جامع زغلول.. 13 عاماً وعمليات الترميم مستمرة
عملية ترميم مسجد زغلول بمدينة رشيد
شارع ضيق يعج بمواد البناء، وأسوار حديدية صفراء تحيط بقبة قديمة مكسرة، وعلى مقربة منها بوابة مسجد قديمة للغاية، حيث يستقر جامع زغلول، أحد أقدم المساجد فى مدينة رشيد، حيث انطلقت منه إشارة المقاومة الشعبية على حملة فريزر، لذلك حطم الجنرال البريطانى قبته، ومحاط بعمليات الترميم المستمرة منذ عام 2004، التى لم تكتمل.
يعد مسجد زغلول واحداً من أهم آثار رشيد، وثانى أكبر مسجد من حيث المساحة بين مساجد مصر كافة، والجامع يستقر على مساحة قدرها 5200 متر، مقسمة على جزأين، الأول: مقام على نحو 3200 متر ويتبع لوزارة الآثار، والجزء الآخر تابع لوزارة الأوقاف. ويعود تاريخه إلى عام 950 ميلادية، حيث بنى فى عصر الدولة العثمانية.
ويعود اسم مسجد زغلول لتاجر حبوب فى العصر الفاطمى، أنجب نجله الوحيد بعدما بلغ من العمر أرذله، فتقدم بنذر فداء لرضيعه حيث أقام بوابة بالقرب من المسجد، ووضع أمامها سبيلاً لشرب المياه، ولكن المسجد بداخله ضريح لشيخ يسمى «الرويعى». فى عام 2017، وخلال الجلسة الختامية للمؤتمر الوطنى الدورى الرابع للشباب بالإسكندرية، أصدر الرئيس عبدالفتاح السيسى قراراً بتطوير مدينة رشيد الأثرية، على أن ينتهى العمل فيها بحد أقصى 3 سنوات من تاريخه.
ثانى أكبر مساجد مصر مساحة الذى أطلق إشارة بدء مقاومة «حملة فريزر».. وحطم الجنرال البريطانى قبته.. وسمى على اسم تاجر حبوب فى العصر الفاطمى
داخل المسجد تتراص الأعمدة التى لم تُقم على الأرض، أجولة الأسمنت والجير الأبيض فى كل مكان، غرفة صغيرة يقبع بداخلها رجال الحراسة، جزء كبير من المسجد غير مغطى مملوء بالأتربة ومواد ومعدات البناء والمرحلة الأولى انتهت بالفعل، أعمدة مقامة وأسقف مطلى جزء منها، عمال يفترشون أرضية المسجد ويفردون أرجلهم وأجسادهم دون عمل يذكر.
الحاج محمود شرف، 60 عاماً، منزله متاخم لبوابة المسجد، لم يُصلِّ فى المسجد منذ ميلاده، يقول إن الصلاة فى الجامع توقفت منذ الستينات، و«الأوقاف» قامت ببناء مسجد جديد يحمل نفس الاسم إلى جواره، ولكن تصدع وتهدم أيضاً، وفى عام 2004 بدأت عمليات الترميم من جانب وزارة الأوقاف، وانتهت بالفعل وافتتح هذا الجزء من المسجد فى عام 2009 ولكن ظل المسجد القديم الأثرى تحت الترميم، من جانب شركة المقاولون العرب، ولكن الترميم متوقف حتى الآن ولا نعرف السبب وكل فترة تعود عملية الترميم وتعود للتوقف من جديد. 55% من مساحة المسجد هى الجزء القديم الأثرى من المسجد وكان متهالكاً حسب ما شاهد «عبدالصمد»، وبالفعل قاموا بفك الجزء القديم ورفع منسوب 130 سم، وتمت إعادة التركيب طبق الأصل، ولكن الأعمدة القديمة كانت متهالكة ومنتهية، حيث استمرت 60 عاماً غارقة فى مياه الصرف الصحى التى كانت تغطى باحة المسجد، ونقلناها لمسجد الآثار.
يقول «عبدالصمد» إن الأعمدة لم تكن متشابهة أو متناسقة، بعضها من الطين وأخرى من الجبس، حيث بنى المسجد على أكثر من عصر، فهناك أعمدة كانت منقولة من منازل قديمة، وأعمدة عليها صلبان منقولة من كنائس تم هدمها، فكانت الأعمدة القديمة مختلفة، من حيث النوع والشكل والتصميم.
وأضاف «عبدالصمد» أن المشروع استغرق 13 عاماً، منها 7 سنوات توقف فيها العمل تماماً، وعادت عجلة الترميم منذ شهرين، ولكن الأزمة أن هناك من يريد وقف المشروع على المرحلة الأولى وعدم استكمال الثانية، خاصة وزارة الآثار: «الوزارة مافيهاش فلوس عايزين يقفلوا المرحلة الأولى ويريحوا دماغهم».
شريف المليجى، المهندس المسئول عن المشروع يقول إنهم يعانون من التوقف المستمر لعملية الترميم بسبب توقف الاعتمادات الخاصة بصرف المبالغ المالية: «لو علينا عايزين نسلم بكرة ونخلص المشروع»، ولكن الأموال غير متوفرة بسبب عدم إنهاء المسئولين للاعتمادات المطلوبة.