أيقونة «غرام فى الكرنك»: الحنطور جزء من عائلتى
أبوالوفا عبدالراضى
رغم اقترابه من الـ80 عاماً إلا أنه ما زال محتفظاً ببشرته السمراء، وصوته المميز بالنبرة الصعيدية الحادة، كما ظهر فى أغنية «الأقصر بلدنا بلد سواح»، التى تم تصويرها ضمن أحداث فيلم «غرام فى الكرنك»، ورغم مرور كل هذه السنوات الطويلة فإنه ما زال يحفظ كلمات الأغنية كاملة، وكواليس تصويرها.. إنه «أبوالوفا عبدالراضى» سائق الحنطور الذى ظهر فى الأغنية، وكان وقتها شاباً أسمر، قوى البنية، ذا جلباب أبيض، ناصع البياض، ورغم تقدّمه فى العمر إلا أنه ما زال محتفظاً بخفة ظله واهتمامه بمظهره، ورغم أنه ابتعد عن قيادة الحنطور لكنه ما زال مهموماً بالمهنة.
جلس «أبوالوفا» بشعره الأبيض الذى يغطى رأسه، يتذكر جلسته مع الفنان الراحل «العزبى»، قبل تصوير الأغنية فقال: «كنت عائداً للتو من إجازة عرسى، كانت الجلابية والطاجية مكوية وكله تمام»، ولأنه ظهر أمام صاحب شركة السياحة أنه أكثر سائقى الحنطور هنداماً واهتماماً بمظهره، فرشحه ليكون أول سائقى الحنطور فى الأغنية، التى تتحدّث عن المدينة قبل 50 عاماً، بل يشارك فى جزء منها، فنطق جملته الشهيرة: «أنا من الواسطى».
«عبدالراضى»: اعتزلت المهنة «حنطور زمان مش زى دلوقتى».. و«أنا مش من الواسطى»
عاد الرجل بذاكرته إلى الوراء وتذكر كواليس وحكايات الفيلم الاستعراضى الأشهر فى السينما المصرية، عندما جلس للمرة الأولى فى البداية مع الفنان محمد العزبى، وألقى عليه كلمات الأغنية للمرة الأولى، لكنه حين بدأ التصوير نسى كلماته، وظل «العزبى» يذكره بها، وحينما نسى كلماتها وموقعه فى الأغنية مع بداية التصوير، دفعه «العزبى» فى يديه، فتذكر المطلوب منه، ونطق به على الفور. اختياره ليكون فى مقدمة الأغنية، كان تعنى له وقتها الكثير، لأنه سيتقاضى 5 جنيهات فى اليوم، بفارق جنيهين عن زملائه الموجودين فى آخرها. وتابع: «قالوا لى هتظهر يا عم الحاج فى التليفزيون، ولم يكن عندى وقتها تليفزيون، فلم أهتم بالأمر»، لكنه بعد عرض الفيلم تحول الرجل إلى أيقونة سائقى الحنطور فى الأقصر، وأشهرهم على الإطلاق.
تقاضيت 5 جنيهات عن مشاركتى فى «الأقصر بلدنا».. واختارونى لأناقتى ونظافة حنطورى
تذكر الرجل معالم مدينة الأقصر وكيف تبدّل حالها بعد إزالة جميع مبانيها التى كانت بالطوب اللبن وتحيط بالمعابد، وقال: «السائح كان يركب الحنطور لكى يشاهد ويصور المنازل كما كان يصور المعابد، فالمنازل كانت مستقرة فى المدينة حول المعابد، بجانب الحدائق والزهور، وكان ذلك جزءاً من تراثها، وكان يعشقها السياح ويقدّروها، بخلاف الاهتمام بالنظام وجمال الشوارع المنتشرة فيها الزهور بألوانها الزاهية عكس الآن القبح المسيطر على المشهد الآن، فالسايح هيتفسح فين بالحنطور دلوقتى».
ورغم اعتزاله المهنة يحاول عم «أبوالوفا» تأكيد احترام مهنة الحنطور، ويرى أن تدهور حالها نابع من الداخل، فقديماً كان سائق الحنطور محل احترام من الجميع ويساعد فى جذب السياح، ويُعد معلماً من معالم الأقصر، وكان السياح يواصلون علاقتهم به حتى بعد عودتهم إلى بلادهم ويراسلونه، لكن الآن تدهور الحال وأصبحت مهنة من لا مهنة له.
ووفاءً منه لمهنته ما زال يحافظ على العربة، ويهتم بطعام الحصان، ويقوم بتنظيف العربة كل فترة، مضيفاً: «دول جزء من عيلتى، عربيتى وحصانى، رغم إنى تركت المهنة منذ زمن».