ندى نور تكتب: الحلم.. والفرصة
ندى نور
على الرغم من مرور 5 أشهر على تجربتى فى جريدة «الوطن»، فإننى أشعر بوجودى فى هذا الصرح العظيم منذ عدة سنوات، بعد تخرجى فى جامعة حلوان، قسم صحافة، العام الماضى، بتقدير جيد جداً، تذكرت كيف كنت أترقب لحظة تخرجى للالتحاق بالعمل الصحفى، شعرت بالإحباط بعد مرور عدة أشهر ولم يرافقنى الحظ للعمل فى مؤسسة أشعر فيها بالأمان واكتساب الخبرة، وعلى الرغم من تدريبى فى مؤسسات صحفية، فإننى لم أشعر بالإحساس الذى أشعر به الآن. ارتسمت علامات خيبة الأمل، وأنا لا أدرى ماذا أفعل وأين أذهب بعد مرور 5 أشهر على تخرجى، وما زلت بدون عمل أو تدريب فى مكان أستطيع التأقلم معه، تملكنى اليأس وكانت «الوطن»، محطتى الأخيرة، قبل ترك مجال العمل الصحفى، والالتحاق فى مجال آخر بعيداً عن تخصصى، الذى اعتبره الحلم بالنسبة لى منذ التحاقى بالجامعة.
اتخذت قرارى بأنها تكون المحطة الأخيرة التى أطرق بابها، ذهبت لإجراء المقابلة الشخصية فى جريدة «الوطن»، مع الأستاذة «سماح عبدالعاطى»، التى منحت لى الفرصة للالتحاق بعد ذلك بموقع «هن»، شعرت بالخوف والرهبة فى البداية لأنها كانت تجربتى الأولى للعمل فى موقع إلكترونى، ولكن تحول هذا الخوف بعد عدة أسابيع من وجودى فى المكان إلى شعور بالأمان، إحساس أنك مع أسرتك فى قسم يفتقد ما رأيته فى أماكن أخرى من الحقد وانعدام الطموح واليأس المسيطر على أصحابه، شعور أنك وسط «ناسك».
تجارب وخبرات أكتسبها من زملائى، بشكل يومى من وجودى معهم، وعلى مدار هذه الفترة القصيرة تغيرت نظرتى للأمور، وأثرت «الوطن»، فى شخصيتى أيضاً فأصبحت أكثر نضجاً فى تفكيرى بأمورى الشخصية أكثر من السابق، فلا تقتصر الخبرة المكتسبة من وجودى فى المكان على الخبرة فى مجال العمل فقط، وإنما الخبرة الشخصية أيضاً التى جعلتنى أكثر نضجاً فى النظر لأمور الحياة. وها هى الآن مر على وجودى فى جريدة «الوطن» 5 أشهر، وكانت بالنسبة لى أولى خطواتى فى المهنة، وقفت بجانبى ومنحتنى الفرصة أختى وأستاذتى هدى رشوان، التى لم تشعرنى يوماً أنها تجربتى الأولى فى مجال العمل الإلكترونى، وزملائى فى قسم المرأة الذين بنيت معهم علاقات مودة وصداقة ستبقى مهما طال الزمن، فكانوا السند بالنسبة لى منذ وجودى وسطهم، أشعر بالفخر الشديد أن بدايتى كانت هنا فى جريدة «الوطن»، فكانت بالنسبة لى الحلم والفرصة.