أطفال قرية بالدقهلية يصنعون ألعاباً من المخلفات: قفلوا المركز.. فاتصرفنا
أطفال يلعبون بلياردو مصنوعاً من الخشب والجبس
سبورة بمقاس 2 فى 2.5 متر محفور فى جوانبها 6 فتحات، كرات صغيرة من «الجبس»، وعصوان من الخشب، أدوات بسيطة صنع بها أطفال قرية السلام، التابعة لمركز دكرنس بمحافظة الدقهلية، ترابيزة بلياردو، ليتغلبوا على قرار إغلاق مركز شباب القرية، بينما صنع آخرون، باستخدام كمية من الأسمنت والرمل، وعلب معدنية قديمة، وعصى خشبية، أدوات لممارسة رياضة رفع الأثقال.
«على» ابتكر فكرة صناعة كرات البلياردو من الجبس، و«محمد» أحضر سبورة قديمة لتقوم بدور الترابيزة، و«عمر» أحضر العصى، ومن وقتها وهم يتجمعون يومياً للعب البلياردو، بعد قرار إغلاق مركز شباب قرية السلام ضمن 62 مركزاً أغلقت فى الدقهلية بقرار من وزارة الشباب والرياضة.
محمد عوض، طالب بالصف الأول الإعدادى، أحد أبناء القرية، قال: «اضطررنا إلى أن نخترع ألعابنا بأنفسنا، وعندما يصيبنا الملل من لعبة نتركها ونخترع غيرها»، مشيراً إلى أنه كان يمارس رياضة كرة القدم فى مركز الشباب قبل إغلاقه: «الألعاب التى نخترعها تنتشر فى القرية، وينتظر الأطفال أفكارنا ليقلدونا»، متمنياً أن يمارسوا هذه الألعاب على أصولها بدعم من الدولة.
محمد أحمد، طالب بالصف السادس الابتدائى، شارك فى لعبة البلياردو بسبورة قديمة كانت لديهم فى البيت: «نفسنا يكون عندنا مركز شباب مثل أى قرية، ونختار الألعاب التى نرغب فى لعبها».
صنعوا ترابيزة بلياردو من سبورة قديمة والكرات من الجبس واستخدموا الأسمنت والرمل وعلب السمن كأدوات لرفع الأثقال
أما على علاء، طالب بالصف الأول الإعدادى، فصنع أدوات رفع الأثقال من الأسمنت والرمل وعلب السمن القديمة: «كنا فى مركز الشباب نمارس لعبة الكرة الطائرة، وبعد إغلاقه اتجهنا إلى الشارع وابتكرنا ألعاباً صنعناها بأنفسنا باجتهاد منا، وأحياناً كثيرة نتعرض للخطر بسبب السيارات المارة فى الطريق».
محمد سالم، رئيس مجلس إدارة مركز شباب السلام المغلق، أكد أن قرار إغلاق مركز شباب القرية صدر من وزير الشباب والرياضة، وبالفعل تم إغلاقه وبداخله جميع العهد، من تليفزيون وكراسى وأدوات رفع الأثقال وترابيزة تنس طاولة، وغيرها من الألعاب، مشيراً إلى أن مركز الشباب كان يعمل به 5 موظفين، تم توزيعهم على مراكز الشباب المجاورة، وقال إن الأرض المبنى عليها مركز الشباب تابعة للإصلاح الزراعى، وعليها خلافات قانونية، معرباً عن أمله فى تدخل محافظ الدقهلية، الدكتور أحمد الشعراوى، وإصدار قرار بتخصيص الأرض لإنشاء مركز شباب للقرية عليها.
وقال محمد عزت، وكيل مديرية الشباب والرياضة بالدقهلية، إن مراكز الشباب، التى تقرر إغلاقها، لا تمتلك أى مقومات لمباشرة وممارسة الأنشطة الرياضية على ملاعبها، كما تم إنشاؤها على مقار مؤقتة، أو كانت فى شقق مؤجرة، مضيفاً أن 5 مراكز شباب تمكنت خلال الفترة الماضية من تصحيح أوضاعها، بعد توفير مساحات من الأراضى، لا تقل عن 1500 متر، حسب المواصفات، وتم حل الدمج، وإعادة الوضع إلى ما كان عليه، كما أكد أن «ما يحدث من تطوير ودمج لمراكز الشباب، بهدف الحفاظ على أبنائنا، فى ظل التغيرات المجتمعية، وأن تتم ممارسة الرياضة فى المكان اللائق بهم»، وبالنسبة لمركز شباب «السلام» المغلق، أشار إلى أنه سيتم دراسة حالته، للوصول إلى أفضل طريقة لتوفيق أوضاعه.
مركز شباب قرية السلام بعد إغلاقه