طلاقهن أدخلهن فى «دائرة الممنوعات والرفض»: «اتحرمنا من أبسط حقوقنا»
مطلقات - صورة أرشيفية
حاصرتهن الكثير من العادات والتقاليد، وسلبت بعضاً من حقوقهن، كلمة «ممنوع» حرمتهن وأبناءهن من أبسط الحقوق.
من بين هؤلاء شيماء اليوسف، 24 عاماً، من قرية دلجا بمحافظة المنيا، التى أجبرتها عادات وتقاليد الصعيد على عدم استكمال تعليمها بسبب طلاقها. قهر كبير شعرت به منذ لحظة طلاقها فى سن صغيرة: «اتجوزت وأنا عندى 16 سنة، ولما اتطلقت كان نفسى أكمل تعليمى اللى اتحرمت منه»، صدمة كبيرة شعرت بها عندما قالت لها مديرة المدرسة جملة: «انتى مطلقة، ماينفعش تيجى المدرسة»، لحظة شعرت خلالها «شيماء» بأنها «وصمة عار» لكل من حولها: «الناس بتقول لى انتى مطلقة، وكأنى عاملة جريمة.. حتى أهلى بقوا يتعاملوا معايا إنى عبء تقيل بيحرجهم اجتماعياً».
قوة إرادة «شيماء» جعلتها تتحدى الظروف، حيث «التحقت بالمدرسة، تعليم منازل، ودخلت كلية آداب إعلام بنى سويف»، لكنها كلما اقتربت من تحقيق أحلامها كانت نظرة المجتمع لها أكثر ما يفسد عليها لذة الحياة، فضلاً عن ضغوط والديها، وقائمة الممنوعات الطويلة التى فرضاها عليها: «أنا حاسة رغم إنى باعافر علشان أحقق ذاتى، إنى محبوسة».
من الصعيد للإسكندرية، لم يختلف الوضع كثيراً، حيث كانت تجربة نجلاء أحمد قاسية أيضاً، رغم حالة الاحترام بينها وبين طليقها، إلا أن للمجتمع أحكاماً أخرى: «المجتمع بيقلل من المطلقة جداً، وبيرص لها قائمة ممنوعات مالهاش آخر، وكأن المطلقة سيئة السمعة»، صُدمت «نجلاء» عندما قدّمت لابنها بإحدى المدارس الخاصة: «أول ما شافوا كلمة مطلقة فى الورق ماعملوش إنترفيو، وإدونى ختم الرفض».
تساؤلات مختلفة دارت داخل رأس «نجلاء» عقب هذا الموقف: «أخدت الموضوع على كرامتى جداً.. زى ما يكون باتعاقب إنى أخدت قرار مهم فى حياتى هيريحنى ويعيشنى مرتاحة نفسياً»، محاولات عديدة قامت بها حتى وافقت إحدى المدارس التجريبية على قبول أوراق ابنها: «الموضوع مأثرش على نفسية الولد، هو لسه مش مدرك، لكن أثر عليا أنا، كنت باتمناله مدرسة أفضل وأقرب للبيت».
وعلى هذا المنوال، تتكرّر أوجه معاناة المطلقات، فبمجرد انفصال نهى موسى، التى كانت عضواً بأحد الأندية الشهيرة، عن زوجها، تم إلغاء عضويتها بالنادى، ومنعها من دخوله.