68 سنة «فى بحر القنال».. «العطار»: «زمان كنا عارفين عدونا فين»
العباس
68 عاماً هى سنوات عمره التى قضاها فى بحر القنال، فقبل أن يتم عقده الأول بثلاث سنوات، اصطحبه والده معه فى أول رحلة صيد فى بحر «فايد»، من وقتها ظل الصغير مرتبطاً بالبحر حتى صار كهلاً فى العقد السابع، محمد العباس أحمد العطار أو «غريب العطار» كما اشتهر بين أصدقائه، جلس أمام منزله المواجه لبحيرة التمساح، وحوله أحفاده يقص عليهم تاريخ مدينتهم التى ما زالت تواجه العدو وإن اختلف شكله: «زمان كنا عارفين عدونا فين وعشان كده قدرنا نواجهه، أما حالياً الموضوع صعب، لأنه موجود حوالينا وطالع من بينا واحنا منعرفوش».
يعتدل «غريب» فى جلسته متابعاً: «فى عز الاحتلال الإسرائيلى لمدن القنال كنا بننزل البحر ونصطاد، كل واحد ينزل على مركبه بالليل ويولع الكلوب بتاعه، كنا عيون جيشنا فى البحر، ولو لاحظنا أى قلق أو أى حاجة مش مظبوطة كنا على طول بنبلغ»، يخرج من جلبابه الرمادى رخصة الصيد الخاصة به وقت النكسة ممهورة بتوقيع الحاكم العسكرى وختمين أحدهما بيضاوى: «ده كان قبل الاحتلال الإسرائيلى»، والثانى مثلث: «ده بعد الاحتلال عشان نقدر ندخل ونصطاد فى البحر».
شاهد الدبابات المصرية تعبر القناة لسيناء.. ويتمنى عودة الصيد الليلى.. ويؤكد: «هنكون عيون حرس الحدود»
يتذكر يوم حرب أكتوبر عندما كان يصطاد هو ورفاقه فى بحر «فايد» وفوجئ بالدبابات المصرية تعبر القنال: «البحر كله كان ملغم من أيام النكسة واحنا كنا عاملين سكة فيه شبه الثغرة بندخل من خلالها نرمى شبكنا ونيجى نلمه كمان شوية، الجيش طلب منا نطلع ونفذنا الأوامر ولما الساعة جت 2 وخمس دقائق سمعنا صوت الطيران وهو بيدك النقطة الحصينة للإسرائيليين «تبة تل سالم» ساعتها أدركنا إن الحرب قامت، كنت تشوفى سيناء كانت عبارة عن جمر من النار».
ترك «الغريب» مركبه هو وجميع زملائه من الصيادين مولياً وجهته هو وعائلته نحو مدينة الزقازيق: «طلعنا على الزقازيق قعدنا سنة ورجعنا فى 74 ومن ساعتها واحنا فى البحر ليل نهار لحد حرب الخليج تم منعنا من الصيد بالليل وده أثر على صيادين كتير لأن الرزق كله بيكون بالليل، الجمبرى والكابوريا والدينيس والبورى بيكونوا بالليل، واستمر الحال بينا لحد الوضع الحالى».
رغم الظروف الصعبة التى تمر بها مصر فى مواجهتها للإرهاب فإن «الغريب» ما زال يرى أن فى يده الكثير ليقدمه هو وزملاؤه من الصيادين، فهو يأمل أن توافق الدولة على عودة الصيد ليلاً حتى يكونوا عيوناً لها فى مياه القنال والبحيرة: «لما الصياد بينزل بالليل بمركبه بيولع «الكولب»، لو نزلت أنا وزملائى تخيلى منظر البحر هيكون إيه، هنكون عيون حرس الحدود، لو حد فينا شاف مهرب أو حركة غريبة بتليفون صغير هتكون لانشات حرس الحدود فى أقل من دقيقة هنا، لكن الوضع الحالى وغياب الصيد الليلى خلى شارع البحر مهجور وأى حد لو عايز يعمل حاجة هيعملها بسهولة».