الدقهلية: شح المياه «عادة سنوية».. والفناطيس «حل مؤقت» عمره 10 سنوات
«العطش» يضرب عدداً من قرى الدقهلية
«عاوزين ميه»، صرخة يومية لأهالى 13 قرية تابعة لمراكز الدقهلية، تبدأ فى التعالى تدريجياً مع ارتفاع درجات الحرارة فى الصيف، ما يطلق عليه الأهالى «موسم العطش»، خاصة القرى الواقعة على نهايات شبكات المياه، ما دفع عدداً من أهالى قرية السبعة إلى التجمهر أمام مقر شركة مياه الشرب فى الدقهلية، للمطالبة بتوفير المياه لهم، نظراً لانقطاعها عنهم منذ منتصف أبريل الماضى.
شح المياه فى قرى بلقاس أصبح «عادة سنوية» بالنسبة للأهالى، يجهزون لها «الجراكن» استعداداً للأزمة، التى تتحول فى أحيان كثيرة إلى معارك أمام فناطيس المياه المقدمة من شركة مياه الشرب كـ«حل مؤقت» متواصل منذ 10 سنوات تقريباً، رغم الوعود المتكررة للشركة بإنهاء الأزمة فى أقرب وقت، وكان آخر هذه الوعود التأكيد بأن العطش سينتهى تماماً فى هذه القرى مع دخول المحطات الجديدة الخدمة.
13 قرية تشكو انقطاع المياه منذ أبريل الماضى.. والمسئولون: المشكلة «اتحلت» بنسبة 90٪
الشيخ مجدى عبدالعزيز، أحد أهالى قرية السبعة، قال إن «معاناة 13 قرية وعزبة فى المنطقة بدأت فى منتصف أبريل الماضى، فالمياه تصل لمسجد القرية فحسب، لأنه يقع بالقرب من مدخلها، وتأتى لباقى البيوت لفترة بسيطة، ما يدفع الأهالى إلى تسول المياه من أقرب مكان تصل إليه، وهى أزمة تظهر فى جميع القرى الواقعة على ترعة السبعة، وهى أبوبدوى، وحسن جمعة، وأبوجوهرى، ومخيمر، وأبوجوهرى الغربية، وأنيس، وأبوعبدالرازق، وأبورمضان، والباقة الشوربجى، والداعس، والزوالق، وأبومنسى».
وأضاف «حياة الأهالى تحولت إلى رحلة للبحث عن المياه بكل الوسائل الممكنة، سواء توك توك أو حمير أو موتوسيكلات، كما عادت السيدات إلى غسيل الأوانى والملابس فى الترعة»، مشيراً إلى أن «شركة المياه بدأت فى مد خطوط جديدة بقطر 8 بوصات، لكنها لم تنته منها، كما أنها أصبحت متصلة بالخطوط القديمة، وبالتالى ننتظر صيفاً صعباً»، وأوضح «تكلفة خط المياه الجديد وصلت إلى 3 ملايين جنيه، لكن الخط لم يكتمل بسبب ضعف الميزانية، ورغم وجود عدد من المسئولين الراغبين فى حل المشكلة، إلا أن الإمكانيات المتاحة لا تساعدهم، وبعضهم يسهر معنا يومياً فى انتظار وصول المياه، التى لم تصل إلينا منذ شهر تقريباً».
أما محمود عبدالوهاب، الموظف فى قرية كفر عبدالمؤمن التابعة لمركز دكرنس، فقال إن «القرية تعانى من أزمة عدم وصول المياه إلى المناطق المرتفعة فيها، حيث تنقسم القرية إلى جانبين أحدهما مرتفع والآخر منخفض، ما يضطرنا إلى استخدام مواتير الرفع فى جميع الأوقات، لكن دون فائدة». وأشار إلى أن الأهالى يستخدمون المياه الجوفية فى المساجد المجاورة لقضاء حوائجهم، موضحاً «لا يمكننا استخدامها فى الشرب نظراً لملوحتها، كما أنها تصيبنا بالأمراض الجلدية، وفى السابق كنا ننتظر وصولها فى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، لكننا الآن نسهر حتى الفجر فى انتظارها دون جدوى، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة». مصادر مسئولة فى شركة مياه الشرب قالت إن «محطات الدقهلية لا تعمل بكامل طاقتها، فملايين الجنيهات صرفت على إنشائها، مثل محطات ميت فارس وأجا ومنية النصر، لكنها استثمارات معطلة، فيما تحتاج محطات أخرى إلى إعادة النظر، مثل محطة مياه شرق المنصورة، المنشأة فى عام 1932، وتعمل بطاقة 34 ألف متر مكعب/ يوم، وهى تحتاج إلى إعادة إنشاء». من جهته، قال المهندس عزت الصياد، رئيس مجلس إدارة شركة مياه الشرب والصرف الصحى فى الدقهلية، «خلال الفترة الماضية انتهينا من عمليات الإحلال والتجديد فى عدد من المناطق، وجار تنفيذ 5 محطات ألترا فلتريشين، بتكلفة 30 مليون جنيه فى الشوامى، وبسنديلة، ومحطتين فى نشا، وأنفيش».
وأضاف «خلال السنوات الأربع الماضية وضعنا أمام أعيننا خريطة للمناطق الساخنة التى تعانى من العطش، بداية من ليسا الجمالية، التابع لها 60 عزبة، حتى قرى منية النصر ودكرنس وتمى الأمديد، ونجحنا من خلال مشروعات الإحلال والتجديد فى القضاء على مشكلات المياه بنسبة 90% فى فصل الصيف».