شبشير الحصة.. مملكة «عسل النحل» تُصدر منتجاتها للخارج
تجارة وإنتاج النحل يواجهان مشاكل عديدة
تشتهر قرية «شبشير الحصة»، التابعة لطنطا بمحافظة الغربية، بصناعة عسل النحل ومشتقاته ليس على مستوى الجمهورية فحسب، لكن ذاع صيتها فى العديد من الدول الأوروبية، يعمل غالبية أهالى القرية فى ذلك المجال، وأصبحوا يُعلمون أبناءهم الصغار المهنة، وتطورت المهنة عبر مراحل طويلة منذ الأربعينات، حتى تنوعت منتجات النحل ولم يعد مقتصراً على العسل فقط، إضافة إلى تصديره إلى الخارج، لكن بعض المُعوقات ظهرت مؤخراً تعوق عمل النحالين وتعطل مسيرة التصدير فى «مملكة العسل».
ويقف أيمن عتمان، 43 عاماً، صاحب شركة مناحل، أمام أحد المناحل التى يمتلكها ويمر فى جولة بالمنحل، يتحدث عن قرية «شبشير الحصة» وشهرتها فى إنتاج عسل النحل، موضحاً أنها من أهم القرى على مستوى الجمهورية فى إنتاج عسل النحل، وترجع شهرتها فى ذلك المجال منذ الأربعينات، ومرت السنوات وأصبحت قرية شبشير الحصة لها اسمها وثقلها على مستوى الوطن العربى، حتى أصبح الهدف من تلك المهنة الحالية ليس مقتصراً على إنتاج عسل النحل فحسب، لكن أصبح لعسل النحل الكثير من المنتجات ولها أهمية كبيرة لا تقل عن أهمية عسل النحل الطبيعى 100%.
صاحب شركة مناحل: القرية مشهورة بإنتاج العسل منذ الأربعينات.. وننتج حالياً حبوب اللقاح وغذاء الملكات أيضاً.. ومصر تشتهر به وتصدره للدول العربية
ويوجد أكثر من نوع للعسل فى مصر، سواء عسل برسيم أو موالح أو كافور أو حبة البركة، والبردقوش، بالإضافة إلى العسل الجبلى، حسبما يوضح «عتمان»، مؤكداً أن النحالين أصبحوا أكثر وعياً بإنتاج حبوب اللقاح، وهى بروتين طبيعى مفيد لتنشيط وظائف الكبد، و«البروبوليس»، ومضاد حيوى طبيعى يُنتج من النحل عن طريق براعم ورق الأشجار، إضافة لإنتاج «غذاء الملكات»، ومصر تشتهر به وتُصدره لجميع الدول العربية، مُضيفاً: «فى الفترة الأخيرة كل منتجات النحل بدأت فى صناعة الأدوية وبدأ التنوع فى منتجاته، و90% من كل الدول العربية اللى تعمل فى مجال النحل تحصل على نحلها من مصر، وكمان مستلزمات المناحل والإنتاج بتخرج من مصر».
وأكد «عتمان» أن هناك العديد من المهن والأسر تستفيد من وراء مهنة «عسل النحل» كمهنة النجارة والتى تعمل بشكل أساسى على عسل النحل، بالإضافة إلى من يعمل فى مجال المُدخنات والصاج والمهن الحرفية، إلى جانب حركة النقل، مضيفاً: «فيه ناس كتيرة جايبين عربيات ربع نقل، وتستخدمها فى السوق لخدمة النحال، وكل ده ساعد فى انخفاض نسبة البطالة فى البلد هنا».
وأوضح «عتمان» أن طرد النحل يُصدر إلى جميع الدول العربية التى تعمل فى مجال عسل النحل، سواء السعودية أو الإمارات أو الكويت أو قطر أو لبنان، لأن النحل فى تلك الدول العربية غير مُستديم، ويحصلون على طرد النحل فى فترة تزهير لديهم يجمعون من خلالها عسل النحل الذى يحتاجونه، ثم يُهلك منهم لأنهم لا يستطيعون الحفاظ عليه لأن لديهم درجات حرارة مرتفعة، أو المراعى هناك ليست متواصلة، وكان نتيجة ذلك اختلاف السعر بين العسل المصرى والعسل السعودى أو اليمنى، لأن تكلفة الإنتاج فى مصر بسيطة.
