«السيسى» فى أسيوط اليوم لافتتاح «القناطر» أكبر مشروع مائى «متعدد الأغراض» على نهر النيل
قناطر أسيوط الجديدة تستعد للافتتاح
أنهت محافظة أسيوط استعداداتها لاستقبال الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى من المقرر أن يزور المحافظة اليوم، لافتتاح مشروع قناطر أسيوط الجديدة ومحطتها الكهرومائية، وهو أكبر مشروع مائى يجرى تنفيذه على نهر النيل، بعد «السد العالى»، واستغرق تنفيذه 6 سنوات من العمل المتواصل، بمشاركة أكثر من 6 آلاف مهندس وفنى وعامل، بتكلفة إجمالية بلغت نحو 6.5 مليار جنيه، بتمويل مشترك من الحكومتين المصرية والألمانية، وذلك لتحسين الرى فى مساحة 1.6 مليون فدان تقع بـ6 محافظات وتضم هويسين ملاحيين ومحطة كهرباء تنتج 32 ميجاوات، وتوفر وقوداً بـ100 مليون جنيه سنوياً.
وقال الدكتور محمد عبدالعاطى، وزير الرى، إنه تم تنفيذ القناطر الجديدة فى ثلثى عرض المجرى الرئيسى بطول 850 متراً، وغلق الثلث الباقى والبالغ 350 متراً، لافتاً إلى انخفاض الفتحات من 111 فتحة إلى 8 فتحات ليتم استخدامها للطرق، وأعمال الصيانة والتشغيل للقناطر، على أن يتم إمرار التصرفات المائية عبر فتحات محطة الكهرباء الواقعة منتصف عرض القناطر، وفقاً للتصرفات المائية، حيث تقوم الفتحات بحفظ التوازن بين مناسيب المياه التى تحتاجها محافظات الوجه البحرى أمام وخلف القناطر، مع ملاحظة أن أولوية توفير المياه تكون لتشغيل محطة الكهرباء وتستوعب الفتحات إمرار 250 مليون متر مكعب يومياً فى فترة أقصى الاحتياجات المائية خلال موسم الصيف الزراعى.
وزير الرى: نفذنا المشروع باستخدام أحدث التكنولوجيا الحديثة المقاومة للزلازل حتى مقياس 8 ريختر.. وتعادل السد العالى
وأوضح «عبدالعاطى»، فى تصريحات لـ«الوطن»، على هامش جولته التفقدية للقناطر أمس، أن «القناطر تم تنفيذها باستخدام أحدث التكنولوجيا الحديثة ومقاومة للزلازل حتى مقياس 8 ريختر، وتعتبر أحدث منشأ مائى على مجرى النيل الرئيسى وتعادل فى أهميتها إنشاء السد العالى، وتوفر المياه لـ6 محافظات»، لافتاً إلى أن القناطر القديمة كانت تضم 111 فتحة. بينما الجديدة تضم 8 فتحات وهويسين ملاحيين، والخرسانة الحديثة والتقنيات الجديدة ساعدت على تقليل الفتحات لقدرتها على التحكم فى سرعة سريان المياه والتحكم فى المناسيب التى يتم صرفها خلف القناطر، وحفظ توازن المناسيب أمام وخلف القناطر، إضافة إلى وجود الأهوسة الملاحية وقدراتها على زيادة معدلات مرور السفن السياحية فى وقت قصير دون انتظار الدور، كما كان يحدث فى القناطر القديمة.
وقال مصدر إنه من المقرر أن يفتتح الرئيس عبدالفتاح السيسى متحفاً للفن التشكيلى بمقر قناطر أسيوط الجديدة، الذى يجسد مسيرة العطاء ويؤكد أهمية نهر النيل من المنبع إلى المصب، والعلاقة بين الماضى والحاضر والتى نفذها ملتقى سلسبيل النيل برئاسة الفنان التشكيلى أحمد عبدالجواد، والتى سجل من خلالها الفنانون التشكيليون المشاركون فيه ملحمة العطاء التى قام بها أبناء الوزارة على مدى 6 سنوات هى عمر إنشاء المشروع، ويضم أعمالاً فنية وإبداعية ضخمة شارك فيها كبار فنانى مصر تعبيراً عن أهمية نهر النيل من المنبع إلى المصب مروراً بدول حوض النيل، والتأكيد على أهمية العلاقة بين الماضى والحاضر.
وأكد محافظ أسيوط، المهندس ياسر الدسوقى، أنه تم الانتهاء من الاستعدادات الأخيرة لافتتاح مشروع القناطر الجديدة، مشيراً إلى تقديم الدعم والمساعدة والتنسيق بين الجهات المعنية بوزارة الموارد المائية والرى والشركات المنفذة للمشروع، ودعم الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، والمنطقة الجنوبية العسكرية، ليخرج المشروع العملاق إلى النور، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى، لافتتاحه رسمياً، وسط عدد من المشروعات التنموية والخدمية ببعض المحافظات، والتى من المقرر افتتاحها خلال الزيارة المرتقبة للرئيس، بحضور عدد كبير من الوزراء.
