لك الحمد أن الرزايا عطاء
وأن المصيبات بعض الكرم
وكأن شاعر العراق الخالد بدر شاكر السياب، كان يقدم رسماً تفصيلياً لموقعة استاد كوماسى بين مصر وغانا، حين كتب هذه القصيدة الأليمة فى مرضه الأخير، ومن أجل ذلك لم أجد سوى هذا المطلع لأستهل به حديثى عن هذه المصيبة الأليمة، وحديثى أتوجه به إلى معالى الكابتن الوزير طاهر أبوزيد، وزير الرياضة، الذى تولى هذا المنصب فى التوقيت المناسب، وكأن الله -جلت قدرته- شاء أن ينهى هذا الحادث الجلل عهداً من الفساد الأسود عاشته المنظومة الرياضية فى مصر المحروسة، وفى مقدمتها إدارة كرة القدم المصرية، اللعبة الشعبية الأولى عند المصريين، منذ أن انتقلت من بريطانيا العظمى، بلد المنشأ، إلى مصر المحروسة، ثانى بلد لعب كرة القدم بعد الإنجليز الذين اخترعوها!
وأنا حين أتحدث إليك يا معالى الوزير عن كرة القدم المصرية لا أتحدث إلى أحد خبرائها فقط، بل أتحدث إلى واحد من ألمع نجومها على مر الزمان، لذلك سيكون حديثنا «ذو شجون» لأنك يا أبومحمد لست فقط الأعظم مهارياً، بل -وهذا هو المهم- لأنك كنت وما زلت وستظل الأنبل والأشرف والأفرس، فلم تتاجر بفنك عند لصوص النفط العرب، المعروفين إعلامياً بـ«أمراء الخليج» كما فعلها الكثيرون من معاصريك، ولم تستغل اسمك الكبير لتقفز به على منصب فى صحيفة كبرى تنهب من خلال موقعك فيها ملايين الدولارات والجنيهات بدون وجه حق، وحين يكتشف أمرك -كأحد لصوص المال العام- تتدخل يد القدر لتعطل القضية التى تحيلها النيابة العامة إلى القضاء، فيتعطل نظر القضية بقدرة قادر، وطبعاً أنت عارف المقصود بهذا الكلام، وسوف أنقل لك مشهداً كوميدياً ولكنها كوميديا سوداء يا كابتن.
يظهر المشهد الأول منها هكذا فى مكتب رئيس مجلس إدارة الأهرام، حيث يستقبل المكتب الرئيس الجديد للصحيفة الكبرى، وحين يعرض على الرئيس الجديد مرتب كابتن الكورة المعين بقدرة قادر يقول الرئيس الجديد:
- مية وخمستاشر ألف جنيه فى الشهر؟ هذا كثير.
ويستدعى على الفور الكابتن ويسأله:
- ممكن أعرف مؤهلات سيادتك؟
ويجيب الكابتن:
- بكالوريوس.....!
ويكتفى المدير الجديد بهذه الإجابة ويقرر صرف مرتب الكابتن على أساس القانون، وهو لا يتعدى الخمسمائة جنيه تقريباً، والغريب فى الأمر أن الكاتبن اللص لم يعترض على هذا التعديل بل استلم مرتبه الجديد الذى قرره المدير الجديد.
أظن كفاية كده يا معالى الكابتن الوزير وتأكد أن كل الشرفاء هم غالبية المصريين بعد 25 يناير 2011.
اضرب يا معالى الكابتن الوزير.. اضرب بيد من حديد وانسف هذه المنظومة المتعفنة وتأكد أن القدر قد اختارك أنت بالذات لتوجه إلى أحشاء الفساد هذه الضربة القاتلة والله معك وكل الشعب المصرى معك.