تحالف غزو العراق 2003 يستعد لضرب سوريا.. وروسيا تتوعد بالرد
المدمرة الأمريكية دونالد كوك تتحرك فى البحر المتوسط من قبرص «أ.ف.ب»
لم تمضِ سوى أيام قليلة على الذكرى الخامسة عشرة لغزو العراق 2003 بقيادة أمريكية - بريطانية، حتى دقّت الدولتان معاً طبول الحرب على سوريا، وكما كانت المزاعم فى 2003 بامتلاك النظام العراقى أسلحة دمار شامل، جاءت المزاعم أيضاً بشن الحكومة السورية ضربات كيميائية على مدينة «دوما».
وقال الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، اليوم: «سنضرب سوريا بصواريخ جديدة وذكية»، وصعّد الرئيس الأمريكى اللهجة ضد سوريا وحليفتها روسيا، وطلب من «موسكو» الاستعداد للصواريخ الأمريكية التى ستضرب سوريا. وتابع: «على روسيا ألا تكون شريكاً لمن يقتل شعبه بالغاز»، على حد قوله. واستمرت «واشنطن» وحلفاؤها الغربيون، خصوصاً بريطانيا وفرنسا، فى التلويح برد عسكرى، فيما أعلن السفير الفرنسى لدى الأمم المتحدة، فرنسوا دولاتر، أن «فرنسا ستبذل كل ما بوسعها للتصدى للإفلات من العقاب فى المسائل الكيميائية»، وصرّح الرئيس الفرنسى، إيمانويل ماكرون، بأن بلاده ستعلن خلال الأيام المقبلة قرارها بشأن الرد.
«ترامب»: سنضرب بصواريخ جديدة وذكية.. وسفير روسيا فى لبنان: سنُسقط الصواريخ الأمريكية ونستهدف مراكز إطلاقها.. وخبير عسكرى: «ترامب» سيلقى هزيمة كبرى
وأعلن «البيت الأبيض» أن الرئيس ترامب ورئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماى، اتفقا خلال مكالمة هاتفية «على عدم السماح بالاستمرار فى استخدام أسلحة كيميائية»، بعد أن توعّد «ترامب»، الاثنين، بقرار «قريب جداً»، فيما ذكر بيان من مكتب «ماى» بأنهما «اتفقا على أنهما سيواصلان العمل عن قرب، ومع الشركاء الدوليين، لضمان محاسبة المسئولين». وعندما سُئلت إن كانت بريطانيا ستنضم إلى «واشنطن» إذا قررت القيام بعمل عسكرى آخر فى سوريا رفضت «ماى»، أمس، الإجابة عن السؤال بشكل مباشر، وقالت للصحفيين: «نعتقد أنه ينبغى محاسبة المسئولين».
من جهتها، أعلنت وزيرة الخارجية الأسترالية، جولى بيشوب، اليوم، أن بلادها ستدعم الضربة الأمريكية على سوريا، رداً على الهجوم الكيميائى المزعوم فى الغوطة الشرقية. وقالت الوزيرة، حسب صحيفة «أستراليان»: «لن أعلق على الأعمال العسكرية الأمريكية. لكن إذا قامت واشنطن فعلاً بضربة جوية رداً على هذا الاستخدام للأسلحة الكيميائية ضد المدنيين، فإن أستراليا ستدعم أى إجراء يتم توجيهه بطريقة متوازنة ومتناسبة». وذكرت قناة «إس بى إس» أن «بيشوب» دعت روسيا إلى «عدم الوقوف فى طريق التحقيق باستخدام الأسلحة الكيميائية فى سوريا».
لكن الوضع يبدو مختلفاً نسبياً بالنسبة إلى نظام الرئيس السورى بشار الأسد، مقارنة بنظام صدام حسين، مع وجود روسيا داعماً قوياً لـ«دمشق»، حيث أعلن السفير الروسى فى لبنان، ألكسندر زاسيبكين، أن بلاده ستعترض الصواريخ وتهاجم مصادرها فى حال شن هجوم أمريكى على سوريا. وأضاف السفير الروسى، اليوم، لوكالة أنباء «سبوتينيك»: «روسيا ستُنفذ ما أعلنه رئيسها حول التعامل مع أى عدوان أمريكى على سوريا، بإسقاط الصواريخ الأمريكية واستهداف مراكز إطلاقها». وأكد ممثل سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفرى، مساء أمس، أن سوريا لن تسمح بتكرار السيناريو العراقى والليبى فى الخراب وتغيير السلطة. وأضاف «الجعفرى»، وفقاً لقناة «روسيا اليوم»، أن «سوريا لن تسمح لأى عضو دائم أو غير دائم فى مجلس الأمن أن يفعل معنا ما فعلوه مع العراق وليبيا»، متهماً الولايات المتحدة بتمويل وتسليح الإرهابيين على مدى سبع سنوات فى سوريا، كما أنها ترفض تدمير ترسانتها الكيميائية.