مصدر: الرئيس سيفتتح متحفاً للفن التشكيلى.. وسفير ألمانيا: نفخر بالمشاركة فى تنفيذ أكبر مشروع تنموى بمصر
ووصف المحافظ مشروع قناطر أسيوط الجديدة بأنه «أكبر مشروع مائى متعدد الأغراض على نهر النيل»، حيث يسهم فى تحسين الرى فى مساحة تبلغ نحو مليون و650 ألف فدان، موزعة على محافظات أسيوط والمنيا وبنى سويف والفيوم والجيزة، بالإضافة إلى إنتاج 32 ميجاوات من الطاقة الكهربائية سنوياً، وإنشاء كوبرى علوى لربط ضفتى نهر النيل بعرض 4 حارات، وبحمولة 70 طناً، معتبراً أن المشروع بمثابة «سد عالى» جديد، له مردود كبير على المحافظة، خاصةً فى قطاعى الرى والكهرباء.
وبالنسبة للمحطة الكهرومائية، فقد لفت «الدسوقى» إلى أنها تتكون من 4 توربينات أنبوبية، بطاقة إنتاجية إجمالية تبلغ 32 ميجاوات، بما يساعد على توفير نحو 50 ألف طن من الوقود، بقيمة 300 مليون جنيه سنوياً، فضلاً عن مساهمتها فى تقليل انبعاثات ثانى أكسيد الكربون، من خلال توليد طاقة نظيفة وصديقة للبيئة، وأشار المحافظ إلى أن المشروع أسهم أيضاً فى إعادة تأهيل «جزيرة بنى مر»، برفع منسوبها لأعلى منسوب للمياه خلف القناطر الجديدة، ليتمكن المزارعون من زراعتها طوال العام، بعد أن كان يتم زراعتها لموسم واحد فقط، وتغمرها المياه معظم شهور السنة. وأشار «الدسوقى» إلى أن المزارعين الذين أضيروا من جراء إنشاء القناطر، تم تعويضهم من قبل الدولة، حيث تم تسليم شهادات «أمان» لعدد 45 مستفيداً من أهالى «جزيرة بنى مر»، والمتضررين من تهذيب الجزيرة، لخلق المجرى المائى المناسب للتصرفات المطلوبة ضمن المشروع القومى لإنشاء قناطر أسيوط الجديدة، ومحاولة التوفيق بين أملاك الدولة والمنتفعين، بإجمالى تعويضات بلغ 4 ملايين و193 ألف جنيه، بدعم من وزارة التضامن الاجتماعى، لمساحة 29 فداناً و3 قراريط و8 أسهم، بالإضافة إلى توزيع 5 شهادات «أمان» لكل مستفيد، بإجمالى 145 ألف جنيه، بدعم من جمعية «الأورمان».
أما مدير المشروع، المهندس مجدى عباس، فأكد لـ«الوطن» أنه تم إنشاء قناطر أسيوط الجديدة بتمويل مشترك من الحكومتين المصرية والألمانية، وبلغت مساهمة الحكومة الألمانية فى تمويل هذا المشروع ثلثى التكلفة، أى 311 مليون يورو، من إجمالى 474 مليون يورو، هى القيمة الإجمالية لتكلفة إنشاء القناطر، موضحاً أن الجزء الأكبر من المساهمة الألمانية عبارة عن قروض ميسرة، قدمها «البنك الألمانى للتنمية»، وقال إن مشروع قناطر أسيوط الجديدة والمحطة الكهرومائية التابعة لها، تشكل مكوناً مهماً فى نظام الرى، وتسهم بصورة مباشرة فى تنمية صعيد مصر.
وأضاف أن تنفيذ المشروع استغرق 6 سنوات من العمل المتواصل، بمشاركة فرق عمل من وزارة الموارد المائية والرى، والشركة القابضة للكهرباء، وقطاع التعاون التنموى الألمانى، كما ساعد فى توفير 6 آلاف و800 فرصة عمل مؤقتة، خلال مراحل التنفيذ.
وأشاد السفير الألمانى بالقاهرة، يوليوس جورج لوى، عبر الصفحة الرسمية للسفارة، بنجاح إنجاز مشروع قناطر أسيوط الجديدة، قائلاً: «تفخر ألمانيا بأن تكون شريكاً مهماً لمصر فى هذا المشروع الناجح، الذى يُعد أضخم مشروع تنموى ألمانى يُنفذ فى مصر».