الحاجة سعدية: "السعوديين عاملوني زي أمهم".. وأتمنى لقاء السيسي
الحاجة سعدية
"الحاجة سعدية وصلت"، نداء أطلقه أحد أهالي قرية "درين" بمركز نبروه في محافظة الدقهلية، مع إطلاق آلة تنبيه السيارة العائدة بها، فتجمع أهالي القرية وأطلقت عدد من النساء "الزغاريد"، وانهمرت دموع بعضهن فرحا بعودتها إلي قريتها سالمة.
مواقف إنسانية كثيرة في لحظات معدودة أعاد للحاجة سعدية ذكريات 120 يوما قضتهم بعيدة عن قريتها، شكلت لديها قناعة أنها لن تعود قريبا لخطورة الجريمة المتهمة بها.
"أنا دايخة ومش شافيه قدامي"، أول كلمات نطقت بها الحاجة سعدية، للمحطين بها من أهالي قريتها بعد استقبالهم الحافل لها، فأحضروا لها كرسي وجلست بينهم في الشارع تتلقى التهاني، وكلما حضرت سيدة من بعيد أطلقت "زغرودة".
"أنا في فرحة لا تقدر بمال الدنيا كله، ربنا نجاني من ضيقتي، بعد أن فقدت الأمل في رجوعي مصر"، بهذه الكلمات عبرت الحاجة سعدية عبد السلام حماد، 72 عاما، بنت قرية درين، لدى وصولها صباح الخميس عن فرحتها بالعودة، وقالت: "كنت في أزمة كبيرة، ولولا وقوف السلطة السعودية والسفارة المصرية بجواري، لم أكون أعود أبدا إلى بيتي، وقفوا جنبي من البداية وخاصة المستشار ياسر علواني، المستشار القانوني للسفارة المصرية، وأيضا الجالية المصرية في جدة".
ورفضت أن تتذكر لحظة القبض عليها في مطار ينبع بشنطة المواد المخدرة، مؤكدة "لحظة لا أتمنى أن أتذكرها مرة أخرى، بعدها قالوا لي إن التهمة التي توجه لي عقوبتها الإعدام، ففقدت الوعي ونقلوني المستشفى، وهناك قلت مش هتكلم غير في حضور محامي من السفارة، وبعد وقت قليل لقيت من يربت على كتفي ويقول لي اطمني يا أمي، ورغم عودة الروح لي ووجود من يدافع عني إلا أن الحزن لم يتركني لحظة".
وأضافت: "قضيت 42 يوم في السجن، كانت أيام سوداء عندما كانوا يغلقون الأبواب بالأقفال والترابيس عليا وأنا بمفردي، كنت أقول إني مش هطلع من هنا، وكنت أطلب من الشرطة أن يسمحوا لي أن أشم الهواء فقط خارج السجن، ورغم تعاطفهم معي، وتعاملهم لي كأنني أم لهم إلا أنهم كانوا يرفضون، لأنهم ميقدروش يكسروا القانون، وزهدت الأكل والشرب الفترة دي، وكنت أروح للتحقيق ساعات طويلة، ولكن لم أجد أحد يطمئنني بالخروج".
وأشارت إلى أنه بعد 42 يوم خرجت من السجن، ولكن على كفالة السفارة، وقالوا لي أنك ستظلين في السعودية حتى تنتهي القضية، ولم أعرف متى يمكن أن أعود لوطني، فذهبت إلى العمرة، وهناك وأمام الكعبة دعوت الله وقلت: "يارب أنا في حمايتك مش في حماية عبد"، وكنت أدعوا الله أن أعود إلى مصر.
وتمنت الحاجة سعدية، أن تلتقي الرئيس عبدالفتاح السيسي حتى تدعو الله له أن ينصره، وأن يقف بجوار الغلابة والمظلومين، فأنا أهم لحظة في حياتي عندما وصلت إلى المطار في مصر، وسجدت على الأرض ووضعت رأسي على التراب.