"فين سبحتك يا معلم" من الحج للزكاة.. الفساد باسم الدين
هيئة الرقابة الإدارية
استخدام الدين كستار للنصب، وخداع البسطاء بالاعتماد على أركان الإسلام، بات أمرًا عاديًا، بعدما تكرر مؤخرًا أكثر من مرة، وأصبح حج بيت الله أو أداء فريضة الزكاة، مواسم هامة ينتظرها البعض للنصب على الطيبين، وكان آخرها واقعة النصب بالأمس.
لم يعبأ بأحلام الفقراء الذين ينتظروا تلك الأموال، التي تحمل معها آخر أمل في عيش حياة كريمة، وقرر "أ. س" موظف بإحدى مؤسسات الزكاة الخيرية التابعة لأحد البنوك بالقطاع المصرفي، سحب وتحويل مبلغ 800 ألف جنيه لحسابه من أموال الخيرات الخاصة بالمؤسسة في أحد فروع البنك، منتحلًا صفة شخص آخر، بغية عدم كشف وإخفاء هويته الأصلية.
هيئة الرقابة الإدارية ضبطت المتهم أثناء تحويله المبلغ، وضُبط بحيازته عدد من المستندات المصطنعة التي استخدمها في تنفيذ جريمته، ليتمكن من خلالها من سحب المبلغ، وتمكنت من منعه من النصب باستخدام ركن من أركان الإسلام.
الزكاة لم تكن أولى أركان الإسلام التي يتخذها الفاسدون وسيلة لجرائمهم، بل سبقها الحج في أكثر من واقعة، آخرها واقعة شهيرة حدثت مؤخرًا، حينما استغل عبدالله المنزلاوي بساطة الحاجة سعدية عبدالسلام صاحبة الـ72 عامًا، ورغبتها في الحج، ليبلغها أن حلمها الذي ظلت تنتظره تحقق، وتم اختيارها لأداء مناسك العمرة، من خلال رجل أعمال سعودي تحمل تكاليف أداء العمرة لـ10 أشخاص، لتسافر بعدها وتكتشف الفاجعة هناك.
حقيبة صغيرة أوصى "المنزلاوي" الحاجة سعدية بأن توصلها لرجل الأعمال السعودي المتبرع بالرحلات، واستقلت الحاجة سعدية الطائرة في 20 مارس الماضي، دون أن تعلم أن الحقيبة تحتوي على مخدر "الكابتجون" وأقراص مخدرة، وذلك قبل أن تلقي السلطات السعودية القبض عليها فور وصولها، ليتم الإفراج عنها مؤخرًا بعد قبض مباحث الدقهلية على المتهم الرئيسي والإعتراف بالواقعة.
جمعية مكونة من 4 نصابين، اشتركوا في مهمة خداع مواطنين من راغبي أداء فريضة الحج، من خلال إيهامهم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي بقيام الجمعية بتنظيم رحلة حج متميزة، ليكتشفوا حال استعدادهم للسفر عبر ميناء القاهرة الجوي أن التأشيرات بجوازات السفر خاصتهم تأشيرات تجارية، ببيانات مغلوطة، وذلك دون ترخيص من وزارة التضامن الاجتماعي.
مكافحة جرائم الأموال العامة استطاعت بناء على إجراء التحريات حول نشاط الجمعية وفحص الشكاوى المقدمة في بداية العام الجاري، القبض على المتهمين الأربعة، "شيماء. ص. م" رئيس مجلس إدارة الجمعية، و"نعمة. ف. م"، نائب رئيس مجلس الإدارة، و"مصطفى. ع. م" أمين صندوق الجمعية، و"هويدا. م. ح" عضو بمجلس إدارة الجمعية، وتبين استيلائهم على مبالغ تتراوح ما بين 70 إلى 80 ألف جنيهًا نظير تنظيم رحلة الحج الواحدة.
مالك شركة "لورانس" للسياحة بالإسكندرية كان أحد مستخدمي العمرة كوسيلة للنصب هو الآخر، حينما وهم راغبي أداء العمرة بقدرته على تنظيم رحلات، قبل أن يتبين أنها وهمية بالفعل ودون ترخيص من وزارة السياحة.
الإدارة العامة لمباحث السياحة والآثار تمكنت في مارس 2017، من القبض على أحمد السيد إبراهيم شحاتة صاحب الشركة السياحية، ثم تم اتخاذ الإجراءات القانونية لتفتيش الشركة والتحفظ على المضبوطات.