سلطان يوتيوب.. «الضوى» صاروخ الكوميديا: أُقدم القضايا الشائكة فى «اسكتشات ساخرة»
الحاج الضوى
الصدفة لعبت دوراً كبيراً فى انطلاقه من حقول قرية الزينية الصغيرة بالأقصر إلى عالم الشهرة والنجومية، وهو ما نصبه سلطاناً على عرش الأعلى مشاهدة على موقع الفيديوهات «يوتيوب»، انطلاقاً من طرح قضايا الصعيد الشائكة فى قالب كوميدى من خلال «اسكتشات ساخرة».
الحاج «الضوى»، وهذا اسم الشهرة، أما اسمه الحقيقى فهو «حمدى الغبرى»، الذى أصبح صاروخ الكوميديا فى الصعيد، لم يكن يعلم أن فيديو بسيطاً صوّره لمداعبة مع صديقه بموبايل سيفتح أمامه الطريق ليصبح أشهر نجوم السوشيال ميديا، ليس فى الأقصر والصعيد، لكن فى مصر.
«الغبرى» أو «الحاج الضوى» صاحب 35 عاماً ويعمل بالسياحة بالغردقة، حقق ملايين المشاهدات على «يوتيوب» خلال أقل من عامين، وهو شاب بسيط وُلد فى قرية الزينية، يمتلك خفة ظل، وسرعة بديهة، وقدرة على الارتجال، ساعدته فى تحقيق شعبية جارفة فى كل الأوساط، نظراً لمناقشته العديد من القضايا الشائكة فى الصعيد مثل «الثأر، قائمة الزواج، الفتنة، قضايا الميراث، البلطجة، الطائفية».
صورت أول فيديو «صدفة» وحقق 5 ملايين مشاهدة.. والروتين الحكومى يمنع تنفيذ فكرة «مسرح الصعيد»
«الحاج الضوى» نجح فى رسم الابتسامة على وجوه متابعيه وحل الكثير من المشكلات من خلال القضايا التى طرحها، مثل قائمة الزواج، حيث شرعت بعض العائلات فى تغيير عاداتها ومورثاتها، واستغلت أجهزة الدولة شعبية «الضوى»، فى إنهاء العديد من النزاعات بين العائلات وبعض الخلافات الطائفية، نظراً لما يتمتع به من شعبية طاغية، واستعانت إدارة مرور الأقصر به لتصوير فيديوهات توعية مرورية بطريقة ساخرة وبثها عبر شاشات عرض عملاقة داخل صالات الانتظار فى إدارات المرور، ليراها السائقون الذين يتابعون كل أعماله، حتى المستشفيات والمؤسسات الخيرية استعانت به، بعد أن دشّنت مستشفى شفاء الأورمان لعلاج الأورام بالمجان فى الأقصر مبادرة «ارسم ضحكة»، التى تهدف لرسم البهجة على وجوه المرضى وإدخال السرور إلى قلوبهم من خلال اسكتشات كوميدية تنظم داخل المستشفى تسهم فى رفع الحالة المعنوية للمرضى، وحقق الفيديو الأول للمبادرة 15 مليون مشاهدة خلال شهرين فقط. واستعان مركز تحيا مصر لعلاج فيروس سى بالأقصر بالحاج الضوى لعمل فيلم قصير حمل عنوان «سلمى قصة حياة»، يتحدث عن ضرورة الكشف المبكر عن فيروس سى وعلاجه، وتبنى «الضوى» مبادرات لمؤسسات خيرية، مثل مؤسستى «اسمعونا ورسالة» وغيرهما من المؤسسات، ودشّن عدة مبادرات مع متابعيه، منها مبادرة «هدومك القديمة لها قيمة» و«سبت الخير»، كما تبرع بأجره فى كل الحفلات الخيرية، خصوصاً حفلات الأيتام.
«الفكرة جاءت بالصدفة، حيث كنت أجلس مع صديق لى وصورنا فيديو 50 ثانية عن سرقة دراجة بخارية، وقمت برفعه على «الفيس بوك» وحقق أكثر من 5 ملايين مشاهدة فى أسبوع، بعدها فكرت فى تصوير فيديوهات أخرى، وتواصلت الفكرة حتى أصبح لها جمهور عريض فى مصر وخارجها، وفى البداية بدأت باسم الحاج حسين، والحاج مصطفى، واستقررت على لقب الحاج الضوى، وهو الاسم الذى اشتُهرت به وارتبط فى أذهان الناس»، هكذا تحدث «الضوى» عن بداية انطلاقه إلى عالم الشهرة.
أضاف: «أصبحت فيديوهاتى الأعلى مشاهدة على «يوتيوب» فى مصر، وحصلت على المركز الثانى فى استفتاء برنامج «معكم على قناة سى بى سى» كصاحب أفضل فيديو على «يوتيوب» فى 2017، وتخطت قناتى على «يوتيوب» حاجز الـ210 آلاف مشترك، وحصلت على الدرع الفضية للـ«يوتيوب» وخطاب شكر من إدارة الشركة».
وعن أحلامه المستقبلية قال: «لدى أحلام وطموحات كبيرة أهمها إقامة «مسرح الصعيد» لأقدم من خلاله مبدعين من الشباب، ولكى أتمكن من الوصول إلى الجميع فى الصعيد لا بد من وجود رعاة وإمكانيات مادية لإقامة هذا المشروع الفنى، لكن للأسف إمكانيات الدولة من جهة المسارح والاستعدادات محدودة، كما أن الروتين الحكومى يحيل بينى وبين تنفيذ فكرة مسرح الصعيد»، مشيراً إلى أن «اليوتيوب» أصبح نافذة إعلامية مهمة يستطيع من خلالها أى مبدع الوصول إلى الجمهور من خلال ما يقدمه من فن. وأكد أنه فوجئ خلال زيارته إلى أوروبا بأن الكثير من الجاليات العربية يتابعون فيديوهاته.