شعار المتحف المصرى الكبير يفجر الخلافات بين الخبراء والمثقفين
صورة أرشيفية
وزير الثقافة الأسبق: مسئولو وزارة الآثار «استرخصوا»
قال فاروق حسنى، وزير الثقافة الأسبق: إن شعار المتحف المصرى الكبير المعلن عنه «كارثة بكل المقاييس»، مؤكداً أن مسئولى وزارة الآثار «استرخصوا» بدلاً من طرح مسابقة عالمية لتصميم هذا الشعار. وأضاف «حسنى»، وهو صاحب فكرة مشروع المتحف، أنه يمكن لشاب صغير من خريجى «الفنون الجميلة» أن يصمّم شعاراً أفضل.. وإلى نص الحوار:
فاروق حسنى: الشعار «كارثة بكل المقاييس» وصدمت حين رأيته.. وينبغى سحب هذا «المسخ»
كيف تابعت الضجة التى أثيرت عقب طرح الشعار الترويجى للمتحف المصرى الكبير؟
- الشعار كارثة بكل المقاييس، وحين رأيته للمرة الأولى صُدمت صدمة كبيرة، خاصة أن هذا مجال عملى قولاً وفعلاً، ولا يمكن لأحد أن يدّعى أننى من غير المتخصّصين، وهناك عيب كبير فى طريقة العرض، والتصميم نفسه بلا أى رؤية إبداعية، كما أن مصمم الشعار لا يعى أهميته كونه إعلاناً بصرياً مبسّطاً لفحوى عمل كبير، وهو فى حالتنا هنا هو المتحف الكبير الذى يجب أن يعبّر عنه ببلاغة بصرية وبلاغة فى المفهوم.
وما البديل فى تقديركم؟
- كانت هناك 100 فكرة متاحة يمكن تطبيقها بدلاً من اختيار سطح المبنى ليكون أبرز ما فيه ويتخذونه شعاراً، خاصة أن سطح المبنى ذو شكل غير متطابق، والسؤال هو: لو كان السطح مربعاً أو مستطيلاً، هل سيكون الشعار كذلك؟!
وكيف ترى التصميم والخط واللون الذى اختير للشعار؟
- اللون الذى اختير لون فج بلا شخصية، وحتى دلالته التى أعلن عنها من أن اللون هو انعكاس لشمس الغروب التى هى فى الحضارة المصرية، دليل على الزوال والرحيل، فهو معنى غير محبّب، كما أن نوع الخط الذى كتب به عبارة «المتحف المصرى الكبير» هو شىء عجيب، والأعجب من ذلك هو التبريرات التى هى أكثر سذاجة وسطحية من الشعار نفسه، والادعاء بأنه مثل شعارات أخرى موجودة فى متاحف العالم، وأن الخط حر كالتلال الرملية المحيطة بالهرم، ومثل هذا الكلام لا يُقال لشعب يضم مئات بل آلافاً من المتخصّصين فى الفنون البصرية، ويمكن لشاب صغير من خريجى كليات الفنون الجميلة أن يصمّم شعاراً أفضل مئات المرات من هذا الذى رأيناه.
وما تعقيبك على رد وزارة الآثار بأن الشركة التى صمّمته شركة عالمية اختيرت من بين 12 شركة أخرى؟
- الشركة غير متخصّصة فى الجرافيك، ويبدو أن المسئولين بوزارة الآثار وجدوا أن من الأسهل و«الأرخص» التعامل مع تلك الشركة، وبالمرة أن تُصمّم الشعار بدلاً من تكليف أنفسهم عناء طرح مسابقة، رغم أن البديهى، ومن أبجديات التسويق طرح مسابقة لتنويع الاختيار، والتسويق للمشروع عالمياً فى دعاية مجانية له كانت ستجلب لهم عشرات الشركات لتدير خدمات المتحف المصرى الكبير، بدلاً من هذا العمل المخزى.
