السبـاك.. خطأ الصنايعى يُكلف الزبون «فلوس وتكسير» وإهدار الوقت
حسام
«أنا شقة عمى رشحت قبل الفرح بيومين، بسبب سباك ركب مواسير غلط فى الحيطة»، بهذه الكلمات وبصوت يكسوه حزن وندم، بدأ راقى محمد، من محافظة سوهاج، ٢٧ سنة، كلامه عن السباكين، مؤكداً أنه عانى من سوء مستوى الصنايعية، ويحكى أنه ذات يوم وقبل حفل زفاف عمه بيومين، كان قد انتهى السباك من عمله فى الحمام، وقام بتجهيزه، ولكن فجأة ودون مقدمات ظهر تسريب على الحائط، فلم ينتبه له أحد، حيث إنه كان يظهر فقط عند فتح «الحنفية»، ولكن عندما قاموا بتشغيل موتور المياه، وزاد الضغط، ظهر الرشح جلياً لهم مما أفزعهم وجعلهم يهرولون للبحث عن سباك بديل لحل تلك الأزمة، وذلك بعدما أصابهم اليأس من الوصول للسباك الذى ارتكب الخطأ.
«راقى»: «مفيش جهة مسئولة عن الصنايعية نقدر نرجع لها لما يغلطوا فى شغلهم»
«داخلين نركب الستاير لقينا الجدار بيرشح اتخضينا واحتارنا هنعمل إيه، كلمنا السباك قال جاى كمان نص ساعة ومجاش، ماكانش قدامنا وقت نستنى، جرينا على سباك تانى، ولما جه قال التسريب من المواسير اللى فى الحيطة اللى بتوصل ميّه للبانيو، وإن الجدار لازم يتكسر تانى، علشان المواسير دى تتغير، سألنا عن سبب التسريب فقالنا دى غلطة فى الكبس، وإن الميّه لما ضغطها زادت، فكت لحام المواسير»، هكذا أوضح «راقى»، مشيراً إلى أنه لم يستطع الحصول على تعويض مادى من السباك بسبب تلك التلفيات، وذلك بسبب عدم وجود جهة مسئولة عنهم يمكن الرجوع إليها حال ارتكابهم بعض الأخطاء، وبسبب عدم قدرته على النيل منه فقد اكتفى فقط بالاتصال به وتوبيخه، وتمنى «راقى» أن تشهد الفترة المقبلة رقابة على هؤلاء الصنايعية، قائلاً: «أتمنى الفترة الجاية تكون فيه رقابة على الناس دى ويبقى فيه جهة مسئولة عنهم نقدر نرجع ليها لما الناس دى تبوظ شغل».
ويقول حسام علاء، ٢٦ سنة، من كفرالشيخ، ويعمل سائقاً: «أكتر العيوب اللى ممكن تلاقيها فى السباك إنه يتأخر عليك، يديك ميعاد ومايجيش»، موضحاً أنه فى إحدى المرات اتصل بالسباك بسبب انقطاع المياه فجأة عن منزله بسبب انفجار ماسورة مياه فى الشارع، وطلب من السباك الحضور على الفور قبل أن يتفاقم الوضع: «قال لى جايلك الساعة ٢ ولقيته جايلى الساعة ٩ بالليل، كان الشارع كله غرق بسبب المياه»، ويكمل «حسام» قائلاً: «تأخيره ده بسبب إنه بيبقى عايز يمسك أكتر من شغلانة فى نفس الوقت، وياخد عربون منى ومن غيرى، علشان يضمن إنه هياخد الشغل ده لحسابه».
ويضيف «حسام»: «مفيش شك طبعاً إن شغل السباك مهم وخطير، لأن الغلطة فيه بفلوس، يعنى لو ركب ماسورة غلط تحت البلاط، هتبقى محتاج تشيل البلاط كله وتركبه من تانى، وده طبعاً بيكلف فلوس إضافية، فبدل ما تدفع للتركيب، هتدفع للتكسير والتركيب من تانى»، مشيراً إلى أن تلك المهنة ليست بحاجة لدراسة أكاديمية، فهناك المتعلم الجاهل، والجاهل المتعلم، فهى تعتمد بشكل كبير على الممارسة.
«هانى» سباك: «المهنة لمت وأى عيل صغير بيعمل معلم لمجرد إنه اشتغل صبى ٦ شهور»
«أوقات كتير بيطلب منك تشترى أدوات أكتر من اللى هو محتاجها ويضرب على الباقى»، بهذه الكلمات أوضح «حسام» أنه بإمكان السباك التلاعب بالزبون وذلك من خلال طلب فاتورة تزيد على الحاجة، وبعد الانتهاء فما تبقى فهو يحصل عليه دون وجه حق، وذلك من خلال عدة طرق أبرزها الاتفاق مع صاحب المحل.
ويقول هانى عبدالمنعم، 32 عاماً، من محافظة المنوفية، ويعمل سباكاً: «أنا فى المهنة دى بقالى ١٨ سنة، فضلت أتعلم ٣ سنين، شربت فيهم المر، لكن النهارده الصبى بيشتغل ٦ شهور فى الصنعة وبعدها يفكر نفسه بقى معلم، ويشيل شغل لحسابه، وطبعاً بيكون ناقصه كتير، لأن الشهور القليلة دى مش كفاية إنه يشرب أصول الصنعة».
ويضيف «هانى»: «وبعد كده يتحول من صبى لمعلم، ودى مشكلة كبيرة طبعاً، لأنه بيكون معندوش خبرة كفاية تخليه يشيل شغل لوحده، ده غير إنه بيرخص الشغل علينا، لأنه بيقولك أشتغل وخلاص بأى فلوس، ولما يغلط يقولك أصل السباكين كلهم وحشين».
ويكمل السباك قائلاً: «الأدوات الحديثة هى السبب لأنها سهلت الشغل وبقى أى حد معندوش خبرة بيشتغل فيها، لكن الأول كان الصنايعى صنايعى والصبى صبى»، وأرجع «هانى» سبب غزو عديمى الخبرة تلك المهنة إلى سهولة استخدام الأدوات الحديثة والتى سهلت العمل، فأصبح الصنايعى ليس بحاجة إلى القطع اليدوى، أو اللحام، بل إن كل هذه الأشياء أصبحت متاحة مما جعل «الصبى» يعتقد أنه أصبح «معلم» فى فترة وجيزة.
ويوضح «عبدالمنعم» أن مهنة السباك بها الكثير من المشكلات حيث قال: «طبعاً عندنا مشاكل، فشركات التأمين بتاخد فلوسنا، ولو حصل لنا حاجة بتدى ظهرها لينا، أنا وقعت مرة من الدور الرابع، فقعدت ٣ شهور ماتحركش فى البيت، وبعد كده لما قدرت أتحرك وأمشى رُحت الشركة علشان أصرف مبلغ التأمين قالولى مش هينفع، كان لازم تعمل محضر وقتها، طيب كنت هعمل محضر وقتها إزاى بس، وأنا ماكنتش بتحرك أصلاً».
وأكمل حديثه قائلاً: «موضوع إننا بندى ميعاد للزبون ومانروحش، فدى فعلاً بتحصل بسبب إننا بنكون عايزين نمسك أكبر عدد من الشقق نضمن بيه شغلنا لفترة طويلة قدام، لكن أنا عن نفسى مابقبلش بكده وده لأن احترام الزبون من احترامى لنفسى».
هانى