وكيل الأزهر: لن نترك القدس مغتصبا وعزيمتنا قائمة على تحريره
ندوة القدس تراث لا ينسي
طالب المشاركون في ندوة "القدس تراث لا ينسى"، التي نظمها الأزهر، بالتنسيق مع وزارة الثقافة، برعاية الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، بضرورة مواجهة حملات تشويه التراث العربي الإسلامي بمدينة القدس، من قبل الكيان الصهيوني المغتصِب.
وقال الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، إن الندوة تأتي ضمن فعاليات كثيرة ينظمها الأزهر الشريف؛ لدعم قضية القدس الشريف باعتبار أن عام 2018 هو عام القدس الشريف.
وأكد شومان أن الأزهر لم ولن ينسى القضية المحورية للأمة العربية والإسلامية، وهي "قضية فلسطين وعاصمتها القدس الشريف"، ولذلك كان رد فعل الأزهر قويًّا بعد الإعلان الجائر من قِبَلِ الرئيس الأمريكي، وقام الأزهر بخطوات وجهود كبيرة لرفض هذا القرار الباطل عقب صدوره، وعقد مؤتمرًا عالميًّا تابعه ما يزيد على المليار من أحرار العالم الرافضين للقرار.
وشدد شومان على أن الأزهر سيعمل جاهدًا على إحياء هذه القضية في قلوب شباب الأمة من خلال فعاليات وندوات تنظمها جامعة الأزهر، ومن خلال المحاضرات التوعوية في المدارس والمعاهد والمساجد، والندوات الفكرية في مراكز الشباب وقصور الثقافة، إضافة إلى الحملات التي تقوم بها القوافل الدعوية التي ينظمها الأزهر الشريف.
وأضاف: "رأينا ثابت ولا تنازل عنه وهو أن القدس عاصمة أبدية لدولة فلسطين العربية، وهي قضية ليست محلًّا للنقاش ولا يملك الفلسطينيون أنفسهم الحوار حول هذه المسألة"، موجهًا الشكر للقادة العرب على موقفهم الحاسم في القمة الأخيرة لجامعة الدول العربية وتمسكهم برأيهم ورفضهم القاطع للقرار الأمريكي.
وأكد أن الأزهر يواصل العمل، ولن يترك القدس نهاية مسرى الرسول - عليه الصلاة والسلام - وبداية معراجه محتلًّا ومغتصَبًا من كيان صهيوني محتلٍّ لأرض عربية، فالعزيمة قائمة لتحرير القدس، وعام القدس متواصل لا يرتبط بنهاية عام أو بدايته حتى تعود القدس لأحضان الأمة العربية والإسلامية.
وقال الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، إن الجهود المباركة التي يقوم بها الأزهر تجاه القدس تحمل للعالم رسالة أن للقدس مَن يحرص على تراثه وهويته، وأن قضيته لا يمكن التفريط فيها ، مشيرًا إلى أن هذه الجهود تأتي في ظل اعتداءات صارخة على المسجد الأقصى، تحاول سلب أحقية العرب والمسلمين في القدس الذي لا يزال في حاجة ماسة لبذل الكثير من الجهود، فجميع الأبحاث والدراسات التاريخية تؤكد أن مدينة القدس عربية خالصة.
وتابع: "كل ما مر بهذه المدينة عَبْرَ تاريخها يؤكد على هوية القدس العربية، في الوقت الذي نرى فيه حكومة الاحتلال الصهيوني ينقبون ويبحثون عن أثر واحد يؤكد أحقيتهم في القدس".
وأشار مفتي الجمهورية إلى ضرورة النظر إلى أن القدس لن ترجع إلينا بالعبارات الرنانة أو الخطب الزائفة فإن كنا صادقين - وأحسب أننا كذلك - فإن أمامنا أن نبذل الكثير من أجل الأقصى المبارك.
وأكد علام أيضًا أهمية وضرورة أن تتحول محبتنا للقدس إلى مجال عملي حتى تعود القدس إلى مكانتها في وَعْيِنا، فالقدس الشريف قضية أمة لا قضية شعب بعينه، والتفريط فيها يعد جريمة.
وقال الدكتور هشام عزمي، رئيس الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية: انعقدت مؤخرًا القمة العربية، وأخذت القدس محورًا لها، واليوم يعقد الأزهر ندوة للتأكيد على أن فلسطين ستبقى في وجدان العرب والمسلمين.
وأشار إلى أن تراث القدس اليوم مهدد بالخطر جراء الممارسات الإسرائيلية تجاهه، فقد تم هدم حي المغاربة كاملًا، وطُرد جميع سكانه، وتأتي هذه الندوة في محاولة لِلَمِّ الجهود المؤكدة على عروبة القدس، وإن دار الكتب لتفخر باقتنائها كُتُبًا ووثائق ثمينة ومئات من العناوين التي تتناول مدينة القدس وتؤكد على هويتها العربية.
وقال المستشار خليل الرفاعي، نائبًا عن وزير الأوقاف الفلسطيني: إن الأزهر يثبت بوصفه مؤسسة مركزية للعالم الاسلامي أن القدس في القلب، وأن كافة الحروب التي أدخلها عليها أعداؤنا لم تغير شيئًا، مُثمِّنًا مواقف الإمام الأكبر شيخ الأزهر تجاه القدس، والتي كان آخرها اعتبار عام 2018 م عام القدس؛ ليجذب بذلك أنظار أحرار العالم لقضية القدس، فالقدس ليست للفلسطينيين وحدهم بل لجميع العرب والمسلمين.