حكومة شبابية لدعم "مدبولي": سنتعاون مع رئيس الوزراء بالأفكار والأطروحات
أحمد مقلد
أكد وزراء الحكومة الشبابية التي تم تشكيلها يوم الاثنين الماضي والتي تتكون من أحزاب "الوفد والجيل والحركة الوطنية والغد والمؤتمر ومصر الحديثة" أنهم سيتعاونون مع حكومة المهندس مصطفى مدبولي رئيس الوزراء الحالي، ويرفضون مصطلح حكومة "الظل"، لافتين إلى أن حكومتهم وظيفتها تقديم المشورة وإنتاج سياسات تساهم في تقدم مصر.
وأشار أعضاء الحكومة في أول حوار لهم مع "الوطن" إلى أن الهدف الأساسي من وراء تشكيل هذه الحكومة هو تقديم نموذج الوزير السياسي وليس التكنوقراط.
وبدوره قال أحمد مقلد رئيس وزراء الحكومة الشبابية التي تشكلت من أحزاب إن الحكومة الجديدة ستعقد أول اجتماع لها بعد عيد الاضحى، لافتا إلى أن المجموعة الوزارية ستفتح نقاش واسع حول عدد من القضايا، وبمجرد ان تصل لتصور أو رؤية متكاملة في أحد الملفات، سوف تتواصل مع المسؤلين في حكومة المهندس مصطفي مدبولى رئيس الوزراء.
وأضاف مقلد، لـ"الوطن" أن اعضاء الحكومة يعتمدون على الخبراء في أحزابهم ويعملون في إطار إئتلاف يضم وزراء من تيارات فكرية مختلفة، مشيرا إلى أنهم لم يشكلوا حكومة ظل ولكنهم شكلوا حكومة سياسية تبرز دور الشباب السياسي في تبني سياسات تساهم في تقدم الدولة المصرية، منوها إلى أن الحكومة ستستعين بخبراء في كافة المجالات والتخصصات.
ولفت إلى أن التواصل سيكون بين أعضاء الحكومة رقميا وتكنولوجيا عبر الإنترنت، منوها إلى أن التواصل الرقمي سيجعل الحكومة أكثر قدرة على الانجاز وتحقيق أهدافها.
وقالت مونيكا ويليام مسؤولة وزارة التنمية الإنسانية بالحكومة الشبابية الجديدة، إن خط سير العمل بالحكومة خلال الفترة المقبلة، سيكون من خلال شقين أساسيين أولهما دمج الوزرات مع بعضها البعض للتقليل من عددها بمعني أن تكون هناك وزارة واحدة فقط مسؤولة عن الحقبة الاقتصادية وأخرى للحقبة الصحية، لخلق نوع من التنسيق والتكامل بين الوزرات بشكل أكثر مرونة، لافتة إلى أن تقسيم الوزارات لحقائب سيجعل الوزراء الشباب على علم بكل القرارات التي اتخذتها الوزرات الأخرى.
وأضافت "ويليام"، أن الشق الثاني في خطة عمل الحكومة الشبابية تمثلت في استحداث ثلاث وزارت جديدة كوزارة النقل البحري والنهري وصيد أعالي البحار، والتنمية الإنسانية، وريادة الأعمال والمشروعات المتوسطة والصغيرة، لوجود ضرورة ملحة في إنشاء هذه الوزرات لتحقيق التنمية وتعزيز الهوية المصرية والاستفادة المُثلى من الموارد المادية والبشرية.
وتابعت: "أن الحكومة الشبابية الجديدة لا تحمل صفة المعارضة وإنما ستعمل على معاونة حكومة المهندس مصطفى مدبولي وستقوم بتقديم أطروحات مساعدة لتكون يد العون للحكومة في مواجهة المشكلات والقضايا الموجودة، مشيرة إلى أن التنسيق بين الوزرات الفعلية الموجودة بالفعل، سيكون إما من خلال استضافتهم في مقر الحكومة الشبابية لطرح الرؤى المختلفة عليهم، أو عمل زيارات لهم في مقر وزراتهم أو بمجلس الوزراء".
