المنوفية.. «الشهداء» يعمم «الزراعة النظيفة» بدلاً من الأسمدة
الزراعة النظيفة
زراعتان لمحصول واحد، وفى نفس الأرض، إلا أن الفارق بينهما شاسع، إحداهما تمت زراعتها بالطرق التقليدية وباستخدام الأسمدة الكيماوية، بينما الأخرى تمت زراعتها باستخدام تقنيات «الزراعة الحيوية»، فى ظاهرة بدأت تنتشر بين مئات الفلاحين بقرى مركز الشهداء بمحافظة المنوفية، تطبيقاً لتجربة تبناها معهد البحوث الزراعية والهندسة الوراثية بجامعة المنوفية، بهدف تعظيم إنتاجية الفدان بأقل تكلفة، وباستخدام كميات قليلة من المياه، لإنتاج محاصيل آمنة، تساعد على زيادة الصادرات المصرية من المحاصيل الزراعية.
صاحب التجربة، الدكتور محمد فتحى سالم، الأستاذ بالمعهد، أخذ على عاتقه الاستفادة عملياً بنتائج بحوثه الزراعية، ونقلها إلى المزارعين فى حقولهم، بعيداً عن تعقيدات الروتين الحكومى، وبالفعل بدأ فى تطبيق برنامجه لنشر الزراعة الحيوية فى مئات الأفدنة بمركز الشهداء، بمبادرة شخصية، يعاونه فريق من طلاب كلية الزراعة، بهدف القضاء على العديد من المشكلات المزمنة التى يعانى منها قطاع الزراعة فى مصر، وترشيد استهلاك المياه، بالإضافة إلى رفع المستوى المعيشى للفلاحين، من خلال مضاعفة الإنتاج، ومساعدتهم على فتح أسواق لمحاصيلهم بالخارج.
«الوطن» رصدت التجربة الرائدة بنشر الزراعة الحيوية، من خلال زيارة عدد من الحقول التى تم زراعتها بمحصول «الفاصوليا»، حيث بدا الفارق شاسعاً بين الزراعات بالطريقة التقليدية، ونظيرتها باستخدام تقنيات الزراعة النظيفة، وبادرنا «رضا أحمد مازن»، أحد المزارعين، بقوله: «أنا فلاح أباً عن جد، وأعمل فى الزراعة منذ أن كنت طفلاً، وهذه الأراضى مشهورة بزراعة الفاصوليا، ولكننى بعد تطبيق التجربة الجديدة، أشعر بأننى أول مرة أزرع فيها فاصوليا»، مشيراً إلى أنه لجأ إلى «الزراعة النظيفة» نظراً لانخفاض تكلفتها، وبعد أن أصبحت مهنة الزراعة غير مجدية، بسبب ارتفاع أسعار الأسمدة الكيماوية، واضطرار الفلاحين إلى شرائها من السوق السوداء، بأسعار مضاعفة.
«سالم»: البرنامج يهدف إلى إنتاج غذاء آمن.. وفلاحون: تكاليفه منخفضة
ومن جانبه، قال الدكتور «سالم» إنه بدأ بتطبيق برنامج الزراعة الحيوية، أو المعروفة باسم «الأورجانيك»، فى مئات الأفدنة بمركز الشهداء، باعتباره أحد أهم مراكز إنتاج الفاصوليا فى مصر، باستخدام «أسمدة عضوية»، تم إنتاجها بمعرفة فريق بحثى، وأظهرت نتائج مبشرة، وأكد أن البرنامج يهدف فى المقام الأول إلى إنتاج «غذاء آمن»، بدون استخدام أى أسمدة كيماوية.
وأضاف أستاذ البحوث الزراعية أن البرنامج نجح فى تقليل مقننات المياه المستخدمة، وأشار إلى أن البرنامج كان تركيزه ينصب على رفع المستوى المعيشى للفلاحين، من خلال خفض تكاليف الزراعة إلى الربع تقريباً.