هذه الجملة القصيرة البسيطة لخصت وبمنتهى الوضوح موقف الوطنيين المصريين الموجوعين من لسع السياط التى تنهال على جسد المحروسة بأيدى أناس يزعمون أنهم مصريون ويدعون أنهم مسلمون يطبقون شرع الله!!
وأنا لن أعيد وصف ما حدث فى كنيسة العذراء بالوراق لسببين، السبب الأول أن الذى حدث كان على مسمع ومرأى من العالم من أقصاه إلى أقصاه، والسبب الثانى هو أننى لا أقدر على رؤية مشهد قتل الأطفال وفى أيديهم شموع الفرح!! ولكن العقوبة تنتظر القتلة المجرمين هم ومن يتواطأون لحمايتهم من بطش القانون بشكل لافت للأنظار لدرجة أن بعض المواطنين وأنا منهم بدأوا يشككون فى موقف الحكومة المتناهى فى الرخاوة والطناش!!
ومن هنا جاءت ثورة الشباب الأقباط فى حضرة قداسة البابا تواضروس الذى طالبوه بأخذ موقف حازم تجاه هذه العصابة المجرمة.
سألهم:
- باسم من أتحدث فى هذا الشأن؟
- قالوا:
- باسم الأقباط.
- قال:
- ولكنهم يقتلون المسلمين أيضاً.
- قالوا:
- إذن، نخرج فى مظاهرات حاشدة نندد بالقتل والقتلة
- أجابهم على الفور:
- هى مصر ناقصة؟
....
سألنى:
- ماذا تغير فى مصر بعد ثورتى 25 يناير و30 يونيو؟
قلت على الفور:
- الإنسان هو الذى تغير، الإنسان المصرى لم يعد هو.
قال:
- اضرب لى أمثلة بدلاً من الكلام العام المرسل.
قلت:
- لى صديق من المنصورة اسمه أحمد البنا.
قال:
- قبل أن نستطرد فى قصة صديقك هو البنا هل لكونه من المنصورة جاء اهتمامك به؟
ضحكت وقلت:
- أيها الشيطان.. فعلاً، وأنت تعرف ضعفى تجاه المنصورة تلك المدينة الجميلة الرائعة حيث كانت لى تجربة لا تنسى عندما قدمت لى فرقة المسرح القومى بالمنصورة عرضاً مسرحياً باسم «شحتوت العظيم» وهى مأخوذة عن المسرحية الخالدة «هبط الملاك فى بابل».
وقد أخرجها للمسرح شاب من المنصورة هو أحمد عبدالملك وقدمها مجموعة من فنانى المسرح الكبار فى المنصورة لن أذكر أسماءهم خوفاً من السهو والنسيان لأن كل واحد منهم لا يمكن نسيانه فنياً وإنسانياً.. وعلى العموم نعود للصديق أحمد البنا الذى فاجأ كل أصدقائه بأنه اتجه لكتابة الشعر فجأة وبلا سابق إنذار.
ضحك وقال:
- وهل أنا من السذاجة حتى أصدق هذه الحدوتة الركيكة؟
قلت:
- سوف نتعرض لهذا الشاعر الفجائى قريباً حتى نرى هل الحدوتة ركيكة أم حقيقية.