سن الخروج من الملعب.. الناشئون: «لو عديت العشرين ارضى بالقليل»
تأهيل الشباب نفسياً وجسدياً من قوانين اللعبة
إن أى لعبة شعبية تلعبها، سيكون اعتزالك لها يتوقف على السن التى تلتحق فيها بأحد الأندية، حيث يبدأ لعبها فى سن مبكرة من الرابعة للسابعة عشرة: «حتى يكون الطفل قادراً فى هذه المرحلة العمرية على استيعاب قوانين اللعبة، ويمكن تأهيله نفسياً وجسدياً للعب» على حد قول دكتور أحمد عطية، المدير الفنى لأكاديمية عرابى لكرة القدم، الذى ينتهى دوره عند سن الـ18، ولا يقبل مَن يتجاوز هذه السن: «أى سن بعد كده بيكون صعب تعلمه حاجة، لأنه بيكون معتمد على نفسه، ولا يمكن تغييره سلوكياً أو نفسياً للعب».
بعد أن يقضى اللاعب طفولته فى اللعبة ينتقل للعب فى فئة الناشئين بأحد الأندية، فإذا ظهر تميزه وموهبته فى عامه الـ18 أو الـ19، يتم ضمه للنادى للعب فى الدورى الممتاز إذا توافر مكان له، وإن لم يكن، أعاره لنادٍ آخر من الدرجة الأولى، ليسترده فيما بعد، ولكن لا تسير الأمور بهذا اليسر مع الكثيرين، فمن لا يثبت جدارته فى هذه السن، كما أوضح فتحى مبروك، رئيس قطاع الناشئين بالنادى الأهلى، لا يبقى عليه النادى، وينتهى به الأمر فى عامه الـ21 ليصبح لاعب «درجة ثانية»، لا يمكنه أن ينضم لفرق الدرجة الأولى كالأهلى والزمالك.
محمد عمارة: اعتزلت قبل ما أقعد احتياطى
بلغ منتصر بارح، اللاعب بنادى أسمنت أسيوط، عامه الـ21، وما زال لاعباً غير أساسى به، لسعيه للانضمام لأى من نوادى الدرجة الأولى، التى يحلم بالوصول إليها، تقدم لأكثر من نادٍ، حتى لا يفوته قطار السن، فيودع حلم عمره: «اللاعب بعد سن الـ22 سنة، لو فى نادى صغير هيفضل فيه لحد ما يكتشفوه أو يفضل فى النادى مغمور».
خمسة أيام فقط منعت مصطفى محمد، ابن مركز صدفا، من الالتحاق بنادى أسيوط: «قدمت ورقى كله وقالولى أنت عندك 21 سنة و5 أيام، كان ممكن ناخدك لو أقل يوم أو يومين». ليبتعد بعد ذلك تماماً عن اللعب، ويصرف عنه كل صغير فى بيته حتى لا يواجه مصيره: «أولاد عمى وإخوتى بيحبوا لعب الكورة زيى، وأكتر بس بعد ما كل الأندية اتقفلت فى وشى، بقيت أقول لهم ذاكروا أحسن ما تلعبوا» متذكراً صباه الذى تهرب فيه من دروسه ليتبع تلك الكرة التى شغفها حباً، يتابع بندم: «كنت باهرب فى ثانوى من الدروس علشان أتمرن مع أصحابى، وده كان بيسبب لى أزمات كبيرة مع أسرتى خاصة أبويا اللي كان عايزينى أبتعد نهائى عن الكرة وأركز فى دراستى وفى الآخر دخلت كلية تجارة وما نفعتنيش الكورة، وبقيت «كاشير» فى مطعم.
حينما قارب محمد عمارة، لاعب النادى الأهلى السابق، عامه الـ32، أعلن اعتزاله، مفكراً فى مستقبله المهنى فى اللعبة وما بعدها، رافضاً فكرة أن يقل مستواه، لتقدمه فى السن: «ما تخيلتش أن المدرب ما يعتمدش عليّا كلاعب أساسى، وأقعد احتياطى»، مؤثراً بذلك الاعتزال مبكراً عامين، ليحتفظ بما حققه: «أنا حصلت على لقب أحسن لاعب فى أفريقيا مرتين، واحترفت فى ألمانيا». ليختتم مسيرته بما يليق به، ويبدأ التخطيط لحياته فيما بعد: «اشتغلت مدرب فترة فى النادى وحلّلت ماتشات».