الكوميديا و«ورش الكتابة» والبطولة النسائية والمخرجون الجدد.. أبرز الظواهر الفنية
حسن الرداد وايمي سمير غانم
ينتظره ملايين المشاهدين المصريين والعرب كل عام بفارغ الصبر، منهم من يريد رؤية نجمه المفضل، ومنهم من ينتظر القالب الدرامى الذى يحبه، فالميول متباينة والأذواق مختلفة، وفى هذا العام تشهد الدراما الرمضانية ظواهر مختلفة شكلت ملامح 30 مسلسلاً، أبرزها اعتماد صناع الأعمال الدرامية على الورش الكتابية واتجاه بعضهم إلى الكوميديا، بالإضافة إلى تصدّر الفنانات البطولة المطلقة، والاستعانة بمخرجين حديثى العهد بالدراما.
«الوطن» فى السطور التالية ترصد ملامح وسمات مسلسلات موسم رمضان المقبل، والبداية مع ظاهرة الاستعانة بمخرجين، بعضهم لم يعمل فى الدراما من قبل، والآخر قدّم بها تجارب قليلة، مثل ياسر سامى الذى يخرج مسلسل «زين» بطولة الفنان محمد رمضان، وذلك بعد تألقه فى إخراج الكثير من الأغنيات المصورة. كما يراهن الفنان ياسر جلال وشركة «فنون مصر» على المخرج محمد سلامة، الذى يقدّم هذا العام مسلسل «رحيم».
الفنانة زينة استعانت بالمخرج زياد الوشاحى لتقديم مسلسلها الجديد «ممنوع الاقتراب أو التصوير»، الذى عمل مساعد مخرج لأحمد نادر جلال والمخرج طارق العريان لفترة طويلة، كما يخوض المخرج محمد رفعت أولى تجاربه الإخراجية مع غادة عبدالرازق فى مسلسل «ضد مجهول» بعدما كان مسئولاً لفترة طويلة عن المؤثرات الصوتية وتصميمات الجرافيك لعدد من الأفلام المصرية، ويتولى محمد أسامة إخراج مسلسل «أمر واقع» للفنان كريم فهمى بعدما عمل مساعد مخرج فى مسلسلى «اختيار إجبارى» و«بنت من شبرا»، كما أخرج محمود كريم مسلسل «بركة» للفنان عمرو سعد، إذ عمل من قبل مخرجاً منفذاً لعدد من المسلسلات والأفلام. ويقود المخرج محمود كامل، الرؤية الفنية لمسلسل «السهام المارقة» للفنان شريف سلامة كتجربة درامية أولى بعد أن أخرج سلسلة مسلسلات زيرو فور (0 - 4) من قبل.
الورش الكتابية والكتابة الجماعية أصبحت هى الأخرى ضمن الظواهر الرئيسية المسيطرة على دراما رمضان، لا سيما أن كبرى شركات الإنتاج الفنى أصبحت تفضّل ضخ دماء جديدة فى أعمالها الدرامية، فلدينا مسلسل «لدينا أقوال أخرى» الذى يضم ورشة تضم الرباعى أمين جمال وعبدالله حسن وإبراهيم محسن وخالد أبوبكر، كما اتّجه الفنان عادل إمام لأول مرة إلى تجديد دمائه بورشة الكتابة فى مسلسله الجديد «عوالم خفية» التى تضم فى عضويتها كلاً من أمين جمال ومحمد محرز ومحمود حمدان، وذلك بعد فترة من تعاونه مع السيناريست يوسف معاطى، الذى كتب له عدداً من المسلسلات فى الأعوام الماضية.
«الشناوى»: «أمينة ودينا وشيرى» فى امتحان قاسٍ.. و«نيللى ويسرا وغادة» أوراق رابحة.. و«الديك»: ورش السيناريو ظاهرة صحية والعبرة بالمنتج النهائى
مسلسل «الوصية» للفنان أكرم حسنى، يعكف على كتابته أيضاً الثنائى أيمن وتار ومصطفى حلمى، ويشارك فى كتابة مسلسل «عزمى وأشجان» من بطولة حسن الرداد وإيمى سمير غانم، السيناريست أحمد محيى ومحمد محمدى. واعتمد مسلسل «طايع» للفنان عمرو يوسف على الكتابة الجماعية للمؤلفين محمد دياب وخالد دياب وشيرين دياب، الذين يشاركون أيضاً فى كتابة مسلسل «السهام المارقة» لشريف سلامة وشيرى عادل، وقدّمت سما عبدالخالق وإنجى القاسم سيناريو وحوار مسلسل «ليالى أوجينى»، الأمر نفسه ينطبق على مسلسل «الرحلة» للفنان باسل الخياط من قصة نور شيشكلى، وقام بمعالجتها فى السيناريو والحوار، كل من عمرو الدالى وأحمد وائل.
