«مسجد وكنيسة».. هنا بلد السلام والمحبة
جلسة تجمع القسيس مع الشيخ
«بنى سويف بلد السلام والمحبة».. مبادرات أطلقتها مساجد وكنائس فى بنى سويف لتجسيد مشاعر الوحدة الوطنية بين الأقباط والمسلمين، وإثبات أن الدين لله والوطن للجميع، رفضوا إطلاق الشعارات فقط، وصمموا على تنفيذ مبادرات وتعاون مشترك على أرض الواقع، فى تنفيذ مشروعات خيرية ومساعدات مالية وجلسات تنويرية وفكرية بين الطرفين يكون مقرها الكنيسة والمسجد ويشارك بها الجميع.
فى مدينة بنى سويف تجسدت مشاعر الوحدة الوطنية فى تعاون مطرانية بنى سويف وإدارة مسجد عمر بن عبدالعزيز للتنسيق فيما بينهم لتدشين مبادرة «بنى سويف بلد السلام»، التى اشتملت على حوارات متبادلة بين الطرفين تهدف إلى بناء مجتمع بأفكار صحيحة، والقضاء على موروثات خاطئة «فكرية، اقتصادية، اجتماعية»، وتصحيح الأفكار الخاطئة، والمشاركة والتعاون فى مشروعات خيرية واجتماعية تثبت أن مصر نسيج واحد ودماء واحدة.
المستشار أحمد عبدالجواد، رئيس مجلس إدارة مسجد عمر بن عبدالعزيز، يقول: «عقدنا عدة مبادرات بين المطرانية والمسجد بمشاركة شباب مسيحى ومسلم، طرحنا مشاكل وخرجنا بحلول، هدفنا بناء مجتمع بأفكار صحيحة، واتفقنا معاً على محاربة الفكر المغلوط، ونشر السلام الاجتماعى بالقضاء على موروثات كثيرة خاطئة تسببت فى تجريف العقول، تشارَكنا فى زراعة الآلاف من أشجار الزيتون فى شوارع مدينة بنى سويف ومراكز المحافظة، وفى المصالح الحكومية والمدارس، بهدف ترسيخ ثقافة وفكر السلام والتعايش، واخترنا الزيتون رمزاً لها لما يمثله من هذه القيم والمعانى النبيلة بجانب الأهمية الاقتصادية والمادية لثمار الزيتون، التى كانت تحت رعاية المهندس شريف حبيب، محافظة بنى سويف، كما تشاركنا فى مد يد العون للمحتاجين، ورفضنا أن تكون علاقة المسجد والكنيسة فى تقديم التهنئة بالعيد والزيارة فى المناسبات فقط، وعقدنا ندوات داخل قاعات المطرانية وداخل قاعات المسجد، وانتقلنا من التعاون معاً للمجتمع المدنى لضم كيانات أخرى إلينا سواء المجلس القومى للمرأة أو المديريات.
رئيس مسجد عمر بن عبدالعزيز: عقدنا مبادرات مع المطرانية بمشاركة الشباب لبناء مجتمع صحيح الفكر
وقال الشيخ أحمد السيد عبدالعال، إمام وخطيب مسجد عمر بن عبدالعزيز: «مصر قوتها فى أبنائها وفى وحدتها، وعندما تحاول قوى الشر زعزعة استقرارنا يلعبون على وتر الفتنة الطائفية، لكن دائما ما كان الفشل حليفهم، لأنهم لا يعلمون أن مصر بلد السلام والأمان والمحبة»، متابعاً: «رفضنا أن تكون علاقتنا بالكنائس تهنئة وزيارات فى مناسبات فقط، وكذلك إخوتنا فى الكنائس، هدفنا واحد، ومصلحتنا واحدة، إننا شعب واحد ومصيرنا واحد».
وقال القمص «باخوم عطية»، من مطرانية بنى سويف، إن المبادرة رائعة للغاية تشارَكنا معاً وتحاورنا وتجمع الشباب داخل المسجد والكنيسة لطرح أفكار ومناقشة رؤى لتصحيح أفكار مغلوطة يبثها أعداء مصر من الداخل والخارج، لم نكتفِ بذلك فشباب وكشافة المطرانية يوزعون الهدايا على الأطفال فى صلاة عيد الفطر والأضحى، كذلك فى أعيادنا، فإخوتنا من المسلمين أول المهنئين لنا بأعيادنا لأن التسامح والسلام أصل المصريين، فجميعنا من نسيج واحد، وأعيادنا واحدة.
وفى مركز ناصر يقف ديرا الأنبا بولا والأنبا أنطونيوس ومسجد عمر ابن الخطاب يداً واحدة لحل مشاكل دائرة المركز، ووحدة الصف، وتتجسد الوحدة الوطنية فى أبرز مشاهدها حينما يتدخل القمص باسليوس وكيل دير الأنبا بولا أو القمص فام الأنطونى وكيل دير الأنبا أنطونيوس، لحل مشكلة بين عائلتين من المسلمين، ويحضرون إليهما للاحتكام لهما، كذلك الحال لفضيلة الشيخ عبدالناصر طه إمام مسجد عمر ابن الخطاب، الأمر لم يتوقف عند حل المشاكل فقط حسبما يؤكد أهالى المركز بأن كلا وكيلى الديرين لم يتأخر مرة واحدة فى حضور أى جنازة لمسلمين بل يتقدمون الصفوف.
ويقول عاطف فؤاد، أحد أهالى مركز ناصر: «لا نسمع عن مشكلة واحدة بين مسلم ومسيحى، فى إحدى المرات حضرت جلسة عرفية للصلح بين شخص مسلم وآخر مسيحى اختلفا فى حسابات شراكة فيما بينهما، وكالعادة فى الجلسات العرفية لا بد أن يكون هناك ضامن لكل طرف قبل بدء الجلسة، وفوجئت بأن القمص باسليوس يخبرنا بأنه ضامن للطرف المسلم، وهو ما تسبب فى إنهاء الجلسة قبل بدئها وتعانق الطرفان وانتهت الجلسة بالصلح قبل بدئها، الأمر لم يتوقف عند المصالحات فقط وإنما التعاون بين المسجد والكنيسة فى توفير مساعدات مالية وكراتين رمضانية لتقديمها للفقراء».