لو مش معاك شمسية للمطر.. هات كيس والبسه "سبوبة وتشغيل دماغ"
محمد يضع كيسا فوق رأسه
فى أقل من دقيقة، كانت قطرات المطر الخفيفة قد تحولت إلى زخات، وصارت الهرولة سمة المارة، للبحث عن مكان يحمى الرؤوس منه، أو يسلكونه للوصول إلى أشغالهم ومنازلهم، وبين ذلك كله، لاحت "سبوبة" في الأفق، حين وجد الباعة طلبا متزايدا من المارة على أكياس البلاستيك، لتكون وقاية لهم، فتحولت من خدمة مجانية إلى سلعة "زاد سعرها" لحظة المطر.
فى الأوقات العادية، يبيع مصطفى حنفى، الأكياس البلاستيكية بجنيه واحد، بمحيط منطقة العتبة، فهي تجارية يقصدها الآلاف يوميا، وقد يضطر أحدهم للبحث عن كيس يضع فيه من بضاعته بدلا من الذى قُطع منه، أو لزيادة الحمل داخل الكيس الذى معه، وبالتالى فإن شراء واحد سيكون ضروريا، لكن المطر رفع سعر الكيس.
"أنا ببيعه بجنيه، بس ساعة ما المطرة بدأت، فتحت واحد ولبسته، ولما الناس شافتني عامل كده، جم يشتروا منى".. بهذه الكلمات حَكَى ذو الـ25 عاما، أنه باع أكثر من 40 كيسا في لحظات قليلة، لم يكن ليبيعها فى الوقت العادي، متابعا: "والأكياس أحجام، الصغير بجنيه والوسط بـ2 جنيه وفى بـ3 وبـ4 كمان، والبنات بتشترى أكتر، عشان شعرها ميبوظش".
تقترب منه فتاة عشرينية لتشترى كيسين: "هو استغلالى وإحنا عارفين، بس هنعمل إيه، لسة عاملة شعرى عند الكوافير، ولو مشيت تحت المطر هيبوظ منى خالص".
محمد صبرى، أحد العاملين فى منطقة العتبة، لم يجد أمامه سوى لالجوء لكيس بلاستيكى كبير، فتحه ووضعه على رأسه وجزء من ظهره وانطلق إلى منزله، وكان يحسب نفسه متميزا بتلك الفكرة، إلا أنه حين خرج إلى شارع الأزهر وجد العشرات مثله، متابعا: "بتوع المحلات دلوقتي اللي مش بيبيع حاجة، بيبيع شنط، وفى كل الأحوال كسبان، عشان بتتباع غالية".
كان رضا إسماعيل، صاحب أحد المحلات في شارع الحسين، يقف إلى جوار صبري، في انتظار سيارة، وعلى رأسه كيس أسود، حيث قال: "أهو رزق وجالهم، ربك بيرزق العباد من حيث لا يحتسبوا فعلا".
أحد محلات البقالة التى تقع على شارع رئيسى، كان الطلب فيها على الأكياس البلاستيكية الكبيرة، أكثر من المواد المعروضة للبيع، لكن محمد هاني صاحبها، لم يعترض على هذا الأمر، بقوله: "محدش يقول للبيع لأ، وبكرة نجيب شنط تانية، يعني بسيطة".