نصيحة «عبير» و«هويدا» لزبائن «الأضحى»: اشترى الحلويات
الأختان «عبير» و«هويدا» فى سوق إمبابة
تُمسكان بالسكين وتتسابقان فى تقطيع اللحم الجملى والكوارع، فتتهافت معهما قلوب المارة بشارع سيد محمد بكر بعزبة الصعايدة بإمبابة، ويسارعون بالشراء استعداداً لعيد الأضحى. ألم شديد فى الذراع تشعر به عبير فاضل وشقيقتها «هويدا» أثناء التقطيع مع تزايد عدد الزبائن وعدد ساعات العمل بسبب الموسم، فتختلسان بضع دقائق للراحة ثم تواصلان العمل. تحكى «عبير» الشقيقة الكبرى، عن مهنتها التى جنت منها إصابات عديدة، وألماً متواصلاً: «اتعودت عليه، والدنيا بتمشى وبنشتغل».
تعلمت «عبير» مهنة الجزارة من والدها، فمنذ أن كان عمرها 7 سنوات، كانت تدخل معه المطبخ، ولا تهاب منظر الذبح، وكأنها فى رحلة أو فسحة مع والدها: «اتولدت تقريباً فى المدبح، حبيت الشغلانة، كنت ببقى فرحانة أوى، وأنا مع أبويا».
تتذكر الابنة الكبرى أول مرة تجرأت وأمسكت بالسكين وكان عمرها 10 سنوات، ومن وقتها تعلمت أسرار المهنة وأدواتها، وصرفت من ريعها على أولادها وعلّمتهم، دون أن تشعر يوماً بالخجل منها كسيدة فى مجال معظم شاغليه من الرجال: «اتعلمتها وأنا صغيرة من أبويا وعلشان كده بقت كل حياتى. إدتنى قوة، وصبر، غير إنى أصلاً بحب آكل الحلويات». توفى والدهما منذ خمس سنوات، لكن نصائحه لهما ظلت باقية، أهمها الشجاعة وعدم الخوف من أى شىء: «أبويا قالى ما تخافيش من أى حاجة، واتعلمت منه كمان الحِنية والصبر». ما زالت «هويدا» تذهب إلى السلخانة مع شقيقتها، النهج الذى تتبعه منذ الصغر، فلا تمل يوماً ولا تكل: «كل صعب لو حبيته هيبقى سهل، والشغل مش عيب». الإقبال على اللحم الجملى والحلويات، يفوق الكندوز، بحسب الشقيقتين: «نضيف، ومفيد، وكمان أرخص».