رزق بتؤأم في عمر الـ55.. فرحة "خضراوي" خطفتها جرعات الكيماوي
خضراوي
منحه القدر لقب عقيم طيلة حياته، تزوج وطلق بسبب "الخلفة" حتى فقد الأمل بعد تخطيه الـ55، ظل يبحث عن عاقر تؤانسه وحدته وترافقه سنواته القليلة المتبقية وجدها في الصعيد: "أبوها قالي بنتي اطلقت بسبب الخلفة قولته وأنا بدور على واحدة مبتخلفش وكتبت كده في قسيمة الجواز"، يقولها خضراوي عبدالحميد، الذي كان على موعد مع معجزة ربانية حيث أهداه الله طفلين توأم بعد ثلاثة أشهر من زواجه.
لم يصدق ابن الخمسين وانزرفت دموعه فرحًا كالشلال المتدفق، لكن سرعان ما تحولت لفرحة ملطخة بالألم بعد اكتشاف إصابته بمرض السرطان، سقط أرضًا وامرأته حامل في شهرها الخامس: "بعد ما كان عياطي هستيري مالفرحة سكت والفرحة اتكتمت"، أرسل الله له رسولًا في صورة شيخ طيب أثناء صلاته في المسجد ليهون عليه ابتلائه ويدعوه لتقبل وضعه الجديد، ذهب لاحتجازه في المستشفى مودعًا زوجته التي تحمل بداخلها كنزه المفقود أمام عربة القطار متجهة لمسقط رأسها بقنا للولادة: "خلصت جرعة الكيمياوي وأخدت شنطي على كتفى وروحت أشوفهم".
يقسم خضراوي أن جميع الأطباء أكدوا له أنه لن ينجب وكان عليه أن يتقبل التعليقات التي كانت تؤذي مشاعره: "اللي اتجوزتهم قبل كده طلبوا الطلاق عشان يخلفوا وفعلا بقي عندهم ولاد"، كان يعمل كهربائي له سمعة طيبة قبل مرضه، لكنه لم يفكر في شراء بيت لأنه لم يملك وريث، فتدهور حاله بعد الإنجاب والمرض: "إحنا قاعدين في 3 أوض عايش فيهم 4 عائلات"، يشيد بزوجته التي يعتبرها بـ100 راجل تقف في ظهره وتدعم مرضه وتربي صغاره: "بتتحايل عليا تنزل شغل برفض لو هنزل اشحت مش ههينها"، يعاني من تآكل شديد في المفصل بعد إجراءه عملية زرع نخاع لكن الورم لا يزال مرتكز في خلاياه البلازمية منذ عام 2013، يأخذ 8 جرعات بمعدل واحدة في الأسبوع يرسل زوجته وصغاره إلى الصعيد حتى لا يتأثروا بالإشعاع الناتج عن جرعته: "اتظلموا بس ربنا عايز كده بكلمهم كل يوم وبنام على صوتهم".
يحكي أن طفليه محمد وأحمد في سن الخامسة يحفظان القرآن ويدرسان في مرحلة الروضة: "ربنا أراد يكونلي اسم بعد ما أموت"، ويحتاج لعملية زرع مفصل بـ270 ألف جنيه لكن وزارة الصحة لم توافق عليها حتى الآن بجانب انقطاع معاشه من وزارة التضامن الاجتماعي بدون سابق إنذار يحارب الفقر والمرض والحرمان معًا: "نفسي في أيد حنونة تطبطب عليا".