هل أنت مع الإبقاء على هذا الشعار أم لا؟
- أكرم للقائمين على المتحف المصرى الكبير ووزارة الآثار سحب التصميم، وفتح تحقيق فى الواقعة، والحل الأمثل هو عدم وجود شعار والاكتفاء بالاسم فقط وسحب هذا المسخ، وعدم التعامل به أو العودة للتصميم الذى طُرح عند البدء فى المشروع.
دليلة الكردانى: لجنة من 20 متخصصاً فى المتحف اختارت الشعار.. وفضّلناه لـ«حداثته»
قالت الدكتورة دليلة الكردانى، عضو اللجنة الهندسية التى اختارت شعار المتحف المصرى الكبير، إن اختيار الشعار تم بمعرفة لجنة من 20 متخصصاً فى الفنون، على رأسهم الدكتور طارق توفيق، المشرف على المتحف. وأضافت «الكردانى» أن حداثة التصميم كانت من ضمن الأسباب التى رجحت اختيار الشعار، خاصة أن المتحف يحوى حضارات عدة منذ ما قبل التاريخ.. وإلى نص الحوار:
عضو لجنة اختيار الشعار: نرفض أن نكون «مبذرين»
كيف وقع الاختيار على هذا الشعار تحديداً ليكون شعاراً للمتحف المصرى الكبير؟
- وقع الاختيار على هذا الشعار من بين عدة تصاميم أخرى قدمتها الشركة الألمانية العاملة فى مشروع المتحف المصرى الكبير، واختير هذا التصميم تحديداً لعدة اعتبارات، أولها أنه معاصر وبسيط ويمكن رسمه بسهولة، وذو علامة قوية وتجريدى، ومن السهل تذكره.. كل تلك الأسباب كانت مرجعنا عند الموافقة على الشعار.
من هم أعضاء اللجنة التى تشكلت لاختيار الشعار؟
- اللجنة مكونة من 20 من المتخصصين وأعضاء اللجان الهندسية، وأغلبهم من العاملين بالمتحف وصانعى السياسات فيه، ومتخصصى التربية المتحفية وهيئة المتحف، وعلى رأسهم الدكتور طارق توفيق.
من الانتقادات التى وُجهت للشعار أنه بعيد عن الحضارة المصرية رغم أنه لمتحف هو الأكبر على مستوى العالم؟
- مروراً بالحضارة الفرعونية واليونانية الرومانية والبطلمية، وكلها فترات يصعب التعبير عنها بتصميم واحد.
هل معنى ذلك أن الشركة المصممة طرحت تصميماً يعبّر عن الطابع الفرعونى وتم رفضه مثلاً؟
- بالفعل قدمت الشركة المصممة تصاميم أخرى لـ«جعران ومفتاح حياة وهرم» وغيرها، وتم رفضها جميعاً، خاصة أن تلك الأيقونات استُهلكت بكثرة، فمدينة «لاس فيجاس» الأمريكية على سبيل المثال تتخذ من أبوالهول شعاراً لها، العالم كله «يتمسح» فى حضارتنا، لذا فضلنا القول إن هناك مصر معاصرة، ومع احترامى للتطبيقيين والتشكيليين المعترضين على الشعار، فإنه عند مقارنته بشعارات المتاحف الأخرى سنجد أنه من «ضمن الأفضل».
الشركة الألمانية المنفذة للتصميم كيف وقع الاختيار عليها؟
- الشركة استعانت بمصمم ألمانى يتحدث اللغة العربية من أصول لبنانية، وسبق أن شارك فى تصاميم مشابهة فى المنطقة العربية فى كل من أبوظبى ودبى.
طالب المتخصصون باعتباره شعاراً مؤقتاً لحين افتتاح المتحف وتنظيم مسابقة دولية أو قومية لتصميم آخر بديل.. فما رأيك؟
- من الأفضل إعطاء هذا التصميم فرصة، خاصة أن الشركة المصممة حصلت على مقابل نقدى نظير تصميمها، ويجب استخدام هذا المنتج حتى لا نصبح «مبذرين ونهدر مواردنا».