قصص مخابراتية| حينما خططت إسرائيل وأمريكا لاغتيال "عبدالناصر"
صورة أرشيفية
قبل عامين من نكسة عام 1967، أدركت إسرائيل مدى خطورة الزعيم جمال عبدالناصر، الذي استطاع أن يجمع الأمة حوله، سلاحه الأقوى حب الناس له، وكان على إسرائيل أن توقف أخطر سلاح يهددها لدى مصر، وهو "جمال عبدالناصر".
ويروي صالح مرسي، في كتابه "السير فوق خيوط العنكبوت"، قصة تخطيط إسرائيل بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية لاغتيال الزعيم جمال عبدالناصر، قبل أن تتطور الفكرة إلى شن حرب مباغتة تشل قدرات الجيش المصري.
ونقل مرسي في كتابه عن الكاتب البريطاني ريتشاد ديكون في كتابه "الخدمة السرية الإسرائيلية"، حكايته عن أن إسرائيل كانت بحاجة إلى التعاون مع أجهزة أخرى من المخابرات، بحلول العام 1965، في الأمور العسكرية، ووجدت إسرائيل العون في المخابرات البريطانية، لكنه لم يستمر لأسباب أهمها التسرب للمعلومات الذي كان يتدفق من الممكلة المتحدة إلى الاتحاد السوفيتي عن طريق العملاء السوفييت في المخابرات البريطانية، إضافة إلى أن إسرائيل كانت تعرف الكثير عن رجل المخابرات البريطاني "كيم فيلبي"، الذي كان يعمل لحساب الاتحاد السوفيتي ثم فر إليه.
وذكر ديكون في كتابه، أن المساعدة الحقيقية التي حصلت عليها إسرائيل آنذاك، هي تلك التي جاءت من فرنسا وأمريكا، وخصوصًا أن الأخيرة قدمت لإسرائيل المساعدة من "CIA" أي المخابرات الأمريكية ولكن بشكل غير رسمي، في عهد الرئيس الأمريكي الراحل دوايت أيزنهاور.
وكان أخطر ما أورده مرسي، هو حديثه عن أنه في العام 1965 وصل السيد أنجلتون إلى تل أبيب لعدد من المهام، أبرزها مساعدة الإسرائيليين على مواجهة التسرب للمعلومات من إسرائيل إلى مصر من ناحية، ومن ناحية أخرى البحث عن إمكانية لاغتيال جمال عبدالناصر، وكانت النقطة الخاصة باغتيال عبدالناصر هي الأهم.
وظهرت أهمية اغتيال عبدالناصر لدى إسرائيل، بحسب مرسي، في أن كل الدلائل والتقارير الموثوق بها تشير إلى أنه كان محبوبًا من شعبه، وأنه كان قويًا في أمته، لكن "أنجلتون" قرر طريقة أخرى لقتل عبدالناصر بدلًا من اغتياله، وهي ضرورة شن حرب يهزم فيها الجيش المصري هزيمة نكراء، كي يسقط بعدها عبدالناصر ولا تقوم له قائمة.
وبناء على حديث "أنجلتون" فإن إسرائيل بدأت منذ ذلك التاريخ منصف عام 1965 في الإعداد لهذه الحرب، والتي تمت بعد عامين بالتمام والكمال، وقال موشي ديان: "كل ما أستطيع أن أقوله بخصوص حرب الأيام الستة، أن دور المخابرات فيها لم يكن يقل بأي معنى من المعاني عن دور السلاح الجوي وسلاح المدرعات".