«شعبان»: ماحسيتش إنى عايش إلا لما سبت الشارع
شعبان حلمى
على منضدة داخل مؤسسة «معاً لإنقاذ إنسان» يجلس عم شعبان حلمى، البالغ من العمر 60 عاماً، بجسده النحيف، ترتسم على وجهه ابتسامة عريضة تدل على الرضا بالحال رغم فقدانه بصره.
وقال لـ«الوطن»: «عندى 60 سنة وكنت بخدم والدتى المريضة لحد ما توفيت من 10 سنين، وكنت ساعتها شغال مكوجى، وبعد كده تعبت وفقدت البصر نتيجة خطأ طبى وساعتها ابن صاحب الشقة طردنى منها وأخدها، وكنت بنام فى فرن جنب المنطقة وبعدها رُحت عند أختى فى صفط اللبن بس جوزها ماستحملنيش وطردنى». وأضاف: «طول عمرى مُطارد فى كل مكان وتنقلت فى أماكن كتيرة أتسول من الناس فى الشارع، علشان أشترى أكل وسجاير، ورُحت المطرية ومسطرد وشبرا، وإمبابة ورابعة والنزهة، وأيام الثورة اتعرضت لضرب نار فى الشارع أثناء مظاهرات الإخوان».
وعن انتقاله من الشارع إلى مؤسسة «معاً» قال: «بتوع التدخل السريع عدوا عليا قالوا لى: تعالى هتاكل وتشرب وتسكن ببلاش، وأنا الحمد لله مبسوط جداً، وعشان أنا ضرير فبيعاملونى كويس، وأى حاجة بحتاجها بيجيبوهالى، وبقالى فى المؤسسة شهر أو أكتر وماحستش إنى عايش غير لما جيت هنا وسبت الشارع».