«السبكى» يغرد وحيداً على الساحة.. والجمهور يرفض السير عكس الاتجاه
مع إطلالة كل موسم للسينما ترتفع موجات اللوم وصيحات العتاب ضد المنتج أحمد السبكى، فريق يراه أفسد الصناعة وروج للإسفاف، وفريق ثانٍ يصفه بالمنتج المغامر الذى رفض الاختباء والاختفاء وقرر مواصلة العمل والإنتاج، ولدينا فريق ثالث يؤمن بذكاء الرجل وقدرته على تلبية رغبات الجمهور. الأزمة الحقيقية ليست فى الاتفاق أو الاختلاف حول أعمال «السبكى»، والأزمة تكمن فى أنه بات المنتج الوحيد الذى يغرد منفرداً على الساحة، فلا يوجد منتجون آخرون حتى يفاضل الجمهور ويختار، فليس أمامه إلا السير فى اتجاه واحد.
صفوت دسوقى
فى الموضوع تكلم حسين فهمى قائلاً: «فى كثير من الأوقات تستوقفنى نبرة النقد المرتفعة ضد أحمد السبكى، وأندهش جداً وأسال نفسى: لماذا يتم الهجوم عليه وهو الذى يعمل وينتج؟ وأنصح الذين يهاجمون (السبكى) بالتوقف، فليس عدلاً أن نذبح رجلاً يريد العمل ويحافظ على الصناعة، قد نختلف على محتوى ومستوى أعماله لكنه فى نهاية الأمر منتج يتمتع بجرأة شديدة. الحل ليس فى القضاء على (السبكى) لكن فى إفراز منتجين جدد لديهم رغبة فى تقديم أعمال فنية راقية وتحمل أفكاراً براقة». وأشار حسين فهمى إلى أن الواقع السياسى أربك خريطة الإنتاج وأدى إلى انهيار كيانات إنتاجية كبرى كانت تساهم بشكل إيجابى فى تقديم أعمال خصبة الفكر وثرية المضمون.[FirstQuote]
ويعلق الزعيم عادل إمام على أعمال «السبكى» قائلاً: «الحكم دائماً للجمهور فهو المقياس الحقيقى الذى من خلاله تستطيع أن تعرف إذا كنت تقف فى الجانب الخاطئ أم الجانب السليم، وفى تصورى أن (السبكى) منتج يستحق الاحترام لعدة أسباب؛ فى مقدمتها شجاعته فى الاستمرار، حيث كان من الممكن أن ينسحب من اللعبة ويحافظ على فلوسه، لكنه رغم اشتعال الأحداث السياسية وظروف الحظر ينتج ولا يتوقف. الأمر الثانى هو أنه يعرف مزاج الجمهور ويجيد مغازلة هذا المزاج، فهو يدرك أن الناس شبعت سياسة وتعبت من حلقات النقاش فى برامج (التوك شو)، لذا يحاول أن يقدم جرعة فن خالية من الدسم وكفيلة برسم الابتسامة والسعادة على وجوه الجمهور».
ويقول الناقد طارق الشناوى: «لا تعجبنى نوعية الأعمال التى يقدمها (السبكى)، ولكن يجب الاعتراف بأنه بات يمتلك خلطة سحرية يستطيع بها جذب الجمهور، فلا يراهن على الأعمال التى تخاطب النخبة المثقفة وإنما رهانه دائماً على الأعمال التى تسرق انتباه الطبقة الشعبية، لذا نجد فى أعماله الرقص والغناء الشعبى، إلى جانب أن البطل فى معظم أعماله ينحدر من بيئة شعبية فقيرة، ورغم الظروف القاسية التى نشأ فيها تجده يتمتع بالمروءة والشهامة، لدرجة أن شخصية (عبده موتة) التى قدمها محمد رمضان أصبحت قدوة للشباب فى المناطق والأحياء الشعبية، وباختصار (السبكى) منتج ذكى فى التعامل مع الجمهور، وأى منتج يبحث دائماً عن الأعمال الفنية التى تدر عليه الربح والدخل، فرأس المال، كما يقولون، جبان وأى منتج بكل تأكيد لا يحب الخسارة، وأمر طبيعى أن تنجح وتحقق أعمال (السبكى) أعلى الإيرادات، والجمهور معذور لأن (السبكى) على الساحة ويغرد منفرداً ودون أى مقاومة».
ويرى المخرج على عبدالخالق أن «الجمهور بات مجبراً على السير فى اتجاه واحد، ففى الماضى كان الجمهور يختار بين أفلام كثيرة، منها الاجتماعى والسياسى، ومنها الجاد والساخر، لكن اليوم وفى ظل حالة الكساد التى أصابت سوق الإنتاج بات الجمهور الذى يهوى السينما مجبراً على السير فى اتجاه واحد، ومن المستحيل التراجع عنه، ولا تنس أن النجوم الكبار هجروا إلى التليفزيون، وباتت السينما ضعيفة وخالية من الأسماء الفنية الكبيرة»، وأعرب على عبدالخالق عن أمله فى انتعاش حركة الإنتاج حتى تسترد عافيتها التى تبخرت، بسبب الارتباك السياسى والانهيار الاقتصادى.[SecondQuote]
وأخيراً يعلق المنتج أحمد السبكى على الهجوم على أعماله قائلا: «تعلمت من الأيام عدم النظر إلى الخلف، فأنا أعمل ولا أهتم بأى شىء آخر، وبصراحة شديدة لا ألتفت إلى كلام النقاد، وهمى الأول والأخير هو الإيرادات والجمهور، وهذا يتحقق بفضل الله. وعندما يتزاحم الجمهور على شباك التذاكر على عمل من إنتاجى أشعر بالفخر والسعادة لأننى نجحت فى تقديم شىء مميز نال إعجاب الجمهور، ولا أبالغ إذا قلت إن (السبكية) باتت لديهم خلطة سينمائية جيدة، وهذه الخلطة تنجح فى جذب الجمهور، والفن فى نهاية الأمر متعة، وأنا أختار الأعمال التى تسعد جمهورى ولا ترفع الضغط أو تضاعف من عدد ضربات القلب، خاصة أن الواقع السياسى بات محبطاً ومخيباً للآمال».
الأخبار المتعلقة
«خلطة السبكى» لجمهور العيد
دينا: أقدم دور «الراقصة» بشكل كوميدى «عشان أخرّج الناس من همومهم»
سعد الصغير: «إللى بيقول على أفلامى إنها خفيفة يورينا التقيلة»
كريم محمود عبدالعزيز: أعتمد على موهبتى