من أرشيف السياسة| 29 رمضان.. الولي "المجنون" يحكم مصر
مسجد الحاكم بأمر الله
عرفت مصر حكم الخلافة الفاطمية منذ عام 969 ميلاديًا، واتخذت من القاهرة عاصمة لملكها، بعدما أسسها القائد جوهر الصقلي، ويعتبر الحاكم بأمر الله، هو أكثر الخلفاء الفاطميين الذين تميزوا حكمهم بالتصرفات غير المنطقية.
فبعد وفاة والده العزيز بالله الفاطمي، تولى الحاكم بأمر لله، عرش مصر، في 29 رمضان 386 هجريًا، وكان عمر الحاكم حينها لا يتعدى الـ11 عامًا، ونظرًا لسنه الصغير تولى الوصاية عليه أبو الفتوح برجوان، وإليه تنسب حارة برجوان، لكن استطاع الحاكم بأمر الله الانفراد بالسلطة وهو في عمر الـ15 عامًا.
بصوت مخيف وعينان واسعتان تميزت ملامح وجه الحاكم بأمر الله، والذي اتسم حكمه بالتوتر الشديد، حيث كان على خلاف دائم مع العباسيين، الذين أصدروا مرسومًا شهيرًا في عام 1011 ميلاديًا، يفيد بأن الحاكم بأمر الله ليس من سلالة علي بن أبي طالب، بحسب ما ذكره الدكتور عمرو الشحات، مدير شئون مناطق أثار الوجه البحري وسيناء لـ"الوطن".
وتعتبر التصرفات غير المنطقية، هي أكثر ما ميز فترة الحاكم بأمر بالله، بحسب حديث الشحات، الذي أوضح أن الحاكم اشتهر بمنع تناول بعض الأكلات منها الملوخية والجرجير.
لم تتوقف تصرفات الحاكم عند هذا الحد، حيث منع أيضًا عجن الخبز بالرجل، وذبح البقر إلا في أيام الأضاحي، بالإضافة إلى إصداره قرار بأن يؤذن لصلاة الظهر في الساعة السابعة، بينما تؤذن صلاة العصر في الساعة التاسعة.
وتابع الشحات في حديثه، عن التصرفات غير المنطقية للحاكم، بأنه أمر بألا تكشف امرأة عن وجهها في طريق ولا خلف جنازة، وأيضًا منع صلاة التراويح لمدة 10 أعوام ثم أباحها بعد ذلك.
وأمر الحاكم بأمر الله بأن يعلق النصارى في أعناقهم الصلبان، وأن يكون طول الصليب ذراعًا ويزن خمسة أرطال، بينما أمر اليهود بارتداء العمائم السوداء.