«التجسس».. من «العملاء» إلى «التكنولوجيا»
التجسس ليس بالقضية الجديدة على العالم؛ فهو مسألة عُرفت منذ آلاف السنين، وارتبط مفهوم التجسس بشكل وثيق بكل الحروب التى خاضتها البشرية، فمثلا فى الحربين العالميتين الأولى والثانية، كان هناك آلاف الجواسيس بين الدول المتصارعة، وكذلك الأمر خلال الحرب بين مصر وإسرائيل فى أكتوبر 73. ظل المفهوم يتطور يوما بعد يوم، ومع وجود تكنولوجيا الاتصال الحديثة، تحولت طريقة التجسس من إرسال أشخاص ودمجهم فى مجتمع الأعداء للحصول على المعلومات، ومعرفة كل ما يقولونه من خلال أجهزة التجسس والتقاط المكالمات، وهو ما فعلته الولايات المتحدة مع حلفائها مؤخرا من خلال وكالة الأمن القومى الأمريكية. فضيحة التجسس ليست بالجديدة على الولايات المتحدة؛ فـ«نيثان هيل»، الجاسوسة الأمريكية الأولى -بحسب ما يصفها معظم الأمريكيين- بدأت عملها عام 1776؛ حيث كانت جندية فى الجيش القارى، ثم تم تجنيدها بشكل طوعى للقيام بمهام استخباراتية من أجل جمع المعلومات عن البريطانيين؛ حيث دخلت إلى نيويورك متخفية من أجل الحصول على معلومات من الكتائب البريطانية وإرسالها إلى الأمريكيين، إلا أنه تم القبض عليها وإعدامها من قِبل البريطانيين، واعتبرها الأمريكيون من أبطال حرب الاستقلال، ونُصب لها تمثال خارج القيادة العامة لمقر الاستخبارات المركزية الأمريكية. لم تكن أمريكا هى الدولة الوحيدة التى ترسل جواسيس؛ فقد كانت ألمانيا، خلال الحرب العالمية الثانية، ترسل جواسيسها إلى إنجلترا، ومنهم فريتز جوبيرت ديكويسن، الذى تطوع فى بداية الأمر فى الجيش البريطانى للقيام بمهام تخريبية هناك، وجمع المعلومات لصالح الألمان، ثم تخصص فى زرع القنابل فى السفن البريطانية لإغراقها. استمرت حرب الجواسيس فى الكثير من الحروب مثل الحرب الباردة، وحرب أكتوبر 73، لكن أصبح الأشخاص غير مجدين فى مجال التجسس؛ فتكنولوجيا الاتصال الحديثة جعلت من السهل أن ترفع سماعة هاتفك لتجرى مكالمة، فيسمعها من يريد التجسس عليك، حتى لو كان فى دولة أخرى. لم يقتصر الأمر على مجرد أجهزة يمكن استخدامها للتجسس على المعلومات أو التسلل إلى الشبكة الأمنية لدولة ما؛ فتطور التكنولوجيا جعل استخدام التطبيقات العادية التى يستخدمها المواطن الطبيعى الذى لا ينتمى لأى من مؤسسات الدولة.. جعل من المستخدم فريسة سهلة؛ حيث تطلب تلك التطبيقات موافقة المستخدم على الولوج إلى جميع المعلومات الخاصة به، وهو يمنحها الإذن طواعية، ومن تلك التطبيقات أمثلة كثيرة، لعل أبرزها: «فايبر» و«واتس آب»، وغيرهما من التطبيقات التى يستخدمها المواطنون دون إدراك مدى خطورتها.
أخبار متعلقة
«الوطن» تفتح ملف فضائح الإدارة الأمريكية فى «التلصص» على دول العالم
إسبانيا وكوريا الجنوبية تنضمان إلى قائمة التجسس الأمريكية
حصاد لعبة الجواسيس.. حلفاء الأمس «ضحية اليوم»
برلمانى سعودى: إذا ثبت التجسس على السعودية فسيزيد رصيد التوترات بين البلدين فى الفترة الأخيرة
بروفايل| «سنودن» البطل «الخائن»
«التجسس».. من «العملاء» إلى «التكنولوجيا»
عبدالمنعم المشاط: أبعاد التجسس ستتكشف خلال محاكمة «المعزول»
دبلوماسيون: واشنطن ستتجاوز أزمة التجسس مع زعماء العالم بوضع ضوابط جديدة للمراقبة
قانونيون: التجسس انتهاك لخصوصيات المصريين ومن حق أى مواطن مقاضاة الإدارة الأمريكية
سياسيون: أمريكا معتادة على التجسس والتسريبات لن تسبب أزمة بين القاهرة وواشطن
«الأمن القومى».. «أُذن» أمريكا الكبرى على حلفائها
بروفايل | جيمس كلابر «كبير البصاصين»
خبراء: أعمال التجسس سياسة معروفة للدول الكبرى
استخباراتيون: «شفرة عوكل» المستخدمة فى مصر يستحيل اختراقها