«الكاسيت والفيديو».. «من فات قديمه تاه»
عبدالله مدكور وخلفه شرائط الكاسيت
فى منطقة وسط البلد، خاصةً ميدان الأوبرا، ينزوى محله فى الجهة المقابلة لمحطة مترو العتبة، تعلوه لافتة لصورة كوكب الشرق أم كلثوم، تعلن عن محل من طراز خاص، هنا ذكريات الزمن الجميل.. شرائط الكاسيت القديمة تتراص بجانب أسطوانات الأغانى والأفلام والمسلسلات قديمها وحديثها، يعلو تلك الأرفف قسم خاص بالمجلات والقصص الكرتونية، فيما وقفت شرائط الكاسيت شاهدة على عهد مضى بشموخ، لتكون فى مجموعها ثروة عبدالله مدكور، ذو الـ٣٢ عاماً، والذى يعمل بتلك المهنة منذ ١١ عاماً حتى الآن، يقول: «صحيح سوق الكاسيت انتهى وبيعتبروها موضة وبطلت بس أنا بحب أشتغل فيهم.. كان زمان نفسى أشتغل فى التليفزيون بس ما عرفتش.. ولعبت الصدفة دورها لما لاقيت حد من أصحابى بيقولى إنى ممكن أروح أشتغل فى الصوتيات والمرئيات وإن ده ممكن يقربنى من حلمى.. ومع الوقت حبيت المهنة وفضلت متمسك بيها رغم التطور اللى حصل»، ويتابع حديثه، موضحاً أن من أهم أسباب تراجع سوق الكاسيت وحركة البيع والشراء كانت ظهور النت والفلاشات، حتى إن الأسطوانات لم يعد عليها إقبال، فيقول: «أى حد دلوقتى ممكن يحمّل أغنية على الموبايل أو ألبوماً أو فيلماً وينقلها فى فلاشة صغيرة وده بالنسبة له أرخص من إنه يدفع ٥٠ جنيه تمن السى دى أو ١٠ جنيه فى الشريط»، موضحاًّ أن أسعار شرائط الكاسيت الآن وصلت إلى 3 شرائط منوعات بـ7٫5 جنيه و3 شرائط أم كلثوم بـ 10 جنيهات بعدما كان الشريط الواحد بـ12 جنيهاً، أما القرآن الكريم فالـ4 شرائط تصل إلى 8 جنيهات بعدما كان الشريط بـ4 جنيهات، واسترسل عبدالله فى حديثه ليعبر عن الاختلاف الذى طرأ على المهنة فيما كانت عليه أمس وما أصبحت عليه الآن، حيث ذكر أن محال الشرائط كانت تمتلئ بالزبائن فور صدور شرائط الكاسيت لمطربهم المفضل، يتهافتون من أجل الحصول على نسختهم الخاصة، أما الآن يأتى الزبون فقط بحثاً عن الذكريات، فيقول: «زمان كان أول ما شريط الكاسيت ينزل لمطرب معين كان بيخلص فى أول يومين ويتجاب منه نسخ تانية ومحلات الكاسيت بتبقى زحمة إنما دلوقتى نادراً لما ييجى حد ويجيب شريط».
«مدكور»: الناس ما زالت تبحث عن أغانى أم كلثوم ونجاة.. وظهور «الفلاشات» قلص البيع
ويواصل كلامه قائلاً إن جمهور اليوم اختلف اختلافاً كبيراً عن جمهور زمان، وتابع: «أغلب الجمهور زمان كان من المراهقين والشباب وكبار السن، إنما دلوقتى ما بقاش فى حد بيجيب شرايط وأغلب اللى بيجوا بيبقوا يا ناس كبيرة يا إما أجانب أو من دول الخليج»، مبيناً أن أكثر الطلب الآن على الشرائط للمغنين القدامى، مثل نجاة الصغيرة وأم كلثوم أو القرآن الكريم، ويسترسل «عبدالله» فى حديثه، مؤكداً أن المهنة لن تندثر حتى إن قل زبونها: «ده تراث مفيش حد يقدر مايسمعهوش، قدام شوية هتلاقى الناس بدأت ترجع تانى عشان تـدور على الشرايط وتسمعها».