صورة المهندس الشهير بالمدخل وسيرة ذاتية على قائمة الطعام
فهمى
أراد إحياء تاريخ الإسماعيلية، فلم يجد أفضل من اسم المهندس لويس نجريللى، صاحب الفكرة الأولى والرسومات الهندسية لشق قناة السويس، اختار صورة له، ووضعها مواجهة لمدخل المطعم، وكتب سيرته الذاتية فى قائمة الطعام المقدّمة لزبائنه، التى تضمّنت طعاماً مصرياً أصيلاً، حيث حرص «أسامة فهمى»، صاحب المطعم، على أن يكون مطعمه شرقياً أصيلاً، بداية من الديكورات وأغانى أم كلثوم وعبدالوهاب، وانتهاءً بإذاعة أفلام الأبيض والأسود.
أردنا إنشاء مطعم مختلف يربطك بالتاريخ، حرصنا على اقتناء معدات قديمة من التليفون السماعة الواحدة وزجاجة المياه الغازية «سينالكو»، التى يعود تاريخها إلى 50 عاماً، والصور القديمة لمشاهير ولاعبى نادى الإسماعيلى القدامى، مثل الكابتن شحتة ورضا».
«نجريللى».. مصمم رسومات قناة السويس فى «مطعم التاريخ».. و«القصرى وإسماعيل ياسين» على الطاولات
وحول اختيار اسم «نجريللى» لإطلاقه على المطعم، رغم وجود شخصيات تاريخية مؤثرة فى تاريخ الإسماعيلية، قال «فهمى»، الذى يمتلك وإخوته شركة مطاعم، أسسوها بمجرد عودتهم من إيطاليا: «الإسماعيلية مدينة اتبنت على قناة السويس، أو بمعنى أدق قناة السويس كان لها الفضل فى وجود المدينة، علشان كده اخترنا اسم «نجريللى»، المهندس الذى صمّم الرسومات الأولى لشق قناة السويس، لكنه لم يتمكن من الحفر، نظراً لوفاته، وقام بعدها ديليسيبس بشراء الرسومات من زوجته، وأكمل حلمه فى شق قناة السويس، فضلاً عن أن اسم «نجريللى» كنا نسمعه كثيراً من أهالينا، وكان يوجد شارع باسمه قبل تحويله إلى شارع الجيش حالياً، ومع الوقت لاحظنا أن عدداً كبيراً من الشباب لا يعرف تاريخ هذه الأسماء، فقررنا إعادتها مرة أخرى».
لم يقتصر «فهمى» ومطعمه على حفظ تاريخ الشخصيات المرتبطة بالإسماعيلية فقط، وإنما حاول أيضاً تعريف الأجيال الجديدة بالممثلين القدامى من خلال المفارش الورقية للأطعمة التى يقدمها، فنجد صور عبدالفتاح القصرى وإسماعيل ياسين وزينات صدقى على المفارش، وبجوارهم نبذة مختصرة عن حياتهم، وعن أبرز أعمالهم الفنية: «حاولنا تقديم وجبة فنية خفيفة مع وجبات مطعمنا، حتى يتمكن الشباب من معرفة معلومات عن فنانى زمن الفن القديم أثناء انتظارهم الطعام».
مواقف طريفة قابلها «فهمى» خلال وجوده فى المطعم، كان من ضمنها سيدة فنلندية ستينية هجرت الإسماعيلية عندما كانت طفلة، وجاءت بعد هذه السنوات بحثاً عن منزلها القديم فى شارع نجريللى، وعندما قرأت اسمه على لافتة المحل دخلت طلباً للمساعدة، الموقف الثانى عندما وجّهت له إحدى الزبائن سؤالاً مؤداه: «لماذا لم تشترِ باباً جديداً للمطعم بدلاً من الباب القديم؟».