قف لـ«محمد» ووفّه التبجيلا: يصعد السلم على يديه ويُدرس 30 حصة أسبوعياً
محمد
مشقة كبيرة يتكبدها «محمد» فى رحلته اليومية، التى تبدأ من بيته بمركز أطفيح فى محافظة الجيزة، وتنتهى فى أحد المعاهد الأزهرية بنفس المركز، ليمارس مهام عمله كمعلم لغة عربية، مستخدماً دراجة خاصة بذوى الإعاقة.
محمد رجب، 30 عاماً، يعانى شلل أطفال فى قدميه، قرر أن يتحدى ظروفه ونظرة المجتمع، وأثبت أن ذوى الاحتياجات الخاصة، لديهم القدرة على العمل فى أى وظيفة، حتى إن تطلبت صعود الدرج على كفيه أمام الطلاب، فى معهد لا يحتوى على مصعد كهربائى.
6 سنوات مرت على «محمد»، وهو يعمل فى مهنة التدريس، منذ أن تخرج فى الجامعة، وكان الأول على دفعته رغم ظروفه الصحية، الأمر الذى ساعده على التعيين فى المعهد سريعاً، ومنذ ذلك الحين، كانت لديه رغبة ملحة فى التخلص من نظرات الشفقة، والاعتقاد الخاطئ بأن الشخص المعاق لا يقوى على العمل وممارسة حياته الخاصة.
يُسند إلى «محمد» 20 حصة أسبوعياً، لم يتخلف عن واحدة منها مطلقاً من قبل، بل وكثيراً ما يطلب المزيد ليستوعب جدوله 30 حصة أسبوعياً، حيث يؤدى دوره بإتقان وتركيز شديدين للغاية: «فى الأول كنت خايف من نظرات الناس فى الشارع، والطلبة فى المدرسة، خاصةً الطالبات لأنى بدرس لمراحل إعدادى وثانوى، ودى فترة مراهقة».
يعتبر الشاب الثلاثينى نفسه مختلفاً عن أقرانه من ذوى الاحتياجات الخاصة، لخوض تجربة التدريس من فوق كرسى متحرك: «فى الأول كنت بتكسف من كل حاجة، خاصة وأنا طالع السلم على إيدى لأن مفيش أسانسير، لكن أنا اتعودت على النظرات السلبية والإيجابية، ومش بلتفت ليها، وبأصر إنى اتعامل عادى وبطبيعتى».
أكثر الأسباب التى دفعت «محمد» للعمل فى التدريس، هو الرغبة فى تخريج أجيال جديدة، قادرة على احترام الآخرين واستيعابهم مهما كانت ظروفهم وإعاقاتهم التى يعانون منها، إلى جانب بث التفاؤل والأمل فى نفوس الأجيال القادمة.