وسائل إعلام فرنسية: مقاتلات «رافال» فى حالة تأهب انتظاراً لقرار «ماكرون».. وإسرائيل تُهدّد بـ«إزالة الأسد من على الخريطة» إذا شنّت «طهران» هجوماً عليها من «دمشق»
وقال العميد المتقاعد بالجيش السورى، على مقصود، لـ«الوطن»: إن «الولايات المتحدة الأمريكية تلوح وتُهدّد بتوجيه ضربات أمريكية بعد النصر الذى حقّقه الجيش السورى على أدوات أمريكا التخريبية فى الغوطة».
وأضاف «مقصود»: «الولايات المتحدة لن تجرؤ على توجيه ضربة إلى سوريا، لأنها تعرف أن سوريا سترد على تلك الضربة، وهناك استعدادات قصوى فى سوريا بصرف النظر عن إقدام واشنطن على خطوة كهذه». وتابع الخبير العسكرى السورى: «حتى الآن المقاومة السورية قتلت أكثر من 30 جندياً أمريكياً فى شرق الفرات، وأى محاولة لوجود قوات جديدة فى سوريا تعنى أنه ستكون هناك هزيمة كبرى لها».
وذكرت صحيفة «لوفيجارو» الفرنسية، اليوم، أن مقاتلات «رافال» فى قاعدة «سانت ديزييه» العسكرية، شمال شرق فرنسا، فى حالة تأهب بانتظار قرار سياسى بتوجيه ضربة لأهداف فى سوريا. وقالت وسائل إعلام فرنسية: إن «قادة الجيش الفرنسى قدّموا للرئيس إيمانويل ماكرون خططاً عسكرية، قد يتم اعتمادها لتوجيه ضربة لسوريا، فى حال تم اتخاذ القرار السياسى بذلك. وحذّرت سلطات الطيران الأوروبية شركات الطيران العالمية التى تُحلق فوق شرق البحر الأبيض المتوسط، من مخاطر «الضربات الجوية ضد سوريا» المحتملة فى غضون 72 ساعة. وجاء فى بيان عن الوكالة الأوروبية لسلامة الطيران «إياسا»، أنه «نظراً لضربات جوية محتملة ضد سوريا بواسطة صواريخ جو-أرض، أو صواريخ كروز، على مدار الساعات الـ72 المقبلة، وإمكانية حدوث تعطل دورى للاتصالات الملاحية الراديوية، يجب إيلاء الاهتمام إلى خطط عمليات الطيران فى منطقة شرق البحر المتوسط/ نيقوسيا».
وعلى الصعيد الإسرائيلى، أكد مصدر مطلع لقناة «روسيا اليوم»، أن الجيش الإسرائيلى وضع القبة الحديدية فى حالة تأهب قصوى، استعداداً لمواجهة محتملة، فى حال ردّت إيران على قصف قاعدة «التيفور» السورية.
وقالت الصحيفة إن الجهات الأمنية والعسكرية فى إسرائيل تأخذ التهديدات الإيرانية على محمل الجد من جهة، كما أن إعلان حالة الاستنفار جاء نتيجة تزايد التقديرات بإمكانية قيام الولايات المتحدة بشن ضربة على مواقع عسكرية سورية على خلفية الهجوم الكيميائى المزعوم فى مدينة دوما بالغوطة الشرقية. وهدّدت مصادر عسكرية إسرائيلية، اليوم، حسب وسائل الإعلام الإسرائيلية، الرئيس السورى ونظامه، مؤكدة أنهما سيختفيان عن خريطة العالم فى حال شنّت إيران هجوماً على إسرائيل، انطلاقاً من سوريا. وقالت المصادر العسكرية: إن «الأسد ونظامه سيدفعان ثمن أى هجوم إيرانى انتقامى على إسرائيل».