واستند مسلسل «ربع رومى» للفنان مصطفى خاطر إلى الكتابة الجماعية لتامر إبراهيم وفاروق هشام ومصطفى عمر، ويخوض الفنان على ربيع السباق الرمضانى بمسلسل «سك على اخواتك» من فكرة كريم فهمى، وسيناريو وحوار كل من إياد شهاب ومحمد فتحى ومحمد أبوالسعد.
ومن الظواهر اللافتة للنظر فى رمضان، تحويل الروايات إلى أعمال درامية، منها رواية عز الدين شكرى، التى تمت معالجتها فى مسلسل «أبوعمر المصرى» للفنان أحمد عز، وقامت بكتابة الحوار والسيناريو الخاص به مريم نعوم، وكذا الأمر بالنسبة لمسلسل «أرض النفاق»، الذى يؤدى بطولته الفنان محمد هنيدى، والمأخوذ عن رواية يوسف السباعى، التى قام بمعالجاتها فى سيناريو وحوار، المؤلف أحمد عبدالله.
الجنس الناعم أصبح المهيمن الرئيسى على المنافسة الرمضانية، إذ يتصدّر عدد من الفنانات البطولة المطلقة فى العام الحالى، منهن من توجد بشكل دائم فى هذا الموسم، ومنهن من تعود إلى الدراما بعد غياب، إضافة إلى أخريات يخضن تجربة البطولة للمرة الأولى.
الفنانة يسرا من أبرز الأسماء اللامعة فى تقديم البطولات المطلقة، التى تظهر هذا العام بمسلسل «لدينا أقوال أخرى»، وذلك بعد تقديمها مسلسل «الحساب يجمع» فى الموسم الماضى، كما تدعم الفنانة نيللى كريم سلسلة أعمالها الدرامية من خلال مسلسل «اختفاء» مع المخرج أحمد مدحت.
وتعود الفنانة مى عز الدين مجدداً إلى المنافسة الرمضانية بعد غيابها العام الماضى، بمسلسل «رسايل»، بالتعاون مع المخرج إبراهيم فخر، وتتصدّر الفنانة زينة بطولة مسلسل «ممنوع الاقتراب أو التصوير»، الذى يُعرض هذا العام، بعدما قدمت العام الماضى مسلسل «لأعلى سعر» مع الفنانة نيللى كريم.
وتتولى الفنانة غادة عبدالرازق البطولة المطلقة لمسلسل «ضد مجهول»، بعدما ظهرت فى العام الماضى بمسلسل «أرض جو»، أما هيفاء وهبى التى اعتادت مفاجأة جمهورها عاماً تلو الآخر، فتتصدّر بطولة مسلسل «لعنة كارما» فى الموسم المقبل. وتظهر «روبى» ضمن بطولة جماعية هذا العام لأول مرة فى مسلسل «أهو ده اللى صار» للمخرج حاتم على، بالإضافة إلى الفنانة دينا الشربينى التى قررت أن تتخطى حاجز البطولات الجماعية، وتتصدر المشهد لأول مرة من خلال مسلسل «مليكة». التجربة نفسها تعيشها الفنانة سولاف فواخرجى فى مسلسل «خط ساخن»، وأيضاً الأمر نفسه ينطبق على شيرى عادل فى مسلسل «السهام المارقة». أما الفنانة أمينة خليل التى عوّدت جمهورها على تقديم الأدوار المختلفة والمتنوعة، فقد اختارت هذا العام أن تتصدّر البطولة المطلقة أمام الفنان ظافر العابدين من خلال مسلسل «ليالى أوجينى».
الطابع الكوميدى سيطر على 7 أعمال درامية فى الموسم الحالى، حيث جمع كبار النجوم، وعلى رأسهم الفنان يحيى الفخرانى الذى يعود بمسلسل «بالحجم العائلى» بعد غيابه عن الدراما الرمضانية، كما يعود الفنان محمد هنيدى أيضاً لعالم الكوميديا بعد غياب دام ٧ سنوات بمسلسل «أرض النفاق». ويراهن على ربيع على موهبته فى عالم الكوميديا بمسلسل «سك على اخواتك»، حيث يظهر من خلاله بشكل مختلف عن أعماله السابقة، ولأول مرة يتصدّر الفنان أكرم حسنى البطولة منفرداً من خلال مسلسل «الوصية»، الذى تدور أحداثه بشكل متصل منفصل، كما يخوض الفنان مصطفى خاطر أيضاً البطولة المطلقة، بمسلسل «ربع رومى» مع بيومى فؤاد وهالة فاخر، وقرر الثنائى حسن الرداد وإيمى سمير غانم أن ينافسا هذا العام معاً، بمسلسل «عزمى وأشجان».
