يوسف البصير
في ورشة صغيرة على جانب أحد طرقات اليمن، تصطف السيارات تنتظر دورها للإصلاح على يد الفني المميز ومتحدي الإعاقة الذي قرر أن يكسب رزقه هو وأسرته من عرق جبينه عن طريق إصلاح السيارات، المهنة التي عانى طويلًا ليكسب ثقة الزبائن، حتى يطمئنوا لترك سيارتهم لفني "كفيف" يصلحها.
ولد اليمني يوسف البصير البالغ من العمر 31 عامًا، بإعاقة "العمى"، ورغم إعاقته البصرية فإن كثيرين من أهل مدينته يترددون على ورشته لإصلاح سياراتهم.
ويعمل يوسف في مجال إصلاح السيارات منذ 13 عامًا أتقن خلالها العمل وبنى قاعدة عملاء قوية على الرغم من أن المهمة لم تكن سهلة لفني إصلاح السيارات الطموح في بداياته وذلك لأن الناس كانوا يخشون ترك سياراتهم عنده لأنه أعمى، لكن الوضع تغير بمرور الوقت، وفقًا لـ "رويترز".
قال الرجل الثلاثيني: "بدأت هذا العمل ووجدت صعوبات في بداية العمل بأن الزبائن لا يثقون في شخصي، لأني إنسان كفيف، ولهذا يخاف الزبون. ولكن لما تعلمت المهنة وبدأ الزبائن يثقون بي ويعتمدون علي ويتركون سياراتهم ثم يذهبون ثم يعودون، وعاد طبيعي والعمل مناسب والزبائن الحمد لله من كل مكان والثقة كبيرة".
ويتردد الزبائن حاليًا على ورشة البصير للحصول على خدمات متنوعة يقدمها مثل إصلاح الإطارات وإصلاح الأعطال البسيطة للمحرك.
وينصح البصير الجميع بأن يحبوا ما يعملون، لأن ذلك يسهم كثيرًا في تحقيقهم النجاح في مجالاتهم.
وأضاف: "أمارس هذه المهنة رغبة فيها لأنني أجيدها وأتقن العمل فيها ثم أُحصل منها المال لكي أصرف بها على نفسي وعلى أُسرتي لكي لا أكون عالة على أحد ولا أعتمد على أحد بعد الله سبحانه وتعالى".
ويقول زبون دائم لورشة يوسف البصير يدعى أحمد حسن إنه معجب جدا بقدرة البصير على الاعتماد على نفسه والاهتمام بأسرته رغم إعاقته "الأخ يوسف البصير أحد الرجال الذين لم يمدوا أيديهم إنما اعتمدوا على أنفسهم رغم الإعاقة التي يعانيها، ورغم الظروف التي يعانيها، فهو يعول أسرة، لم يمد يده للآخرين، لم يمد يده للشحاتة، إنما نزل إلى الميدان وتحدى الإعاقة".
ويعتزم البصير توسيع نشاطه والانتقال لمحل أكبر في المستقبل.
تعليقات الفيسبوك