا».
اخبار متعلقة
«الوطن» ترصد مشاعر تلاميذ مصر.. ورسائلهم لـ«الكبار» استعداداً لأول يوم دراسة: مش خايفين
طلبة المدارس يتحدون إرهاب «الإخوان وشركائهم»: «هانروح مدارسنا.. ومعانا ربنا»
أبناء شهداء الإرهاب: «مفيش حاجة اسمها خوف»
تلاميذ «رابعة»: «هنلبس جديد ونروح المدرسة علشان نتعلم»
الطلبة لـ«الإرهاب»: «يا أهلاً بالمدارس»
«حبيبة» صاحبة قصيدة الخروف: «أخشى إرهاب المدرسين أكثر من إرهاب الإخوان.. ومصر هتعدى من محنتها»
تربويون: «2013» سيكون أنجح الأعوام الدراسية
وزير التعليم: أفدى طلاب مصر برقبتى
94 ألف مجند أمن مركزى و«دوريات» لتأمين المدارس
«فارس» ضحية الإرهاب: «أنا مش خايف وراجع مدرستى»