فى ربيع سنة 1968، فى ظهيرة أحد الأيام، كنت أجلس وحدى فى غرفة محمد على حينما سمعت صوتاً يأتى من الحوش:
- يا شيخ إمام، يا أبوالنجوم، يا جماعة الخير ياللى هنا!
بصيت من الشباك لقيت أحمد نور الدين الفنان السكندرى خفيف الظل، فقلت وأنا أضحك:
- مش لدرجة خير يا أحمد يا نور الدين.
فقال:
- أمال أقول يا جماعة إيه؟!
قلت:
- طب اطلع وأنا أقولك تقول إيه؟
وفعلاً صعد أحمد نور الدين وفتحت له الباب وبالحضن.
- فينك يا عم؟ وشك ولا القمر؟
قال:
- لسه جاى من إسكندرية بشوكى.
قلت له:
- بذمة النبى حد يسيب إسكندرية ويجيى هنا للخنقة دى.
قال:
- كمال خليفة هو اللى جابنى.
قلت:
- كمال خليفة بس؟
قال ضاحكاً:
- طبعاً بس.
قلت:
- والمواعيد الناعمة؟
قال:
- دى بقى سيبناهالك يا دون جوان المرحلة.
قلت:
- ياما فى السجن مظاليم.
قال:
- علىّ أنا برضو؟ دنا عارف تلاتة بالاسم لحد دلوقتى.
قلت:
- أطفحهم، دى كلها شائعات مغرضة.
قال ضاحكاً:
- عموماً الليلادى حنشوف ونحكم والبينة على من ادعى.
قلت:
- الليلادى مين؟
قال:
- انت اصطبحت ولا لسه؟
قلت:
- أطفحه برضه.
قال:
- طب حلو كده، إسمع بقى يا سيدى أنا قلت لك إن كمال خليفة هو اللى جابنى من إسكندرية.. حصل؟
قلت:
- حصل يافندم.
قال:
- يبقى الباقى معروف.
قلت:
- أنا نجم مش منجم.
قال ضاحكاً:
- شكلك بيبقى حلو وانت غبى أو بتستغبى.
قلت:
- اتفضل.
قال:
- الليلادى إحنا كلنا بربطة المعلم معزومين على الشيخ إمام فى بيت كمال خليفة، وأحب أقولك إن دى هى المرة الأولى، وأرجو إنها ماتكونش الأخيرة فى بيت كمال خليفة مودليانى مصر المحروسة.