البحيرة: مزارعو كفر الدوار يصرخون: «الأرز بيموت بسبب نقص المياه»
أحد المزارعين يشتكى من نظام الرى المطور
اشتكى عدد كبير من ملاك ومستأجرى الأراضى الزراعية فى قرى كفر الدوار، بمحافظة البحيرة، من جفاف أراضيهم المنزرعة بمحصول الأرز، وأكدوا أن إدارات الرى تجاهلت شكاواهم بخصوص تلف ماكينات الرى المطوَّر، ولم تهتم بتشغيل الماكينات أو صيانتها قبل موسم الأرز، الذى يحتاج بطبيعته مياهاً أكثر من أى محصول آخر، وقبل أن يلتقط الفلاح البحراوى أنفاسه من قرار تحديد الأرض المنزرعة بالأرز، والذى حرم الآلاف من خير هذا المحصول، حاصرته أزمة نقص المياه.
ووجّه الفلاحون الاتهامات إلى مشروع «الرى المطور» الذى نفذته الحكومة فى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك، ولم تهتم وزارة الرى بصيانته أو متابعته منذ تشغيله، وتركت الفلاحين يواجهون مصيرهم أمام حجرات ماكينات الرى التى تتعطل أكثر مما تعمل.
«محصول الأرز بيموت داخل الأراضى بسبب نقص المياه»، بهذه الكلمات بدأ «عبدالقادر خليف»، مزارع بقرية «بردلة»، التابعة لمركز كفر الدوار، حديثه مع «الوطن»، وقال إن نحو 163 فداناً مزروعة بالأرز، من أصل 2000 فدان، مهددة بالتلف، بسبب نقص المياه، بعد أن تركت إدارة الرى المزارعين تحت رحمة «دورة الرى»، التى حددتها الإدارة بما لا يتناسب مع محصول الأرز، وعدد غرف الرى المطور الموجودة بالقرية، وهو ما لا يكفى هذه المساحة من الأرض المنزرعة بالأرز، ولا يغطى احتياجات الأراضى المجاورة المنزرعة بالمحاصيل المختلفة.
فلاحون يتهمون مشروع «الرى المطور».. والنقيب يطالب بحل سريع لإنقاذ آلاف الأفدنة
وأضاف أن هناك غرفتين فقط للرى يتم من خلالهما رى أكثر من 2000 فدان، ولم تنحصر المشكلة فى عدد الغرف فقط، بل فى كيفية عملها، حيث إن الغرفتين لا تعملان بصورة منتظمة، وتحدث بهما أعطال كثيرة، ويتأخر عنهما المختصون بالصيانة، مما تسبب فى نقص المياه داخل الأراضى الزراعية، مشيراً إلى أن «الكارثة الكبرى» هذا الموسم أن 163 فدان أرز مهددة بالتلف.
ومن جانبه، قال نقيب الفلاحين فى البحيرة، المهندس حمدى شعبان، إنه على الرغم من أن سعر محصول الأرز هذا العام يرضى الفلاح بشكل عام، إلا أن الأزمة الكبرى التى تهدد مئات المزارعين بقرى كفر الدوار هى نقص المياه بالترع الرئيسية، ومن خلال رصد الأسباب اتضح أن المخلفات الزراعية الملقاة فى الترع والمصارف تهدر كميات كبيرة من المياه، وتوقف ماكينات الرى المطور عن عملها بسبب الأعطال المستمرة، مما يهدر فرصة الحصول على حصة الأرض من المياه، مطالباً مسئولى الرى بإيجاد حلول سريعة وجادة لهذه الأزمة، التى تهدد آلاف الأفدنة بالبوار.
وأضاف «شعبان» أن موسم الأرز فى البحيرة يستغرق 3 شهور، بداية من شهر سبتمبر حتى آخر نوفمبر، حيث يتم حصد أرز «جيزة 177» على مدار شهر سبتمبر، و«جيزة 102» فى شهر أكتوبر، أما «جيزة 101» فيتم حصده من منتصف أكتوبر حتى آخر نوفمبر، وخلال هذه الفترة يخصص الفلاح جميع وقته لرعاية المحصول، وتوفير ما يحتاجه من مياه، وأكد أن أى خلل فى نظام الزراعة والرى يؤدى إلى تلف المحصول، وإهدار المال والجهد على كثير من الفلاحين.