د. محمود عزت يكتب: عندما غنت أم كلثوم لإنقاذ «الاتحاد السكندرى» من الإفلاس
د. محمود عزت
تأسس نادى الاتحاد عام 1914 ومقره مدينة الإسكندرية. وكانت البداية هى نادى الأبطال المتحدين عام 1914، حيث قام لفيف من طلبة المدارس برأس التين بتأسيس نادٍ لكرة القدم برئاسة الملازم «مفضل أبوزيد» الذى أصبح فيما بعد قومنداناً لمطافئ الإسكندرية، وأطلقوا عليه نادى الأبطال المتحدين.
عندما تقرر نقل الملازم مفضل أبوزيد رئيس نادى الأبطال المتحدين إلى بلد خارج الإسكندرية بحكم عمله كضابط بوليس. واستغّل عبده الحمامى صداقته القديمة لحسن رسمى رئيس نادى «الحديثة» وفاوضه لكى ينضم لنادى الأبطال المتحدين؛ لتقويته والنهوض به ليتمكن من مواجهة نادى الموظفين الذى تسانده مصلحة الجمارك بكل إمكانياتها.
لم يمانع حسن رسمى فى ترك نادى الحديثة ورئاسته فى مقابل شرط واحد هو أن يستبدل اسم نادى الأبطال المتحدين باسم نادى «الاتحاد»، امتداداً لاسم ناديه الأول الذى سبق أن أسسه وهو «نادى الاتحاد الوطنى». وعاد اسم نادى الاتحاد إلى الظهور مرة أخرى والتداول على ألسنة عشاق الكرة من جديد برئاسة حسن رسمى عام 1916.
اتصل المسئولون عن نادى الاتحاد بالمسئولين عن النادى السكندرى فى سبيل تكوين فريق يضم العناصر الممتازة فى الناديين بتوحيدهما فى فريق واحد للوقوف نداً أمام نادى الموظفين، وانتهت الاتصالات بنجاح الفكرة على أساس توحيد اسم الناديين نادى الاتحاد والنادى السكندرى وأصبح الاسم الجديد فى سنة 1918 «نادى الاتحاد السكندرى» برئاسة محمد شاهين.
اشترك نادى الاتحاد السكندرى منذ تأسيسه فى نهضة مصر الرياضية؛ فكان أول الأندية بالإسكندرية التى سارعت إلى تأييد فكرة تأسيس الاتحاد المصرى لكرة القدم 1920، ومن هنا اكتسب النادى شعبيته التى ما زال يتمتع بها حتى الآن؛ وذلك لمناصرته فكرة تمصير اتحاد الكرة الذى اعتبره عملاً وطنياً. وظل مدة طويلة وحيداً فى عضويته لاتحاد الكرة بمنطقة الإسكندرية إلى أن اندمجت بقية الأندية بالمنطقة عام 1924.
وفى عام 1960، أعلن النادى إفلاسه تماماً واضطر طلعت خيرى، وزير الشئون الاجتماعية وقتذاك، لدعم النادى بمبلغ خمسة آلاف جنيه لإيقاف قرار المحكمة بالحجز على ممتلكات النادى، ونتيجة لتفاقم الديون قامت السيدة أم كلثوم بمبادرة نادرة حينما أعلنت إقامة حفل فى الإسكندرية يخصص إيراده لصالح نادى الاتحاد السكندرى فارس الثغر وصاحب الشعبية الطاغية بين جمهوره. ولأنه كان من الطبيعى أن تنجح الحفلة نجاحاً باهراً، فقد وافقت أم كلثوم على إقامة حفل سنوى فى الإسكندرية لصالح الاتحاد وانتهت أزمات النادى فى الستينات.
ومع نجاح الحفلة التى أحيتها السيدة أم كلثوم، أقام النادى مدرجاً كبيراً فى ملعب الكرة أطلق عليه «مدرج أم كلثوم»، واحتفلت أم كلثوم بافتتاح المدرّج فى الحفل الوحيد الذى غنت فيه فى ملعب الكرة ويومها وضعت شعار النادى الذهبى على صدرها وهى تغنى.