طارق فهمي عن محاولة اغتيال مادورو: التصريحات تشير لتورط جهاز أمني
أثناء محاولة اغتيال رئيس فنزويلا
محاولة اغتيال تعرض لها الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، بطائرات دون طيار تحمل متفجرات حاولت استهدافه أثناء استعراض عسكري، لكنه غادر مكان العرض، قبل أن يعلن أن إصابة 7 عسكريين في الحادث.
في بادىء الأمر اتهم الرئيس الفنزويلي جارته كولومبيا بتدبير محاولة الاغتيال، واستكمل بأن "كل شيء يشير" إلى مؤامرة يمينية تقول التحقيقات المبدئية إنها دبرت في كولومبيا المجاورة، مشيرًا، دون ذكر تفاصيل، إلى أن عدة جناة اعتقلوا، حسب ما ذكرت وكالة رويترز.
ولكن أعلنت جماعة غير معروفة تطلق على نفسها اسم "الحركة الوطنية لجنود يرتدون قمصانا" مسؤوليتها عن الهجوم، وفي سلسلة من التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي، قالت الجماعة إنها خططت لإطلاق طائرتين بلا طيار ولكن قناصة أسقطوهما.
وقالت الجماعة، حسب رويترز: "أثبتنا أنهم غير محصنين، لم ننجح اليوم ولكنها مسألة وقت فقط".
وتقول هذه الجماعة إنها أنشئت عام 2014 لتجميع كل "جماعات المقاومة" الفنزويلية.
وصف دكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، ما يحدث بأن الصورة غير واضحة وهناك حالة من الضبابية بسبب التصريحات المتضاربة سواء من كولومبيا أو فنزويلا.
وأضاف فهمي، في تصريح لـ"الوطن"، أن دول أمريكا اللاتينة أعلنت موقفها وأنها غير مسؤولة عما جرى اليوم، بينما الجماعة التي أعلنت مسؤوليتها هي من التنظيمات الإرهابية وليست من حركات المعارضة، فمن المؤكد أنها حظيت بدعم دول أو حركات معارضة، ولكن التصريحات المتعجلة تشير لتورط جهاز أمني، وهو غير مستبعد، فدول أمريكا اللاتينية روعت العالم بحركات انقلابية عديدة واغتيالات وتصفيات، ففي كل الأحوال فإن المنطقة ستشهد حالة من عدم الاستقرار.
"سيناريو مفتوح يحتمل كل الخيارات"، ملخص ما يراه فهمي خاصة وأن الرئيس الفنزويلي مستهدف من أكثر من جهاز مخابرات في العالم، وبالتالي الاتهام ليس موجه لدولة بعينها فقط، وإن صرح الرئيس باتهامه لكولومبيا نظرًا لتوتر العلاقات بين البلدين، فإن من المؤكد وجود أطراف أخرى خارج الدائرة المُعلنة.
يذكر أن مادورو فاز بفترة رئاسية جديدة مدتها 6 سنوات في مايو ولكن خصومه الرئيسيين نددوا بهذه الانتخابات وزعموا حدوث مخالفات ضخمة، وتشهد فنزويلا منذ 5 سنوات أزمة اقتصادية حادة أدت إلى تضخم كبير وهجرة جماعية.
وخلال الحادث، كان مادورو يلقي كلمة عن الاقتصاد الفنزويلي عندما اختفى الصوت فجأة وانقطع الإرسال التلفزيوني، ونظر مادورو وآخرون على المنصة إلى أعلى وقد بدا عليهم الذهول.