وأوضحت، أن الحكومة ستعمل بشكل رقمي لتكون ثاني حكومة حزبية على مستوى العالم تلجأ للتعامل الرقمي من خلال توافر كل المعلومات الخاصة بالحكومة عبر موقعها الرسمي، بالإضافة لتوفير قاعدة بيانات حديثة باستمرار تضم جميع مشكلات المحافظات وأطروحات ومشاريع الحكومة لمواجهتها.
وزادت قائلة" نعمل على تقديم نموذج جديد للوزير السياسي، ويتسم بقدرة الوزير على المتابعة والتنسيق مع المعاونين له، وإلغاء شرط أن يكون متخصص بمجاله أو تم تعيينه من داخل الوزارة عن طريق الترقية المعروفة، ومفهومنا للوزير السياسي هو صاحب الخبرة والتفوق وتفادي وإدارة الأزمات من الدرجة الأولى".
وقال جهاد سيف، وزير ريادة الأعمال والمشروعات المتوسطة والصغيرة بالحكومة الشبابية الجديدة، إنه خلال 30 يوم ستعرض الحكومة أول بيان لها على البرلمان ومجلس الوزراء ورئاسة الجمهورية، وسيشمل البيان كافة المشروعات التي ستعمل عليها خلال الفترة المُقبلة وكيفية تنفيذها عبر مجموعة من الأليات والتصورات، وكذلك الأهداف الخاصة بكل وزارة مُشكلة.
وتابع "سيف"، أن استحداث ثلاث وزرات جديدة من قبل الحكومة الحزبية وهي "وزارة النقل البحري واعالي البحار ووزارة المشاريع المتوسطة والصغيرة ووزارة التنمية الانسانية"، له أهميته القصوى، فعلى سبيل المثال تكمن أهمية وزارة النقل البحري وأعالي البحار في أنها ستقدم تصور كامل عن كيفية الاستفادة من مواردنا المائية الممثلة في نهر النيل والبحرين الأحمر والمتوسط، وبالتالي تحقيق دخل قومي لمصر يمكن أن يوازي دخلها القومي الحالي، أما وزارة التنمية الإنسانية تشبه وزارة السعادة بالدول الغربية وبدولة الإمارات العربية المتحدة، لكن تم تسميتها بشكل يليق بما ستقدمه هذه الوزارة من إعادة لمفاهيم الهوية والمبادئ الاجتماعية، والاهتمام بكل ما يخص الإنسان المصري اجتماعياً ونفسياً وحقوقه الإنسانية والعُمالية وغيرها.
واستطرد سيف قائلا: "ريادة الأعمال والمشروعات المتوسطة والصغيرة، تساهم في توفير فرص عمل شريفة للشباب وحل مشكلة التكدس السكاني عن طريق التوسع الأفقي والهجرة الداخلية الواسعة ليتم تحفيز الشباب عليها من خلال التوزيع الأمثل لهم في المشروعات الخدمية والصناعية والسياحية وغيرها".
وقال أحمد خالد، مسؤول وزارة الشباب بالحكومة الحزبية الجديدة، أن أهم ما يميز حكومتهم عن حكومات الدولة خلال الفترة الماضية، أن حكومتهم شبابية وليست حكومة ظل كما أطلق عليها البعض، وجميع من يعمل بها لم يتجاوزا الـ40 عام بعد، ولديهم مجموعة من وجهات النظر في بعض الملفات المتخصصة لمساعدة الحكومة المصرية.
وتابع: "رؤيتنا عن الوزير، أنه يكون لديه خلفية سياسية أو حزبية وعلمية، ويستطيع أن يدير كافة الأمور، وهو ما يفضل تواجده في منصب الوزير لوضع السياسات والرؤى ومن ثم تأتي مرحلة التنفيذ من قبل معاونيه المتخصصين، وتغيير مفهوم الوزير الأوتوقراطي الذي لا تتوافر لديه سوى خلفية علمية ومتخصصة في مجاله فقط، وتوالت عليه الحكومات المصرية خلال الفترات الماضية".