"من أم كلثوم للخديوي إسماعيل".. تماثيل المحروسة تطلب النجدة
تمثال الخديوي إسماعيل
انتقد سامح الزهار، المتخصص في الآثار الإسلامية والقبطية، ما اعتبره "تشويها" لتمثال الخديوى إسماعيل بمدينة الإسماعيلية بعد طلائه باللون الأسود الداكن، ليتغيره لونه الأصلي تماما، قائلا: "شكلت وزارة الثقافة لجنة منفردة بالمخالفة للقانون (وهي غير متخصصة) التي استخدمت فُرَشا حديدية (سلك)، فكانت النتيجة إزالة اللون (الأصلي) وحدوث تشوهات بجسم التمثال نتيجة صلابة وحدة تلك الفُرَش"، مشيرا إلى أن اللجنة لا يوجد بها خبراء ترميم على الإطلاق.
وأضاف "الزهار"، في تصريحات لـ"الوطن": "خلال العشر سنوات الأخيرة ظهر في ميادين مصر أكثر من 30 تمثالا حديثا مشوها منها تماثيل للسيدة أم كلثوم ولأحمد عرابي والعقاد ولبعض ملوك مصر القديمة وحتى بعض التماثيل غير الآدمية مثل النسخة الرديئة من أسود قصر النيل، فضلا عن إفساد وتشويه التماثيل الأصلية عن طريق تجديدها بمنتهى العبثية وليس ترميمها بالطرق العلمية الصحيحة على يد متخصصين".
وكانت تماثيل، تمثل قيمة فنية، قد تعرضت للتشويه أثناء ترميمها مثل تمثال "كوكب الشرق" أم كلثوم بحي الزمالك الذي دُهن بـ"الدوكو"، وتمثال رائد نهضة العلم رفاعة رافع الطهطاوي في محافظة سوهاج، تعرض أيضا للتشويه، ما أثار الجدل حوله بعد خروجه بصورة سيئة عقب ترميمه من الوحدة المحلية، فضلا عن تشويه تمثال أحمد عرابي بميدان المرور بقرية "هرية رزنة" التابعة لمركز الزقازيق المصنوع من الجرانيت، عندما تم طلاؤه باللون الأخضر.
وأرجع "الزهار" سبب انتشار الظاهرة هو العبث الشديد في كل ما يخص الذوق العام والحالة الثقافية، إذ يحاول القائمون على إدارة المحليات بمحافظات مصر المختلفة التدخل فيما لا يعنيهم مع غياب الرادع القانوني والتراجع الكبير في أداء بعض المسؤولين، لذلك تكون النتيجة هي فقد أثر مهم أو تشويه تمثال حديث، هذا فضلا عن إهدار المال العام.
وفي سبتمبر 2016 أصدر المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، قرارا بحظر ترميم أو وضع تماثيل أو لوحات جدارية أو أى منحوتات بالميادين العامة بمحافظات الجمهورية إلا بعد الرجوع إلى وزارتي الثقافة والآثار كل فيما يخصه.
ولفت الزهار إلى أن المحافظين والقائمين على الإدارة المحلية لا يلتزمون في أغلب الأمر بهذا القرار، ففي قضية تمثال الخديوي إسماعيل الأخيرة أيضا هناك إجراء خطأ قامت به وزارة الثقافة وهي تشكيل لجنة من قطاع الفنون التشكيلية لمحاولة ترميم التمثال، ذلك الأمر الذي يستوجب أن تكون اللجنة مشتركة وبعضوية خبراء ترميم وزارة الآثار حتى وإن كان التمثال غير أثري.
وأكد الزهار ضرورة التفات البرلمان لهذا الأمر جيدا وأن يسن مجموعة من القوانين والتشريعات، التي من شأنها حماية الوجه الثقافي لميادين مصر التي تعد تماثيلها ومنحوتاتها وجدارياتها بمثابة متاحف مفتوحة تضفي طابع مصر الثقافي على ذلك الفراغ العام، مشيرا إلى مصر كانت رائدة في مجال النحت والترميم لسنوات عديدة.