سرطان وفشل كلوي وكسر.. الطفلة يوستينا: الموت على قيد الحياة
يوستينا
عند بلوغ طفلتها الخامسة من عمرها، اكتشفت مرضها بالفشل الكلوي الذي يحتاج لثلاث عمليات غسيل أسبوعيًا بعد استئصال إحداهما، ابتلاء أصاب آمال عبدالملاك بأول مولدة لها حمدت خالقها عليه، قبل أن تبدأ رحلة علاجها، لكن خيبة الأمل سرعان ما فرضت نفسها مجددا بعد ما اكتشفت غزو السرطان لجسد ملاكها الصغير.
خضعت "يوستينا" الصغيرة لفترة علاج بالكيماوي فقدت شعرها ووزنها وذبلت تمامًا على إثره، حتى كتب لها الشفاء وبدأت في استرداد عافيتها وتتابع نمو خصلات شعرها من جديد، خف عبء الأسرة الفقيرة نسيبًا، لكن قبل أيام، سقطت الطفلة من على سلم مترو الأنفاق،وأصيبت بكسر في منطقة الحوض جعلها ترقد دون حركة: "عربية الإسعاف بتيجي تاخدها وترجعها 3 أيام في الأسبوع عشان الغسيل في كل مرة بتاخد 50 جنيه مصاريف"، تقولها الأم التي لا تجد أمامها سوى الرضا بما قسمه الله لها والتأقلم على الوضع رغم قسوته متغلبة على ألمها بالدعاء لها: "إحنا ناس على أد حالها والمرض والمصاريف هد حيلنا".
أمام غرفة الغسيل الكلوي بمستشفى أبوالريش، تجلس السيدة الأربعينية وزوجها، منتظرين خروج فتاتهم المنكوبة التي لم تكمل عامها الثالث عشر، وهي مسطحة الجسد على سرير متحرك، يرفع آذان المغرب قبل إنهائها جلستها فتحضر الأم الطعام لزوجها في ركن بعيد عن باقي الصائمون: "إحنا هنا من الصبح بدري مبنرضاش نأكل قدام اخواتنا المسلمين فبنفطر معاهم وقت الأدان".
تأتي من شبرا الخيمة لمتابعة حالة ابنتها، تشتكي من سوء أحوالها المادية وضعف دخل زوجها فضلًا عن ألم الابنة المتواصل وعدم قدرتها على الكلام والحركة: "سلم المترو شل حركة بنتي تماما وزود الحمل عليها"، كلمات قليلة تخرج من فم الصغيرة لرد السلام على من يقترب منها محتفظة بإجابة واحدة على من يسألها عن حالتها: "أنا كويسة".