الشرقية: انقطاع المياه عن 4 قرى والأهالى: مجاملات فى التوزيع
الأهالى يملأون الجراكن بسبب نقص المياه
«30 يوماً دون قطرة مياه واحدة»، معاناة متواصلة لأهالى 4 قرى تابعة لمدينتى صان الحجر والحسينية فى الشرقية، وضاعف من المعاناة ارتفاع درجات الحرارة مؤخراً، بينما طالبهم أحد نواب البرلمان، عند الشكوى له، بانتظار الانتهاء من إنشاء محطة مياه البكارشة، المتوقع أن تنتهى خلال سنة لتحل الأزمة نهائياً.
8 كيلومترات يقطعها سعيد على، 30 سنة، من قريته التمارزة إلى مدينة صان الحجر لتعبئة عدد من الجراكن بالمياه، ثم العودة بها إلى القرية مرة أخرى، فى رحلة عذاب يومية، حسبما يقول لـ«الوطن»، ما يزيد من صعوبة الحياة، خاصة إن شراء الجراكن يكلف الأهالى أموالاً فوق قدرتهم على التحمل.
«سالم»: الأزمة تنتهى بافتتاح محطة البكارشة خلال سنة.. و«بدر»: «الرى» تواصل تطهير مآخذ المحطات
وأوضح: «عندما أنتهى من عملى، أستأجر عربة كارو لأجمع عليها جراكن الأسرة، وأتوجه إلى صان الحجر لتعبئتها»، مضيفاً: «أطلب من الأهالى مساعدتى فى تعبئة الجراكن بالمياه من منازلهم، والبعض يرحب، والبعض الآخر يعرب عن ضيقه، خاصة أننا نضطر إلى التوجه لهم أكثر من مرة، لكن ما باليد حيلة».
وقال عبدالعزيز الحصرى، 34 سنة، أحد أهالى قرية القصبى شرق: «فى البداية كانت المياه تنقطع على فترات متباعدة، قبل أن يصبح الانقطاع متواصلاً»، مضيفاً: «قدمنا العديد من الشكاوى إلى شركة المياه ومجلس المدينة، دون جدوى، كما أرسلنا العديد من الشكاوى إلى نواب البرلمان، دون أن نحصل على حل، سوى مطالبتنا بالصبر لحين انتهاء المحطة الجديدة».
وشكا الحضرى من وجود مجاملات فى توزيع مجلس المدينة لمياه الفناطيس، موضحاً «منذ أسبوعين اشتبكت مع سائق إحدى سيارات الفناطيس، عندما أبلغته بأن المنطقة المقيم فيها دون قطرة ماء واحدة، فرد بأنه سيتوجه لتزويد أحد أعيان القرية بالمياه أولاً»، مشيراً إلى أنه لجأ لتعبئة 3 براميل مياه بتكلفة 60 جنيهاً.
أما المدرس محمد عيد، 36 سنة، المقيم فى قرية 8 البيضة، فقال إن «مياه الشرب انتظمت طوال فترة الشتاء، لكنها انقطعت نهائياً مع ارتفاع درجات الحرارة منذ شهر تقريبا»، موضحاً: «المياه كانت تصلنا 4 أيام فى الأسبوع، بالمناوبة مع قرية الريست المجاورة، لكننا الآن لا نجدها تماماً، ما يضطرنا إلى شراء المياه المعبأة، أو تجميع الجراكن لتعبئتها من القرى المجاورة، كما عادت السيدات غسل الأوانى والملابس فى الترعة المارة بالقرية».
من جهته، قال صلاح سالم، رئيس مركز ومدينة الحسينية: «يتم تزويد القرى المتضررة بفناطيس مياه على مدار 3 أو 4 أيام أسبوعياً»، مشيراً إلى أن «هذه المناطق تعانى من ضعف المياه بصفة عامة، وهناك جهود متواصلة للقضاء على المشكلة بإنشاء محطة مياه البكارشة، المقرر أن ينتهى العمل فيها خلال سنة».
وقال المهندس رأفت بدر، رئيس قطاع الدعم الفنى فى شركة مياه الشرب والصرف الصحى، إن وقوع عدد من القرى فى نهاية شبكات خطوط المياه يؤدى إلى ضعف وصول المياه لها، ويتم التغلب على المشكلة عن طريق نظام المناوبة فى إمداد القرى بالمياه، موضحاً: «فيما يتعلق بقرية القصبى شرق والعزب التابعة لها، يجرى حالياً تطهير مآخذ المياه المغذية للمحطات المرشحة، والمفترض أن تنتهى الرى من أعمال التطهير خلال يومين، ما يسهم فى حل المشكلة».