«حسن» 16 سنة: «شغلى عبارة عن الكشف على النحل ونشوفه محتاج إيه وبنطلع براويز العذارى ونبيعها».. و«محمود» كنت باخاف أحط إيدى فى الخلايا.. دلوقت اتعودنا خلاص على قرص النحل
وعن مواسم العسل المختلفة خلال العام، يقول الرجل الأربعينى: «مواسم العسل من بداية يناير يتم فيها تحضير وتجهيز النحل لكى يدخل مراعى جديدة فى فترة تزهير شهرى فبراير ومارس فى المناطق الصحراوية لأن الأمطار بتنزل بدرى شوية فى شهرى أكتوبر ونوفمبر، وننتج من خلاله العسل الجبلى، فى مناطق مثل الساحل الشمالى، وبالنسبة لإنتاج عسل الموالح من بداية شهر أبريل، وبعدها بننقل النحل من مناطق مزارع الموالح بعد الانتهاء من فرز عسل الموالح إلى مناطق حصاد زهرة البرسيم، ويبدأ تزهير زهرة البرسيم شهر مايو بالكامل»، موضحاً أن هناك مناطق فى نفس التوقيت تنتج أنواع عسل ثانية، أمثال مواسم حبة البركة والبردقوش، وموازين لموسم البرسيم، أما بعد الانتهاء من موسم البرسيم، نقوم بإعداد النحل لإنتاج أكبر عدد من الطرود.
ولفت صاحب شركة المناحل إلى أن غالبية أبناء القرية يعملون فى مجال إنتاج عسل النحل، منهم نسبة قليلة بتشتغل فيه كهواية، مضيفاً: «لأن أغلبية الشباب هنا مبقاش مستنى الوظيفة، يا إما ياخد قرض ويجيب بيهم مشروع صغير لخلايا النحل وينتج منهم، يا إما والده يعمل له مشروع تربية نحل ويبدأ بيهم برضو».
وعن المشاكل والمُعوقات التى يوجهها أصحاب المناحل، يقول «عتمان»: «رغم أن المهنة دى بتدخل عائد كبير للبلد وفيه قسم فى وزارة الزراعة مُخصص لمركز بحوث النحل ولكن هى مُجهلة ومفيش اهتمام، وعندنا مشاكل فى تصدير النحل وبتخسرنا كتير، بسبب الجشع والطمع من شركات الطيران، فى مرحلة النقل من مصر إلى بعض الدول اللى بنشتغل معاها، الصينية الصاج اسمها البلتة كنا من 7 سنين بنحط عليها نحو 24 طبلية نحل بمعدل 432 خلية نحل وكان بينها مسافات تهوية مناسبة، لكن دلوقتى بيحملوا النحل كأنه بضاعة من غير مسافات تهوية، ده غير إنهم رفعوا السعر الضعف للطرد الواحد، ده غير إننا بنمضى إن الشركة غير مسئولة عن أى تلفيات للنحل».
أهالى قرية «شبشير الحصة» تُعلم أبناءها الصغار المهنة، من ضمنهم حسن سامى، 16 عاماً، صاحب الجسم الضئيل الذى يجلس على مقعد خشبى أمام المنحل، ويقول: «أنا باجى هنا كل يوم ومواعيد الشغل من الساعة 8 الصبح وبروح على بعد العصر على الساعة 5 كده، وشغلى عبارة عن الكشف على النحل ونشوفه محتاج إيه، وبنطلع براويز العذارى وبنعبيها نحل، وبنسقيهم، وإحنا 3 شغالين فى المنحل، واحد مننا بيبقى ماسك المنحل ومسئول عنه وأنا مساعد فيه»، مشيراً إلى أنه يعمل فى ذلك المنحل منذ شهر تقريباً، ولم تكن المرة الأولى التى يعمل بها فى هذا المجال: «حابب المجال وكلنا بقينا بنشتغل فى المناحل من وإحنا صغيرين».
ويُشاركه محمود على، 14 عاماً، الذى يرتدى زى النحالين، قائلا: «أنا شغال فى المجال ده بقالى نحو سنة، أنا اتقرصت كتير من النحل ده لغاية ما اتعودت، وكنت فى الأول بخاف أوى أنزل للنحل لكن لما اتعودت بقيت بنزل أحط إيدى فى الخلايا عادى ومخافش».
الكشف على النحل مهمة صعبة
عتمان
على