تحولت شقة كمال خليفة إلى ما يشبه مولد سيدنا الحسين أو سوق العصر و«شى لله يا سيدى إسماعين يا إمبابى»، عالم من كل جنس ولون جايين يسمعوا الشيخ إمام!
فتشت بحنية فاتعرفت على الفنان الكبير محيى اللباد والفنان جودة خليفة والفنان أحمد نور الدين والفنان عدلى رزق الله والفنان صلاح الليثى إنى ألاقى أو أعثر على المدعو حجازى الرسام؟ أبداً.. سألت جودة خليفة:
- تعرف حجازى فين دلوقتى يا جودة؟
ضحك وقال لى:
- وهو دا حد يعرف له طريق جرة دا ابن شياطين.
وفجأة زعق أحمد نور الدين:
- العشا يا جعانين العشا يا مسلمين.
أتارى كمال خليفة كان محضر لنا الأستاذ الحسينى المدرس سيد من يطبخ فى الليالى السودا على رأى محمد جاد!
وتصوروا ابن المجنونة الأستاذ الحسينى المدرس كان طابخ لنا كشك صعيدى فشر أى ست تطبخه وجالك الأكل يا جعان ياللى على لحم بطنك ونزلوا السادة الحضور على الأكل زى الوحوش الضارية وفى ظرف ربع ساعة كانت الصحون بتلمع والشاى فى الطريق إلى مجموعة الفنانين المفاجيع، وفى هذا الشأن قال جودة خليفة:
- أعوذ بالله من غضب الله العالم دى يا جدع كأنها ما شافتش أكل قبل كده.
ورد عليه الفنان عدلى رزق الله:
- وليه ما تقولش إنهم جايين ينتقموا من كمال خليفة؟
خلاصة الكلام وعلى صوت رشفات الشاى بدأ عود الشيخ إمام يغزو المشاعر والأسماع:
ناح النواح والنواحة
على بقرة حاحا النطاحة
والبقرة حلوب حاحا
تحلب قنطار حاحا
وتحول جميع الحضور إلى بطانة تردد خلف الشيخ إمام
حاحا..
حاحا..
ثم توالت الأغنيات التى لم يسمعها المصريون قبل هذا والمرحوم الشيخ إمام يتمتع بحاسة سادسة إزاء السميعة ولذلك غنى كما لم يغن من قبل، وأثناء الغناء كنت أبحث بعينى عنه هو فقط كمال خليفة مودليانى مصر الكائن الرقيق الذى يكاد يتلاشى لفرط رقته ونحافته لولا الابتسامة الساحرة التى تعلو محياه الحبيب وكان يستمع بمنتهى الرقة والنعومة إلا فى أغنية شعبان البقال حيث صفق بشدة وضحك بشدة أكثر عندما اختتم الشيخ إمام الأغنية بالجزء الأخير الذى يقول:
من بعد الجلابية
والفوطة الدبلان
فى رقبته المهرية
من هبش الأكلان
.... إلخ
حتى قال:
وسألت الخضرية وبتوع الدخان
ع الحكمة الإلهية
فى نظافة شعبان
وعرفت إن أخانا
شعبان ابن بهانة
اتجوز فنانة واتعين فنان
وفوجئت بكمال خليفة يتجه نحوى ويحتضننى بشدة ويسألنى:
- انت شيوعى يا أحمد؟
فأجبته على الفور:
البقية فى العدد القادم