بعد ما انفض مولد «المونديال».. البياعين: مين يشترى «التيشرتات» منى؟
تيشرتات «صلاح» الأعلى توزيعاً بين الأطفال
على أرصفة ميدان العتبة، افترش «محمد»، ذو الـ15 عاماً، بضاعة عم «شريف»، التى احتفظت بمكانها منذ سنوات، هنا يبيع الملابس الرياضية من «تيشرتات» النجوم والمنتخبات إلى «الشورتات الرياضية»، يبيع ويجاهد فى الفصال، ولكن: «الناس حفظت الأسعار ومبقتش مستحملة مناهدة»، أما عن اختفاء تيشرت المنتخب الوطنى فى فرشته، فيقول: «تيشرتات صلاح كانت نار وبتتباع، دلوقتى الموسم انفض».
يبلغ سعر تيشرت المنتخب على فرشة «الشريف» من 35 لـ55 جنيهاً: «وما تسألنيش كنت ببيع قد إيه، ده رزق»، لم يكن يعرف أن كأس العالم ما زال يلعب، وذلك يبرر عدم وجود قمصان المنتخبات الحالية، لكن حتى إذا وجدت: «محدش بيسأل عليها ولا بيطلبها».
أما «مصطفى»، الذى يرتدى قميص المنتخب المصرى، فيقول: «لو أعرف إننا هنخسر كده ماكنتش خدته»، حصل «مصطفى» على التيشرت من خلال تجميع عدد من غطاء أحد المشروبات الغازية للحصول على القميص الذى لا يزال يرتديه رغم الخروج المبكر من المونديال.
«محمد»: قمصان «صلاح» كانت بتتباع زى النار و«المنتخب» ماحدش بيطلبها
كان هوس محلات الملابس والأدوات الرياضية أن تحظى بمكسب تجارى يعتد به وفقاً لما قاله محمد إمام، صاحب محل دار البستان: «من ساعة حادثة بورسعيد والدنيا وقفت، كان الجماهير بتيجى تشترى الزمامير والأعلام»، ليأتى كأس العالم وعودة موضة شراء قمصان المنتخبات المحببة: «فى المقام الأول تيشرتات منتخب مصر وبعدها البرازيل، والاتنين خرجوا»، تمر الأمهات من على أبواب المحل لتسأل عن شراء أحد القمصان لأطفالها، ليقاطعها أحد الشباب، ويسأل عن وجود تيشرت منتخب فرنسا: «مفيش غير البرازيل والأرجنتين دلوقتى»، تتراوح الأسعار من 65 للقميص المحلى، من 110 لـ165 المنتج المستورد: «والاتنين كانوا بيتباعوا»، بينما يقتصر البيع على أدوات التدريب: «شنكار وأقمعة وشنطة كور». فى مكتب توزيع الأقمصة بمكتب بهاء وليم للملابس الرياضية، رأى «فادى بهاء» أن صناعة الأقمصة لا تنتهى، فهم ملزمون بتوريد الأقمصة لكافة الأكاديميات دون النظر لمواسم بعينها، سواء كأس عالم أو غيره: «70 دستة بس نزلوا قبل المونديال بيومين وخلصوا ومكررناهاش تانى»، لم يغامر فادى خوفاً من نتائج المنتخب، وهو ما كان.
صناعة التيشرت أصبحت للأهمية وليست للترفيه، ففى مكتب هانى وليم توجد العشرات لأكاديميات الكرة: «موسم طول السنة»، كما قال كابتن شعبان فتحى، مدير فنى أكاديمية طلائع المستقبل، حيث يبيع الأطقم بسعر 75 جنيهاً: «مش بنسمسر فيها»، وهو ما أكده فادى أيضاً: «لو عايز طقم كويس بـ60»، لا يبالى مكتب هانى وليم بأقمصة المنتخبات أو الأندية، إنها تصميمات سادة «للتدريب» تتغير كل عام على مدار 16 عاماً، عمر ذلك المكتب، «كأس العالم ميلزمناش قوى»، بينما بلغ سعر القميص المصرى عبر موقع الشركة المصممة 69.95 جنيه إسترلينى، ما يعادل 1620 جنيهاً.