وعلق السيناريست بشير الديك على ظاهرة اعتماد الأعمال الدرامية على الورش الكتابية، قائلاً: «هذا الأمر ناتج عن تغيير شكل المجتمع والعلاقات الاجتماعية، فالمجتمع فى حالة تغيير تهتز معها أشياء كثيرة، فالفرد ليست له قيمة تعلو على المجموعة، ففى الماضى كان الشخص الواحد هو المسيطر على التأليف، لكن من الملاحظ اتجاه عدد كبير من الشباب إلى الاشتراك فى كتابة عمل، وذلك بعد دخولنا عالم السوشيال الميديا والعالم الافتراضى وعصر ما بعد الحداثة».
وأضاف: «أرى أن هذه الظاهرة صحية، خصوصاً أن المسلسلات لا تقوم على الحبكة الفنية، لكن أساسها قوامه الحكى وسرد الشخصيات، فالمسلسل مكون من عدد من الحلقات، لذا يجب أن يشارك فى كاتبته أكثر من مؤلف، لكن بشرط وجود من يشرف عليها، حتى يجمع الخطوط بعضها ببعض، وفى النهاية الفيصل هنا هو المنتج الذى يقدم على الشاشات».
وتحدث المخرج مجدى أحمد على بشأن ظاهرة اعتماد النجوم على المخرجين الجدد: «السبب فى ذلك الأمر يعود إلى فرض شخصية بطل العمل على المخرج، فالمسلسل أصبح يسير وفقاً لما يراه البطل وليس المخرج، لكننى سعيد بأن المخرجين الجدد يحصلون على فرص فى إخراج الأعمال، وتتشكل بداياتهم أمام فنانين كبار».
وأكمل حديثه: «ظاهرة المخرجين الجدد تؤثر بنسبة 100% على العمل الدرامى، لأنه لم تكن لديهم الخبرة الكافية لتدعيم المسلسلات من كل الجهات، وهذا ناتج عن ضعف الميزانية، الذى يتسبب فى الاعتماد على مخرجين يحصلون على أجور قليلة، بالإضافة إلى الاستعانة بمؤلفين يكتبون لأول مرة، وبالطبع كل ذلك يشكل منظومة غير صالحة».
وعن تصدر البطولة النسائية المشهد الدرامى هذا العام، يقول الناقد طارق الشناوى: «الدراما التليفزيونية تعتمد فى صورتها على الرجل والمرأة، لكن العنصر النسائى يغيب عن شاشات السينما، ويتم تعويض ذلك بالدفع بأكثر من نجمة لتتصدّر المشهد الدرامى، مثل نيللى، فهى أصبحت نجمة ثابتة وورقة رمضانية رابحة، وغادة عبدالرازق، فهى من الفنانات الموجودات على الساحة كل عام، بالإضافة إلى الفنانة يسرا، فهى صدارة المشهد التليفزيونى منذ نحو 20 عاماً».
وتابع: «التليفزيون وسيط عائلى يضم المرأة والرجل، ومن البديهى أن خطأ السينما يتم تعديله فى هذه الوسيلة، إلى جانب أن هناك نجمات أصبحن قادرات على المنافسة باستمرار كل عام، وأعتبر ذلك ظاهرة إيجابية، على عكس النجمات اللاتى يخضن البطولة لأول مرة مثل دينا الشربينى وأمينة خليل وشيرى عادل، فهن تحت الاختبار، ويجب أن يضعن فى حسبانهن أنهن أمام امتحان قاسٍ، وأن الأعمال هى التى ستُثبت أنهن على قدر المستوى، وتفسيرى لذلك أن ميزانيات المسلسل المحدودة، مما دفع المنتجين إلى الاعتماد على نجمات يتقاضين أجوراً قليلة، ولم يتصدرن البطولة سابقاً».
وتحدثت الناقدة خيرية البشلاوى عن اعتماد بعض المسلسلات على القالب الكوميدى، قائلة: «تعودنا كل عام أن يقدم عدد من المنتجين وأبطال الصف الأول الأعمال الكوميدية، لأنها قريبة من الجمهور ويتابعها باستمرار، لكن كثرة تلك المسلسلات تنم عن وجود حالة من الإفلاس الفكرى، رغم أن المجتمع المصرى لديه الكثير من القضايا والمشكلات، التى تدفع أى مؤلف إلى الاتجاه، بعيداً عن الكوميديا».
وأردفت: «تفسيرى الوحيد لكثرة الأعمال الكوميدية هو الاتجاه إلى صناعة السهل الممتنع البسيط، الذى يُقدّم إلى الجمهور من خلال صناع الكوميديا، منهم الفنان عادل إمام الذى يُكرّر أعماله كوميدياً كل عام، أو الفنان على ربيع الذى يحاول أن يخرج من عباءة (مسرح مصر)، والفنان مصطفى خاطر الذى كانت لديه محاولات ناجحة إلى حد كبير فى هذه المنطقة».
فؤاد وهالة